التهاني عبر الاثير..
سمير خليل
في سابقة نادرة وربما تحدث للمرة الاولى، مرت ايام عيد الفطر المبارك هذا العام من دون احتفال او طقوس. فبسبب الحظر الصحي الذي فرضه علينا فيروس كورونا الخبيث قضى العراقيون ايام العيد في بيوتهم، وغابت اجواء الفرح وتوارت خلف ستار الحذر. لا تزاور ولا تجمعات ولا العاب ولا لقاءات ولا صخب الاطفال وضحكاتهم ومرحهم. اضيفت عبارة جديدة (خليك بالبيت) للجملة الخالدة (عيدك مبارك.. ايامك سعيدة) .
ومع هذا الوضع الطارئ كان جهاز الموبايل ومواقع التواصل الاجتماعي سبيل الناس لتبادل التهاني والتحايا والامنيات، في حين فرغت الشوارع من الحركة واقتصرت الزيارات بين الناس الذين ييعشون في المحلة نفسها، وحتى هذه الزيارات لم يقم بها الا افراد قلة، من تربطهم بجيرانهم علاقة تمتد لعقود من الزمن، فيما بدت المتنزهات ومدن الالعاب الصغيرة مقفرة خالية.
الوضع الطارئ ايضا كان له بالغ الاثر في عمل الكسبة الذين كانوا يعولون على ايام العيد لالتقاط ارزاقهم وتأمين لقمة لعائلاتهم، ولم تظهر حركة البيع والشراء سوى في اسواق الفواكه والخضر واللحوم والمحال الغذائية، فيما شهدت المنازل وعلى صعيد العائلة الواحدة حركة دؤوب لتعويض ما فاتها من احتفالات عامة بتحضير مستلزمات العيد من اكلات وحلويات .
الكثير من المواطنين لفهم الحزن والاسف بسبب غياب احتفالات العيد وتمنوا في الوقت نفسه ان يزيل الله سبحانه وتعالى هذا البلاء كي تعود الحياة لسابق عهدها، فيما كان الاطفال اكثر حزنا كونهم الاكثر ارتباطا بفرحة العيد بعد ان غابت اراجيحهم والعابهم التي كانوا ينتظرونها مع حلول ايام العيد. تبخرت احلامهم وهم يفتقدون ملابسهم الجديدة التي كانوا سيرتدونها ايام العيد كما خلت جيوبهم من (العيدية) و قلتها.
في الوقت نفسه كانت الطيور البيض والقوات الامنية مستنفرة طوال ساعات اليوم مولين الليل بالنهار كي يؤمنوا حيوات الناس، والحفاظ عليها من خلال التزامهم وتطبيقهم لإجراءات الحظر.
ويبدو ان هذه الصورة لم تقتصر على البلاد، بل شملت كل الدول الاسلامية التي تمترست اجهزتها ضد هذا الوباء وبأساليب متنوعة.
ونحن نودع العيد بحسرة فان قلوبنا دافئة بالأماني والامل بان تزول هذه الغمة ونحتفل بالعيد الاسعد يوم خلاصنا من هذا البلاء وان غدا لناظره لقريب.