كورونا يتحول الى وسواس لدى بعض كبار السن ويعرضهم لخطر الاصابة

على الرغم من ان اعداد المتعافين اضعاف الذين توفوا

احلام يوسف

غالبا ما تتجسد ردة الفعل تجاه ما يخيفنا، بالهرب، او في الاقل الابتعاد عن مصدر الخوف او القلق، لكن في حال كان الخوف من مرض معين، كيف لنا الهرب منه؟ منذ ان انتشر فيروس كورونا حول العالم، وبسبب الاخبار المتداولة بشأن عدد الوفيات، والناس اصبح شغلها الشاغل التركيز في أي حالة عرضية يصابون بها، من يعطس او يسعل او ترتفع حرارته، مباشرة يخطر على باله انه قد اصيب بكورونا وبالتالي فهو مقبل على الموت، برغم ان كل الاطباء في العالم اكدوا انه غير مرتبط بالموت فعلا.

الطبيب النفسي عبد الخالق الطاهر والمقيم في مانشستر يتحدث عن الخوف المبالغ به والذي وصل لدى البعض الى الفوبيا من كورونا: قرأنا في نشرات الاخبار عن المرأة الهندية التي اقدمت على الانتحار بعد معاناتها مع الخوف والقلق من اصابتها بكورونا، والطبيب الذي اقدم على قتل حبيبته التي تعمل طبيبة ايضا بسبب شكه بانها نقلت له عدوى فيروس كورونا والذي تبين فيما بعد انهما خاليان من المرض، الخوف عندما يصل الى هذه المرحلة فانه يصبح رهاب، او فوبيا، فتعريفها علميا يعني الخوف غير العقلاني او المبالغ به.

كيف لنا ان نتخلص من رهاب كورونا ونحن يوميا نقرأ ونسمع عن اخبار الموت وهو يزحف بنحو مرعب ليفتك بارواح الالاف بيوم واحد حول العالم؟

  • “في البداية علينا ان نعرف ان رهاب المرض وما يتعلق به من الحقن الى العمليات والالم امر شائع جدا، لذلك فأول خطوة يجب اتباعها تقبل حالة الخوف، والاعتراف بها، فالأمر اعتيادي، لا بل في مثل هذه الحالة ضرورة، كي نتعامل بجدية مع سبل الوقاية والتحذيرات، لكن من دون مبالغة. يجب ان نتحرى الدقة في كل معلومة، لا نعتمد على ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بل نبحث عن مصادر رصينة وجدية ومختصة في هذه المواضيع، او اللجوء الى طبيب مختص لطرح الاسئلة، لان المعلومة الصحيحة يمكن ان تحدث فارقا بعامل الخوف.

وتابع: الوصول الى الحقيقة كاملة، يساعدنا في بلوغ طرق الوقاية الصحيحة، وايضا ستعرفنا ان “كورونا” لا يعني الموت، فنسبة المتعافين اضعاف نسبة المتوفين بسبب الفيروس، وهذا لوحده يجب ان يكون كافيا للتخلص من الوسواس الذي اصاب الكثيرين.

واضاف: اغلب من اصيبوا بالوسواس كبار السن، بسبب ترديد ان كورونا يصبح مميتا في حال اصاب كبار السن، ومن يعانون من الامراض المزمنة، ولم يتنبهوا ان هناك معمرين تجاوزت اعمارهم المئة شفوا من المرض.

كيف يمكن ان نتخلص من الخوف عندما يصل حد الوسواس؟

  • –       “بالحصول على المعلومة الاكيدة وتفاصيلها، وايضا بالتركيز على معلومة تقول ان الخوف المبالغ به يؤثر على الجهاز المناعي وبالتالي سيزيد من فرصة اصابته بالمرض.
  • كيف يؤثر الخوف على الجهاز المناعي؟

-” لان الخوف يحفز الجسم على إنتاج هرمون الكورتيزول الذي يعارض عمل الجهاز المناعي، الذي يؤدي الى خفض كمية البروتينات التي تحفز الخلايا المناعية للدفاع عن الجسم ضد أي عدوى، ما يقلل كفاءة الجهاز المناعي ويصبح الشخص عرضة للإصابة بالعدوى أكثر من غيره. كما يؤثر القلق على الخلايا الليمفاوية الموجودة بالجسم، والتي لها دور فعال من حيث مكافحة العدوى والقضاء على الالتهابات التي تواجه الجسم، مما يقلل كفاءة الجهاز المناعي، ويجعل الجسم يستغرق وقتا أطول في التعافي. وقد يتسبب القلق بزيادة فرص التعرض للكثير من الأمراض كأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك السكري، ما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالعدوى من غيره.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة