صُورٌ من النُبل العراقي

-1-
في كتب في الأدب قصة طريفة تقول :
” أنّ أعرابياً قصد كوفيَّاً يبيعُ التمر فقال له :
رأيتُكَ في النوم أَطْعَمْتَني
قواصرَ مِنْ تَمْرِكَ البارحه
فقلتُ : لِصِبيانِنا أبشروا
برؤياً رأيتُ لكم صالحه
قواصرُ تأتيكُمُ بُكْرَةً
والاّ فتأتيكُمُ رائحه
فَقُلْ لي (نعم) إنّها حلوةٌ
وَدَعْ عنكَ (لا) انها مالحه
فأعطاه قوصرة من التمر وواضح انَّ الأعرابي هنا لجأ الى افتعال (الرؤيا) وجعلها وسيلة الى التمّار للحصول على ما يريد .
وكان التمّار نبيلاً فلم يبخل عليه بما أراد .
والأعرابي الذي لجأ الى الشِعْر وَجَعَلَهُ المدخل للوفادة على التمّار لابُدَّ انه كان يئن من وطأة الفاقة والحاجة .
-2-

واليوم وقد هاجمتنا (الكورونا) بغتةً فاضطرت السلطات المعنية باتخاذ الاجراءات الوقائية ومنها حظر التجوال – في ساعات معينة– فادّى ذلك أن تقع الكثير من العوائل الفقيرة – لاسيما التي ليس لها من المدخرات ما يمكنها الاعتماد عليه أثناء الانقطاع عن العمل – في ضيق شديد ، فتصدّى الكثير من النبلاء الأطياب من العراقيين لتغطية تلك الحاجات، وجادوا على الفقراء والمتعففين بما يحتاجونه من الغذاء والدواء بّلْ أعلن بعضهم عن استعداده لايصال ما يحتاجونه الى بيوتهم ،
وامتنع بعضُهم عن ذِكرْ اسمه ليكون ذلك أبعد عن الرياء والتسويق الاعلامي لشخصه .
وهكذا تتواصل حلقاتُ النبل العراقي جيلا بعد جيل .
وكما أن هناك جملةً من أصحاب العقارات أعفوا المستأجرين من دفع ايجار البيوت والمحال المستأجرة رأفة ورحمة المستأجرين .
فالى المرجعية الدينية العليا، والى كل المؤسسات والأشخاص الذين انتهجوا نهجها في رفد الفقراء واغاثة الضعفاء وتزويدهم بالمال والغذاء والدواء ألف تحيّة وتقدير، ولهم منه سبحانه عظيم الأجر والمثوبة، وللعراق الحبيب وأهله السلامة من كل سوء .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة