هجمات تستهدف متهمين بالانتماء إلى «داعش» في جنوب سوريا

مع محاولات من التنظيم لإحياء نشاطه

متابعة ـ الصباح الجديد:
شهد جنوب سوريا في الأيام الأخيرة سلسلة جديدة من عمليات القتل والاغتيالات التي تستهدف أشخاصاً تتهمهم الأجهزة الأمنية التابعة للنظام بالانتماء إلى تنظيم “داعش” الذي يبدو أنه يحاول إحياء نشاطه في محافظة درعا والمناطق القريبة منها.
وعثر مواطنون في ريف درعا الغربي، امس الاول الثلاثاء، على جثة شخص يدعى أدهم الهيشان قرب معصرة الشمري على طريق مزيريب الأشعري، غرب مدينة طفس. وهو ينحدر من بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي، ومتهم بالتعامل مع تنظيم “داعش”.
وجاء العثور على الجثة في وقت تشهد بلدة اليادودة استنفاراً لمقاتلين محليين من مجموعة يقودها محمد العقرباوي، حيث قاموا بقطع الطريق الواصلة بين اليادودة وحي الضاحية الذي يُعد بوابة مدينة درعا المحطة من جهة ريف درعا الغربي، في إطار تداعيات حادثة دهم نفذتها مجموعة أمنية الاثنين الماضي، وأدت إلى مقتل قائد المجموعة المدعو أبو قاسم العقرباوي.
وقالت مصادر محلية من المنطقة، إن دورية أمنية تابعة لقوات النظام السوري دهمت منزل القيادي المحلي محمد العقرباوي فجر الاثنين؛ ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة لم تستمر طويلاً، لكنها أسفرت عن جرح عدد من عناصر الدورية الأمنية المقتحمة ومقتل العقرباوي وأخذ جثته من قِبل عناصر الدورية. وتلقى ذووه بعد ساعات من الحادثة بلاغاً أمنياً لتسلّم جثته في مدينة درعا المحطة. وقالت مصادر، إن مقربين من العقرباوي يعتقدون أنه اعتقل أثناء الاشتباكات وقُتل بعد اعتقاله من قبل الدورية الأمنية.
وكان العقرباوي قيادياً تابعاً لأحد تشكيلات المعارضة في مناطق ريف درعا الغربي قبل التسويات التي شهدتها المنطقة الجنوبية في عام 2018، وانضم بعدها لمجموعة محلية مسلحة في مدينة طفس يتزعمها القيادي معاذ الزعبي الذي قُتل في عام 2021 أثناء الهجوم على نقطة عسكرية تابعة للجيش السوري قرب مدينة طفس. وورد اسم محمد العقرباوي في اعترافات محمد العودات الذي قتل مؤخراً بتهمة الانتماء إلى تنظيم “داعش”.
وقال حينها العودات في اعترافاته، إن العقرباوي مشترك بجريمة قتل الشيخ أحمد بقيرات، أحد أعضاء اللجنة المركزية للتفاوض بريف درعا الغربي. وتتهم الأجهزة الأمنية في درعا العقرباوي بأنه أحد عناصر “داعش” في المنطقة ويعمل ضمن مجموعة مطلوبين للأجهزة الأمنية في ريف درعا الغربي.
وخلال الشهر الماضي، أجرت قوات النظام السوري أكثر من عملية دهم في بلدة اليادودة، حيث هاجمت منازل تعود لإياد جعارة ومحمد الديري، وهما من أبرز المطلوبين للأجهزة الأمنية في ريف درعا الغربي وتتهمهما قوات النظام بتنفيذ اغتيالات في المنطقة. كما شهدت المنطقة الواقعة عند معصرة الشمري على طريق مزيريب الأشعري، غربي مدينة طفس في آب الماضي، العثور على جثة اثنين في الموقع ذاته الذي شهد يوم الثلاثاء العثور على جثة متهم آخر بالانتماء إلى “داعش”.
وينتشر التنظيم في جنوب سوريا عبر خلايا سرية أو عناصر سابقة من أبناء المنطقة ممن رفضوا تسوية أوضاعهم من قِبل النظام السوري، وبعضهم اعتقل مع سيطرة النظام على مناطق حوض اليرموك غرب درعا عام 2018، في حين أطلق سراح آخرين من المعتقلات في ظروف مشبوهة. كما أن بين عناصر “داعش” في جنوب سوريا من وصل إلى المنطقة قادما من منطقة تلول الصفا بالسويداء التي يُعتقد أن “داعش” يتخذ منها قاعدة خلفية له. وتعتقد الأجهزة الأمنية للنظام، أن خلايا “داعش” تضم أيضاً قادة وعناصر في المعارضة ممن رفضوا التسويات وبقوا في المنطقة مع مجموعاتهم المسلحة. ويعتقد النظام، أن هؤلاء ينفذون هجمات ضد قوات الجيش والأمن في جنوب سوريا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة