ما الذي تحقق بعد سقوط البعث والطاغية؟ ما الذي جناه العراقيون بعد ان خلع الساسة زمن المقبور ملابسهم الزيتونية وأبدلوها بجبب رجال دين وبدلات أوروبية اليوم؟
سؤالان طالما ترددا في أوساط المجتمع العراقي عامة، والأوساط الثقافية والإعلامية خاصة.
هذه المقدمة جاءت متزامنة مع استمرار نهج الترويع والترهيب ضد مثقفيه وصحفييه وأطبائه، واللتان مارسهما حزب البعث قبل سقوط الديكتاتورية وما زالت تمارسهما الأحزاب السياسية التي تحكم العراق اليوم، وما استمرار عمليات الاغتيال والخطف والتهديد إلا استمرارا لذلك النهج البربري.
اليوم أغلب قادة النشاطات المدنية غير المرتبطين بأحزاب أو تحالفات سياسية وحتى الصحفيين المستقلين معرضون للاغتيال من قبل هذه الجهات التي تريد اسكات الأصوات المختلفة معها، حدثت الكثير من الجرائم وعمليات الاغتيال التي عجزت السلطة عن كشف منفذيها حتى الآن، أما عمليات التهديد بالتصفية فهي مستمرة على قدم وساق، وما تعرض لَهُ الصحفي والمترجم (فاضل وحيد) إلا استمرار لهذه الحملة الشعواء ضد الأصوات الحرة التي تكتب كاشفة زيف ساسة اليوم وفسادهم.
(وحيد) الذي هدد عن طريق الهاتف، وعن طريق ظرف وضعت فيه رصاصة، عندما تداركَ خطورة الامر وغابَ عن الأنظار، محاولاً إنقاذ روحه من خطر قادم لا مناص للهرب مِنْهُ، غادرَ منزلهِ نحو مكانٍ مجهول.
فاضل وحيد لن يكون الأخير، طالما استمرت السلطة بالتعتيم على الجناة، وطالما استمرت الأحزاب السياسية بفرض سطوتها على القانون والدولة بقوة السلاح، وطالما استمرت قيادات الأحزاب الحاكمة بالتحريض علناً وعبر وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية على المدنيين والصحفيين والمثقفين الذين رفضوا الانضمام لهذه الأحزاب.
نطالب السلطات الحكومية والقوات الأمنية بحماية الزميل الصحفي (فاضل وحيد) قبل ان يصبح رقما يضاف الى قائمة افترستها انياب القتلة واعداء الحرية والذين يكرهون ان يروا عراقا جديدا ينعم بالحرية والقانون.
*كاتب عراقي
نجاح الساعدي