التأريخ والتدوين في رواية مثلث لـ «علي لفته سعيد»

القسم الثاني

د.حمام محمد زهير*

يوضح للقارئ عمق مثلث الموت ربما قصد بها دوائر الاغتيالات في الإحياء الثلاث التي كانت تطال رجالات الصحافة ، واعتبرها تاريخا مهما لمرحلة من مراحل الصحافة العراقية.
كانت له مشاركة في غبننة الصراع وأدلة القتل وصراع الإخوة ، فهو وكأنه يفسر بوليسيا مجرمي ومفتعلي الصراع الدامي في ورقة بدا يظهر إفرادها الواحد تلو الاخر، فرجل الدين ، ولا ادري لماذا تساهل في وضعية اعتراف الصحفيين سلام ومنتظر إثناء إعلانهما محاولة الكشف عن من بالقائمة.
هذا كان يبقى متخفيا ومحاطا بنوع من الحماية البطولية للشخصيين حتى يستطيع إن يجد لهما مبررا إن استدعى الأمر. والغريب في الأمر إنهما بجرأة غير منطقية اتفقا على إجراء حوار مع الشخصية الدينية التي ذكرت في وثيقة الإعدام ، وهذا كان يجب إن يطرح بصورة أخرى كان يخلق مجال للبطلين كإحداث ضرر على مستوى مجتمع الشخصية الدينية حتى يستدرجانه مباشرة إلى إجراء حوار، كما انه لم يفسر اكثر تخوفهما من مقابلة هذه الشخصية..

3 -الشخصيات الفواعل والمحفزات
أقحم الروائي شخصيات محكمة في عالم الصحافة حين أضاف أمال إلى جانب منتظر وسلام ليعدد المجال حول رسالة الصحافة العراقية ، معطيا في جوانب عديدة أدلة وبراهين على قوة التكتيك التقني المستعمل لدى الصحافيين في العراق ،وما اجتماعهم بالشخصيات الدينية التي تظهر في المجتمع على أنها توازن العيش مع جميع الإطراف التي كانت تسيطر على القرار في العراق سنة 2003 ..إلا لينعش نقطة في غاية الأهمية
وعند إضافة الشخصية الرابعة جعلها سلام لإبراز بعض القيم التي تطبع المجتمع العراقي كالهتاف – حتى بات الهتاف يدخل ضمن الشخصية العراقية –من جهة ومن ناحية أخرى أراد إن يبرز ظروف العمل الصعبة التي يعانيها القلم المنصف في عالم الإجرام الذي تعايشه العراق في الحقبة التي كتب فيها عن سيطرة المرجعيات الدينية وتبني مسؤوليتها عن ملاحق بالعراق..
منح الراوي، سلسلة مهمة من حضورا لشخصيات مهمة رأسية صنع بها مجالات العقد في المثلث وشخصيات بسيطة ، وأخرى ميتة شبيهة بالكومبارس ،إما الشخصيات المهمة رفعها الراوي ليحصي أدوارها كشخصية رئيس الوزراء والمحافظ والمرجع الديني الكبير في المحافظة العراقية ،.
كانت تحمل شعار نظام ديمقراطي انتخابي يرفض الدكتاتورية وهو مااستشهد بها الراوي في محاولة استرجاع شخصية سلام الصحفي الناجح والقاص اللامع.، إما شخصية المحافظ التي مرة جعلها الراوي تخشى السقوط في الخطى من خلال سماحها لشخصية صحفية إن يسبق غيره في الدخول إلى مكتب رئيس الوزراء، المخصص، عكس ما وضحه في نهاية الرواية بأنها هي الشخصية التي وضعها عندها سر اختفاء سلام الأمر الذي جعلنا نعطي ملاحة نقدية هو استرجاع تلوين شخصية المحافظ الذي يبدو انه كان على صداقة مع الصحفي اللامع سلام ، ورجل الدين الذي اكسبه الراوي حلة جديدة ، تتمتع بامتيازات خارجية منها الأبهة وتطويقه بحرس و، وقد أكد هذا التحول له باعتبار المعني كان فقيرا وصديقا كان سرعان ما ينحني إمام أي حارس من الحرس القديم، تحول إلى مسئول يعتقد في المرجعيات الدينية اعتقادا راسخا .
والشخصيات البسيطة الأخرى كانت تتمثل في مجموعة صحفيين احمد تخضير ومنتظر ، نقل بهم الراوي تاريخ العمل الصحفي في العراق في ابنك الفترة . بنما الشخصيات المضمرة فقد كانت كثيرة منها الحارس الخاص للمحافظ وسكرتيره وركاب سيارة الأجرة التي كان يمتطيها منتظر في طريق لتلبية دعوة المحافظ، بإضافة شخصية أبو عبدا لله التي دسها في شكل شخصية بسيطة لتحولها التقارير في مباعد إلى شخصية عسكرية .

1.4الحوارالتخاطبي المباشر
الحوار المعتمد كان حوارا، ثنائيا في الغالب بين سلام والآخرون كل في مجاله الزمني مما يعطي لنا إدراكا عن السرد في حد ذاته كان ترجمة ذاتية لقصة حقيقية بطلها القلم الصحفي العراقي ، فعلى أهبته كان الحوار سلسا مطعما بالأدلة المادية التي يكتشف منها القارئ محاولة إخراج معلومات للأرشفة التاريخية المهمة فرئيس الوزارة الذي رأي سلام صورته وهو يوقع وثيقة إعدام صدام حسين أجاب رئيس الوزارة على سلام بخصوص تلك الجزئية على إن الفترة برمتها لدى الشخصية المهمة عكست الديكتاتورية ، وفي لقائه مع المحافظ اعترف بالنجومية كان الحديث إسهالا للوضع في نواحي اليقظة بالعراق ، ومنه خرجت فكرة سلام في الحوار ليؤكد قاعدة صحفية هي بمثابة الحجر الأساس ، قوله سلام للمحافظ بان الصحفي الجيد هو الذي يكون اقوي من أي طرف أخر مستجوب ، كما اظهر في حوار منتظر مع سائق التاكسي ، بأنه يجلس على الصدر في مقدمة السيارة ، متحديا أي رصاصة طائشة وكان ذلك حال الصحفيين الشجعان، كما ترجم حواره بصفة رسمية شعبية مفادها كما أكدها الرأي ذهب صدام جاء إلف صدام ، في نسبة منه إلى إشارة غير متخفية تنذر إن الوضع الدموي قد استشرى كوباء الكورونا في تلك الفترة..

2.4الزمكانية: اللغة والصوت
على خلاف ما تقرره عناصر السرد بالإحاطة الكاملة على عنصر المكان والزمان في جادة المقلق ، فالأمكنة كثيرة بجزئياتها لكنها لم تخرج عن العاصمة العراقية في مؤسساتها دار المحافظة ، والمدينة برمتها وشوارعها المكتظة بالمقاهي ، فكل الأمكنة كانت تنظر بان حياة تتنقل بين تلك الأماكن لتحس من ضوضاء المدينة باستمرار الحياة عنوة رغم الصراع الدموي ولهذا لم يركن الراوي إلى مكان واحد اخلد فيه العقد ، ولكنه نوع الأمكنة كما الأزمنة فكل قياسات الأزمنة جاءت متشكلة بالنظر إلى ضخامة الاحدتاث الدموية ، حتى إن ذكاء الراوي كان مخصصا للتعريف بسنة 2003 التي كانت اخطر من دموية .
فالأمكنة بتعدد شهرتها كإحياء أللطيفية واليوسوفية والمحمودية ، شهدت محطات مضيئة من تاريخ العتمة المظلمة أو العشرية السوداء فهو قد نقل تلك الإحياء للتعريف بها في المدة الزمنية التي أشار إليها فالاستباق الزمني كان معددا بالحوادث التي شهد تلك الفترة والتي يمكن اعتبارها فترة عصيبة في تاريخ الصحافة العراقية .

3.4 – الدراما التشكل والتدوين العالمي:
..تنطلق الدرامية في العمل الروائي من تشكل وتداخل الإحداث المفضية إلى الصراع برمته وهو ما وضعه الرواية في شكل علامات بدأها بالإشارة إلى أهمية صورة رئيس الوزارة وهو يوقع وثيقة إعدام صدام حسين وتعليقها في الرواق المؤدي إلى مكتب المحافظ كما صور الراوي مواضيع الإعدام والسحل في الشوارع لكل قلم يكتب ضد الطائفية التي كانت لها رجالاتها وشرطتا.
فكلما وقع في العنفوان الدرامي إلا كان زميله منتظر يحذره من مغبة التكلم في المواضيع السياسية والدينية كما هو مبين في ص 54 الى 70، والمواجهات المسلحة وسقوط عشرات الضحايا كانت أعماله كلها تنبئ بالوضع الدرامي لتلك الفترة بالذات.
إضافة إلى انه انهي روايته بنظرة درامية بدأت في الشك بمقتل أصدقاء منتظر الثلاث ، و اختفاء سلام ذلك الصحفي اللامع أو المرجع الفردان لصحافة الصدق والجرأة التي أدخلت الصحافة العراقية إلى عصر المصداقية بالرغم ما أفرزته الطائفية في ابنك الفترة
مثلث الموات هو امتداد لقهر صحافة مفجوعة احتمى بها الشعب وركزت على أقطابه في ظل صحافة العيش التي تسكت وتنتقد لصاحب الخط الافتتاحي..
إن رواية مثلث الموت هي قفزة نوعية جرئيه في تصوير تاريخ الصحافة العراقية التي عانت ما عانت من ويلات. وضغوط على غرار الصحافة العالمية اخرجنا الراوي الى زاوية متجذرة في الصدق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة