محادثات استئناف تصدير نفط كركوك بين بغداد وأربيل تصل مراحل متقدمة

باتت أقرب الى الاتفاق النهائي
بغداد ـ الصباح الجديد:
أعلن ثلاثة مسؤولين مطلعين على محادثات أربيل- بغداد لجريدة (فاينانشيل تايمز) البريطانية أن المحادثات بشأن استئناف تصدير نفط كركوك قد بدأت منذ العام الماضي لكنها شهدت أكبر تقدم لها في الأسابيع الأخيرة.
وأشار أحد هؤلاء إلى أن “حكومة إقليم كردستان توصلت مطلع العام إلى اتفاق مع رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، لكن الاتفاق لم يكتمل”.
وأعلن رئيس لجنة النفط والغاز في مجلس محافظة كركوك، أحمد العسكري: “بعد 16 تشرين الأول، كان نفط كركوك يصدر إلى إيران بواسطة الصهاريج، لكن ذلك توقف منذ أسبوعين، وقد بدأت المحادثات مع بغداد لتصدير نفط كركوك إلى ميناء جيهان عبر أنبوب نفط إقليم كردستان”.
وقال اثنان من المسؤولين للجريدة البريطانية إن المحادثات لم تنته بعد وقد تمتد، لكن المصادر الثلاثة متفقة على أن الاتفاق هو النتيجة المتوقعة الوحيدة للمحادثات بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، وإلى جانب التأكيد على هذا، يشير العسكري إلى أن “العراق حريص على التوصل إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان لاستئناف تصدير نفط كركوك”.
ونقلت شبكة رووداو الإعلامية، تأكيد المحلل والمراقب لأسواق النفط، حمزة الجواهري، على أن من الضروري التوصل إلى «اتفاق سياسي» لأن «الطرف الكردي وضع شروطاً يصعب قبولها» على حد قوله.
وكشف مطلعون على محادثات بغداد – أربيل للجريدة البريطانية عن أن إحدى المشكلات الصعبة في المحادثات هي «المبالغ التي يجب على بغداد أن تدفعها لقاء استخدام أنبوب نفط إقليم كردستان، في حين تريد روسنفت استعادة جزء من الثلاثة مليارات دولار التي استثمرتها في إقليم كردستان».
والعراق من الدول التي تستطيع الاستمرار في تعاملاتها التجارية مع إيران على مستوى محدود ولفترة محدودة، والتقارب العراقي مع إقليم كردستان بخصوص مسألة نفط كردستان هو في جزء منه نتيجة للضغوط الأميركية التي لا تهدف فقط إلى إيقاف التجارة بين بغداد وطهران، بل تهدف أيضاً إلى رفع إنتاج النفط العراقي وتعويض الفراغ الذي قد يخلفه تراجع إنتاج النفط الإيراني.
وكانت أعلنت الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي: «نعلم أن بإمكان العراق أن يسهم في رفع مستوى إنتاج النفط عالمياً»، ويشير تقرير فاينانشيل تايمز إلى احتمال تصدير ما يتراوح بين مئتي ألف وأربعمئة ألف برميل نفط يومياً من حقول كركوك والمناطق المحيطة بها، والسبب في التفاوت الكبير بين الرقمين هو أن الكمية التي سيستعملها العراق لتغذية مصافيه ليست معلومة، كما أن تفعيل بعض الحقول يستغرق وقتاً.
وأعلنت وزارة الموارد الطبيعية في إقليم كردستان، الأسبوع الماضي، أنه جرى رفع قدرة أنبوب نفط إقليم كردستان إلى تركيا إلى ما يتراوح بين سبعمائة ألف ومليون برميل يومياً، وأشار بيان للوزارة على وجه الخصوص إلى أن رفع قدرة الأنبوب الناقل للنفط هو لتلبية الحاجة الناتجة عن ارتفاع مستوى إنتاج النفط في الإقليم واستعمله لتصدير نفط كركوك وأطرافها.
وكشفت الجريدة البريطانية عن أن وزير المالية العراقي، فؤاد حسين، يمثل الجانب الكردي في المباحثات، ويمثل وزير النفط، ثامر الغضبان، الجانب العراقي فيها. من جهتها، أكدت مصادر مطلعة على المحادثات أن الاتفاق النهائي سيكون «حساساً» وسيكون لبغداد وموسكو، وعلى مستويات عليا، تأثيرهما على مضمون الاتفاق.
وكانت شركة روسنفت الروسية، قد كثفت خلال العامين الأخيرين نشاطاتها في قطاع نفط وغاز إقليم كردستان، ومن بين ثلاثة مليارات ونصف مليار دولار خصصتها الشركة الروسية للاستثمار في إقليم كردستان، تم تخصيص أربعمئة مليون دولار للتنقيب في خمسة حقول نفطية، وتخصيص 1.2 مليار دولار كمقدمة تدفع للشركات التي ستستثمر في قطاع النفط في إقليم كردستان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة