أدنى مستوى لخام برنت العالمي في عقدين
بغداد ـ الصباح الجديد:
رجح نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط، اتخاذ إجراءات إضافية خلال اجتماع «أوبك» لامتصاص الفائض النفطي، في حين أكد إن اتخاذ المزيد من الإجراءات من جانب الدول المنتجة يعتمد على التطورات في الأسواق العالمية والالتزام باتفاق تخفيضات النفط.
وقالت الوزارة أن «الوزير ثامر الغضبان شارك إلى جانب عدد من وزراء «أوبك +» في اجتماع مباشر عبر دائرة إلكترونية لمناقشة تداعيات الهبوط الحاد في أسعار النفط إلى جانب الإجراءات التي يمكن اتخاذها خلال الفترة اللاحقة».
وقال الغضبان إن «الاجتماع استمع إلى تقرير لمركز أبحاث «أوبك» بخصوص تقييم وضع السوق النفطية خلال الفترة الحالية والتوقعات للمرحلة المقبلة، لا سيما بعد اتفاق «أوبك+» الأخير والذي ينص على خفض (9.7) مليون برميل يومياً».
وأضاف الغضبان أن الاجتماع تناول أيضا تداعيات وأسباب انخفاض أسعار النفط في السوق الأمريكية، وتأثيرات ذلك على الأسواق العالمية الأخرى.
وأكد الغضبان الاتفاق خلال الاجتماع على تكثيف الاتصالات بين وزراء اوبك + لغرض الوقوف عن كثب على تطورات السوق النفطية والمتغيرات التي تطرأ عليها، بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ اعتباراً من الاول من شهر أيار 2020.
وأشار الغضبان إلى أن اتفاق خفض الإنتاج الأخير هو أحد الإجراءات والخطوات التي تم اتخاذها لامتصاص الفائض النفطي في الأسواق العالمية بعد انتشار وباء كورونا، متوقعا اتخاذ إجراءات أخرى من قبل الوزراء للدول المنتجة، إلا أن ذلك يتوقف على تطورات السوق العالمية، ومدى التزام المنتجين من «أوبك +» وبقية المنتجين من خارجها باتفاق خفض الإنتاج .
وقال وزير النفط إن تحالف أوبك+ قد يتخذ خطوات إضافية لاستيعاب فائض النفط، وإن اتخاذ المزيد من الإجراءات من جانب الدول المنتجة يعتمد على التطورات في الأسواق العالمية والتزام أوبك+ ومنتجين آخرين غير أعضاء بالمجموعة باتفاق تخفيضات النفط.
وتراجع سعر برميل نفط برنت مرجعية بحر الشمال إلى ما دون العشرين دولارا ليبلغ أدنى مستوياته منذ 18 عاما في ظل انخفاض الطلب الناجم عن كورونا.
وانخفض سعر عقد هذا النفط المرجعي في أوروبا إلى 18.10 دولار للبرميل وهو الأدنى منذ نحو عقدين، قبل أن يرتفع إلى 21.5 دولار، خلال التداولات المتقلبة.
وعقد بعض وزراء أوبك مؤتمرا عبر الهاتف الثلاثاء لمناقشة الهبوط الحاد في أسعار النفط وإجراءات إضافية محتملة لدعم السوق، لكن المؤتمر لم تشارك فيه الدول الخليجية الرئيسة وهو ما يبرز انقساما متناميا داخل المنظمة.
ومع انهيار الطلب بسبب أزمة فيروس كورونا، من المنتظر أن تبدأ منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى جانب روسيا ومنتجين آخرين، يشكلون ما يعرف بمجموعة أوبك+، تنفيذ خفض للإمدادات بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا في أول أيار. لكن الخفض الانتاجي القياسي فشل في وقف هبوط أسعار النفط. وهوت العقود الآجلة للخام الأميركي الى المنطقة السلبية للمرة الأولى في التاريخ وهبطت عقود خام القياسي العالمي مزيج برنت الثلاثاء. وقال مصدر بأوبك إن عددا من وزراء المنظمة ناقشوا في أثناء المؤتمر الهاتفي تنفيذ اتفاق تخفيضات النفط على الفور بدلا من أن تبدأ في أول أيار.
وأضاف المصدر قائلا لوكالة رويترز اقترحنا تنفيذا فوريا للاتفاق وعدم الانتظار حتى أيار، وأيضا التوقف عن الإفراط في الانتاج في نيسان.
وقال المصدر إن أعضاء أوبك الجزائر، التي تتولى رئاسة المنظمة في 2020، ونيجيريا وفنزويلا والعراق إلى جانب كازاخستان وأذربيجان وهما منتجان خارج المنظمة، شاركوا في المؤتمر. وقال مصدران آخران بأوبك إن السعودية والكويت والإمارات وأيضا روسيا، وهي الدول التي تنفذ الجانب الأكبر من تخفيضات النفط، لم تشارك في المؤتمر.
وعاود سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعه إلى 10,01 دولارات عند الإغلاق، وأنهى جلسة التداول في بورصة نيويورك على ارتفاع، مسجلاً 10,01 دولارات للبرميل، وذلك غداة تدهور سعره إلى مستوى غير مسبوق في التاريخ بلغ 37,63 دولاراً تحت الصفر.
وعند إغلاق التداولات سجل سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم أيار 10,01 دولارات، لكن العقود الآجلة لحزيران تراجعت 43 بالمئة لتسجل 11,57 دولارا للبرميل.
ويأتي ذلك غداة تدهور أسعار النفط الأميركي المدرج في بورصة نيويورك، لأول مرة في التاريخ، إلى ما دون الصفر عند انتهاء جلسة التداولات الإثنين الماضي، بسبب تخمة في المخزون أجبرت المستثمرين على الدفع من أجل التخلص من الخام.
وبسبب امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة، أجبر المتعاملون على الدفع للعثور على مشترين، ما تسبب بانهيار سعر سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط.
والثلاثاء أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) أن العديد من دولها الأعضاء، إضافة إلى دول أخرى منتجة لا تنتمي إلى المنظمة، ناقشت عبر الفيديو الوضع الصادم لسوق الخام والذي تجلى في تدهور تاريخي للأسعار على خلفية وباء كوفيد-19.