نذر انفجار جماهيري تلوح في الافق بالاقليم
السليمانية – الصباح الجديد – عباس اركوازي
تنذر الاوضاع المعاشية والمعيشيية الصعبة للمواطنين في الاقليم، في ظل فشل الحكومة عن تأمين رواتب الموظفين المتأخرة منذ اشهر، بانفجار الغضب الجماهيري وحصول تظاهرات عارمة تطالب بتغيير نظام الحكم الذي اثبت فشله في الاقليم، والمطالبة بمحاكمة الفاسدين من حكام واحزاب.
وبينما اثبتت السلطات الحاكمة فشلها في اصلاح الاوضاع الاقتصادية المزرية وتحقيق الشفافية في التصرف بايرادات تصدير النفط وتوزيعها بنحوعادل على القطاعات الضرورية، ولم تفض اجراءاتها للاصلاح عن اية نتائج تذكر، تعكف الهيئات والمنظمات وممثليات قطاعات الموظفين والحركات المدنية من القيام باحتجاجات جماهيرية للمطالبة بتغيير نظام الحكم ومحاسبة سراق المال العام.
وعلى عكس ما كان متوقعاً بان تشهدها محافظة السليمانية، فان تظاهرات شعبية مدنية سلمية خرجت بمحافظة دهوك امس الاول السبت، وهي محافظة تعد معقل الحزب الديمقراطي الكردستاني اكبر الاحزاب السياسية في الاقليم، الا انه وبعد ساعات قليلة قمعت القوات الامنية المتظاهرين وفرقتهم بالقوة والاعتداء بالضرب.
وقال الناشط المدني محمد ياسين من دهوك عبر الهاتف للصباح الجديد، انا والمئات من نشطاء المجتمع المدني والموظفين والمعلمين، تجمعنا في المكان المخصص للتظاهر وسط محافظة دهوك الا اننا تفاجئنا بوجود كثيف للقوات الامنية التي قامت بتطويق المكان وحاولت منع المتظاهرين من التجمع.
وتابع ان القوات الامنية تطاولت على المتظاهرين ونعتت النساء بالقاب نابية وقامت بالقوة بتفريق المتظاهرين، الذي رددوا شعارات طالبت بالحقوق والحرية ومحاسبة ومحاكمة سراق النفط وثروات الشعب.
وكان المئات من ابناء محافظة دهوك من نشطاء مجتمع مدني وممثلي احزاب وممثلين عن فئات واسعة من الموظفين والمعلمين قد نظموا تظاهرة امس الاول السبت للمطالبة بتوزيع رواتبهم المتاخرة ومحاسبة الفاسدين، الا ان الاجهزة الامنية التابعة للحزب الديمقراطي قامت بتفرقتهم واعتقال العشرات منهم، ومازال نحو مئة ناشط مدني معتقلاً لدى جهاز الاسايش التابع للحزب الديمقراطي.
واضاف محمد ياسين اننا استغربنا الاتهامات التي وجهتها لنا القوات الامنية بالخونة والمتأمرين وان مجموعة 16 من اكتوبر وال PKK تقف خلف تلك التظاهرات، وان الرئيس المشترك للاتحاد الوطني لاهور شيخ جنكي يحرضهكم على التظاهر ضد الحزب الديمقراطي في معقله بمحافظة دهوك، واجبنا عليهم باستغراب، “نحن موظفين ومواطنين خرجنا للمطالبة بحقوقنا ورواتبنا المتأخرة منذ اشهر، لا علم لنا بالتهم التي وجهوها لنا”.
ودعا محمد الى استمرار التظاهرات للمطالبة بالحقوق المعاشية والحرية مطالبا المنظمات المعنية والامم المتحدة الى التدخل لاطلاق سراح المعتقلين الذي تم سجنهم دون اوامر قضائية او تقديمهم الى القضاء.
هذا وناشد عضوان في مجلس النواب عن المكون الكردي رئاسة مجلس النواب ورئيس الوزراء العراقي ومنظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية والمجتمع المدني التابعة للولايات المتحدة بالتدخل العاجل ضد العنف الممفرط الذي استخدمته الاجهزة الامنية بالضد من المظاهرين السلميين في محافظة دهوك.
واضاف النائبان غالب محمد وسركوت شمس الدين في بيان تسلمت الصباح الجديد نسخة منه، ” نحن كأعضاء مجلس النواب العراقي، نحذر من خطوات قد تكون مقلقة و خطيرة للقوات الامنية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة دهوك، كرد فعل على قيام العشرات من المعلمين و الموظفين والنشطاء الداعين للسلام يوم السبت بتظاهرة سلمية للمطالبة بحقوقهم المسلوبة، ولكن بأمر من رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني اعتدت القوات الامنية على المتظاهرين واحتجزت العشرات منهم.
وتابع البيان ” لغاية الآن تستمر قوات الاسايش التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني باعمال العنف ضد المحتجين، علماً ان اوامر الاعتقال و الاحتجاز لم تكن صادرة من الجهات القضائية”،ك ما وطالب الحكومة الاتحادية بتحمل مسوؤلية صمتها عن الاعتداءات التي يقوم بها مسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني ضد المحتجين المطالبين بحقوقهم.