اليابان تشيد بالتزام واشنطن الوقوف مع حلفائها في مواجهة بيونع بانغ
سيول – وكالات:
اطّلع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ خلال تفقّده مركز قيادة القوة الاستراتيجية المسؤولة عن الوحدات الصاروخية، على خطة لإطلاق صواريخ باتجاه المياه القريبة من جزيرة «غوام» الأميركية في المحيط الهادي، حسبما أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية. إلا أن الزعيم الكوري الشمالي قال إنه «سيراقب لفترة أطول بقليل السلوك الجنوني والأحمق لـ»اليانكيز الأميركيين» قبل أن يصدر أي أمر بالتنفيذ.
وذكرت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية أن زعيم البلاد أرجأ قرار إطلاق صواريخ صوب جزيرة غوام فيما ينتظر ليرى ما ستفعله الولايات المتحدة، في حين قال رئيس كوريا الجنوبية إن بلاده ستسعى لمنع نشوب حرب بكل الطرق. وفي أول ظهور علني له منذ نحو أسبوعين ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية في تقرير أن كيم جونغ أون تفقد قيادة الجيش الاثنين الماضي وفحص خطة لإطلاق أربعة صواريخ نحو أهداف قرب غوام الواقعة في المحيط الهادي.
وقال التقرير «إنه إذا استمر الأميركيون في أفعالهم المتهورة البالغة الخطورة بشأن شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة لها، واختبار ضبط النفس لدى جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (كوريا الشمالية)، فسوف تتخذ الأخيرة قرارا مهما مثلما أعلنت بالفعل».
وفي صور نشرتها الوكالة الرسمية مع التقرير ظهر كيم وهو يحمل عصا ويشير إلى خريطة توضح مسار تحليق للصواريخ يبدو أنه يبدأ من الساحل الشرقي لكوريا الشمالية عابرا فوق اليابان ومنتهيا به المطاف قرب غوام.
وهددت كوريا الشمالية مرارا من قبل بشن هجوم على الولايات المتحدة وقواعدها، ونشرت صورا مماثلة، لكنها لم تنفذ تهديداتها على الإطلاق.
وتسبب اعتزام بيونغ يانغ إطلاق صواريخ صوب غوام في تصاعد التوترات في المنطقة الأسبوع الماضي. وقال الرئيس دونالد ترامب إن الجيش الأميركي «جاهز ومتأهب» في حال تصرفت كوريا الشمالية برعونة.
وقال مون جيه إن رئيس كوريا الجنوبية، امس الاول الثلاثاء، إنه لن يكون هناك عمل عسكري في شبه الجزيرة الكورية دون موافقة سيول، وإن حكومته ستمنع الحرب بشتى السبل.
وقال مون في خطاب بمناسبة إحياء ذكرى تحرير البلاد من الحكم العسكري الياباني في 1945 إن «العمل العسكري في شبه الجزيرة الكورية تقرره كوريا الجنوبية وحدها، ولا يمكن لأحد آخر أن يقرر القيام بعمل عسكري دون موافقة كوريا الجنوبية». وقال مون «الحكومة ستمنع الحرب بكل السبل».
وستسعى اليابان أيضًا للحصول على مزيد من الضمانات من واشنطن في اجتماعات بين رئيس الأركان ووزير الخارجية اليابانيين ونظيريهما الأميركيين اليوم الخميس.
وقالت وزارة الخارجية اليابانية «الأجواء الاستراتيجية تزداد صعوبة ونحتاج لمناقشة كيفية استجابتنا لذلك، وسنتطلع إلى إعادة تأكيد الولايات المتحدة على التزامها الدفاعي بما يشمل الرادع النووي».
وحثت الصين، الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية وشريكتها التجارية، بيونغ يانغ مرارا على وقف برنامجها للتسلح، وحثت في ذات الوقت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على وقف التدريبات العسكرية المشتركة لتخفيف حدة التوتر. وأمس الاول الثلاثاء حثت كل الأطراف في الأزمة على المساعدة في «إخماد النيران» بدلا من تأجيجها.
وقالت صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية الصينية امس الاول الثلاثاء، إن على سيول أن تلعب دور الحائل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لمنع نشوب مواجهة مباشرة.
وأضافت الصحيفة في مقال افتتاحي «التدريب العسكري المشترك» سيستفز بيونغ يانغ بالتأكيد، ومن المتوقع أن يكون رد بيونغ يانغ أكثر تطرفا،إذا كانت كوريا الجنوبية لا تريد حقا نشوب حرب في شبه الجزيرة الكورية فعليها أن تحاول وقف هذا التدريب العسكري. وقلل مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة من احتمالات نشوب أي صراع وشيك، فيما شددوا على جاهزيتهم للرد عسكريا على أي هجوم من كوريا الشمالية.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الاثنين الماضي إن جيش بلاده سيحدد مسار أي صاروخ تطلقه كوريا الشمالية خلال لحظات و»سيسقطه» إذا ما بدا أنه سيستهدف أراضي أميركية في المحيط الهادي.
وفي جزيرة غوام التي تضم قاعدة جوية أميركية ومنشأة تابعة للبحرية وكتيبة لخفر السواحل ونحو ستة آلاف جندي أميركي، عبَّر السكان عن بعض الارتياح بسبب هدوء التوتر بعض الشيء. وقال راي تينوريو نائب حاكم غوام في بيان لوسائل الإعلام في هاجاتنا عاصمة الجزيرة «لا أرى تهديدا وشيكا». وأشاد رئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي» بالتزام ترامب بوقوف الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية.