فهد الصكر
في فضاء اللوحة تقود الألوان بفرشاة متنا حكائيا، لتولد لوحة تؤشر وعي وانتظام فكر الرسام.
وفي الكتابة يكون القلم معبئا بأفكار صاحبه .. ليدون فكرة قصيدة أو قصة أ سرد في مديات الرواية.
وحين يكون الانتماء لهذين العالمين بذات القيمة الابداعية، يبدو الأمر ممتعا فكريا حين تدون تفاصيله امرأة تحلم وتفكر بثراء ثقافي واضح المعالم مقتربة من بوابات المشهد الحقيقي والمغاير.
تلك الروح الوثابة تمتد أغصانها الى شجرة العطاء الذي لا ينضب. التشكيلية إيمان الوائلي، التي أجدها في مشغل التدوين البصري رسامة تدرك وعي لوحتها التي تشير الى بصمتها حتى دون أن تكتب أو توقع على طرف التشكيل للوحتها.
فثمة ما يجعلك كمتلقي وقد قرأت مفردات فضاء منجزها التشكيلي، تدرك للوهلة الأولى أنك أمام لوحة التشكيلية إيمان الوائلي.
أحيانا يكون هذا الهاجس، سحري وخفي يأخذك الى ضربات فرشاة لا تقترب من أية أنامل، سوى أنامل إيمان، وهذا الهاجس يدركه من أحاطته أو أدرك خفايا اللوحة العراقية.
وبالرغم من عشقها لموضوعة التراث، الا أنها تجاوزت « عتبة « الحداثة في الكثير من أعمالها التشكيلية، وهذا ما يدلنا عن فكرة النضوج والمعرفة ومتابعة المتغير الذي يطرأ على إرهاصات المشهد التشكيلي المحلي والعالمي.
وفي الفضاء الآخر لإبداع التشكيلية إيمان الوائلي في نصوصها وكتاباتها النقدية في قراءة اللوحة، أجد أنها تتمتع بذات الموهبة والتسلح المعرفي في أقتفاء أثر موسيقى القصيدة، أو ملامستها لسحر اللوحة كقراءة متنها الحكائي، لتدون تقنيات اللوحة شعرا وموسيقى.
وربما أزعم أني قرأت غالبية نصوصها أو ومضاتها في الشعر .. لتقفز الى مخيلتي لوحة كتابية بجمال معرفي أخر ينتمي الى روح ووعي وفكر التشكيلية إيمان، لتؤكد حضورها في المشهد الثقافي في منعطفه المغاير كذلك.
وهنا أجدني أطالب الشاعرة والناقدة إيمان الوائلي بضرورة احتواء كتاباتها في مجلد أنيق ليكون مكرسا لقراءات أخرى ضمن عوالمها التي تستدعي أكثر من وقفة وإعادة اكتشاف لفنانة ما زال لديها الكثير مما لم يدون تشكيليا أو أدبيا.