في “خليجي 25” مسرح الشارع الغنائي والاستعراضي يعود مجدداً إلى البصرة

“الخشابة” استقبلت الوفود الخليجية بالأغاني التراثية

بغداد – وداد ابراهيم:
يرى مراقبون، ان” اختيار محافظة البصرة لبطولة خليجي 25، كان ناجحا بشكل كبير كونها تمتلك ثلاثة منافذ مع دول الخليج (بري وجوي وبحري) ومع التنظيم والترتيب الذي يشهده هذا الحدث التاريخي لكن لم يكن متوقعا اقامة فعاليات فنية وموسيقية وغنائية رافقت الاحداث الرياضية الكبرى وشهدتها شوارع البصرة وبقية المحافظات .
البصرة أيقونة الثقافة والفن
ما حدث في البصرة غيّر كل الموازين والطقوس التي سارت عليها المحافل الرياضية في العالم ومن دون ان تخطط اللجان التحضيرية والتنفيذية للمهرجان ولا حتى مجلس المحافظة في البصرة على ان تقام فعاليات فنية وثقافية وموسيقية على هامش المباريات التي تقام على ملعبي “الميناء وجذع النخلة” فقد شهد كورنيش البصرة والذي يمتد على طول يمتد من” 3 ونص الى 4 كيلو متر” الكثير من الفعاليات الفنية والموسيقية والغنائية والرقصات الشعبية من مدن العراق كافة فقد قدمت فرقة” سارة التركمانية” والتي ارتدت الزي الشعبي الخاص بجلسات المقام العراقي مجموعة من الاغاني التراثية العراقية باللهجة البغدادية والتركمانية وشهدت الفعالية تفاعلا كبيرا من جمهور الملاعب من ابناء مدن العراق والخليج كافة فيما قدمت فرقة لرقصة الجوبي من مدينة الرمادي وصلات غنائية تتغنى بحب العراق وعظمة تاريخه وكرم اهله في عموم العراق، وشد انتباه الجمهور الذي اتخذ مساحة واسعة وعلى شكل دائرة للمشاهدة والتمتع والتفاعل مع غناء ودبكة المنطقة الغربية فيما قدمت فرقة من شارع المتنبي مجموعة من اغاني المطرب الكبير “ناظم الغزالي” والتي حازت اعجاب الخليجيين وشهدت الاغاني تفاعلا كبيرا وبشكل يوحي ان هناك تنظيما شعبيا كبيرا حدث في شوارع البصرة واننا امام ما يسمى مسرح الشارع الغنائي والاستعراضي الذي غاب عن البصرة لسنوات طويلة.

الخشابة تلهب اجواء البصرة
والاكثر من هذا وذاك فقد استقبلت فرق الخشابة البصرية الوفود الخليجية بالأغاني البصرية التراثية الخالدة” يابصراوي دمك عسل حبوبي، وراح للبصرة ونسانا” وكان الجمهور يردد الاغاني البصرية بفرح وسعادة. ورافقت الاغاني الاهازيج والاشعار التي تعبر عن ترحيب اهالي البصرة بضيوفها من دول الخليج. المعروف ان البصرة تمتاز بفنونها الموسيقية والغنائية المتنوعة، كونها ميناءً تلتقي فيه شتى الثقافات، ويعد فن “الخشابة” أشهر فنون هذه المدينة، وترجع تسميته إلى العمال الذين يعملون بصناعة السفن والقوارب المختلفة، وكانت تصاحب أغانيهم انواع من الآلات الايقاعية “الدنابك” الصغيرة المصنوعة من بقايا الأخشاب التي يشتغلون بها، ومن هنا جاءت التسمية اذ ظهرت الفرق في مدينة الزبير ثم ابو الخصيب فيما ظهرت فرق في شمال مدينة البصرة يرافق اغانيها حركة القدمين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة