البصرة- علي النجدي:
عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، صدرت للروائية هدية حسين مجموعة قصصية جديدة بعنوان “إحساس مختلف”، وتضم 28 قصة، تنوعت أفكارها ومضامينها وإن غلب عليها الهم الذي تعانيه المرأة تحت سطوة قسوة الحياة، لذلك فهي تنطلق من إسارها مرة، وتخفق مرة فتدفع ثمن ذلك، و تقع المجموعة في 160 صفحة من القطع المتوسط.
تنفتح بعض القصص على أحلام أوسع متجاوزة الهموم الذاتية إلى حيث القلق الإنساني الأعمق، وتنطلق أخرى إلى فضاءات أرحب مشحونة بدفق الحياة، وتنغلق قصص أخرى على وحشة عميقة في النفس، ترتد حيناً إلى الطفولة متمسكة بما تبقى من براءتها، وتنكفئ حيناً على شيخوخة تحدّ من تلك الأحلام وتحجّمها، تقترب بعض القصص من عالم الكاتبة عندما تتناول الغربة وتفتح أبوابها المشرعة على الروح بكل خوفها وعزلتها حتى لكأن الكاتبة تسكب ذاتها على هيئة قصص، وتكسِر قصص أخرى تلك الغربة مقاوِمة أنيابها، ومحوّلة أشباحها إلى ضوء يبدد الحلكة.
يُذكر أن “إحساس مختلف” هي المجموعة السابعة للروائية هدية حسين، والكتاب السابع عشر في سلسلة أعمالها الأدبية.
من أجواء إحدى القصص، نقرأ:” لي مخيلة جامحة أيها السادة، وكثيراً ما كنت أنسج قصصاً عن أصدقائي الذين يغيبون وتنقطع أخبارهم عني، متناسية قصصهم الحقيقية، وبعد فترة طويلة أصبحتُ لا أفرّق بين ما حدث لهم فعلاً، وما ابتكرته مخيلتي، هذا الأمر يريحني في كثير من الأحيان، وفي أحيان أخرى يحرجني أمام العهد الذي قطعته أمام نفسي بعدم نسيان حكاياتهم.
تفرّق الأصدقاء، كل واحد منهم مضى إلى مصير كان سيعجز عن استيعابه قبل سنوات لو علم بنوع ذلك المصير، لم أعِ هذه الحقيقة، إلا بعد أن بدأت خطواتي تسلك مصيراً آخر غير ما كنت أتوقع، ربما كنت الوحيدة التي تركت زمام أمرها من دون أن تسعى لشيء، مصيري هو الذي قاد خطواتي فتبعتُه، في بعض الأوقات أشعر بالرضا لما آلت إليه الأمور، فامرأة مثلي كان يمكن أن تُقتل برصاصة طائشة، أو يتشظى جسدها بفعل انفجار أعمى، أو تُختطف وتصبح وليمة لغرائز اللصوص…”.