الأبراج خرافة يصعب تصديقها

أحلام يوسف:
هناك الكثير ممن يدفعهم الفضول الى ان يقرأوا أبراجهم اليومية من خلال صحيفة، او موقع على الانترنت، وعديد من هؤلاء يقولون ان الفضول هو الحافز الوحيد لقراءتها، وليس التصديق الفعلي لما يذكر فيها.
عدد آخر يؤكد ان ما يقرأه في برجه يحدث بحذافيره، وكي يثبت مصداقيته، يبدأ بالتأكيد على عدم ايمانه مسبقا بموضوع الأبراج، وان تحقيق ما قرأه على مر الأيام والشهور هو ما دفعه لتصديقها فيما بعد.
نهار طه خريجة الجامعة المستنصرية قسم علم النفس، تقيم في مانشستر، تعمل اليوم على اصدار كتاب تتحدث فيه عن علاقة البيئة التي يعيش وسطها الفرد، ومدى تعلقه بقراءة الأبراج وتقول: الأبراج مثلها مثل قراءة الكف، او الفنجان، تندرج في خانة الخرافة، لكن الانسان أحيانا يصاب بإحباط ويأس، ما يجعله يبحث عن أي منفذ يمكن ان يساعده على تغلب المشكلة نفسيا، وتشبه تلك الحالة، المثل القائل الغريق يتعلق بقشة، لذلك تجدين الكثير من هذه الفئة عندما يقرأون شيئا يتعلق بخبر مفرح، او مفاجأة سارة بالطريق اليهم يصدقونها، ويستــــدعــون السعــادة الــى قلـــوبهــم، وعندما يكون الكـــلام عن البرج محبطا، يحاولون اقنــاع انفسهم انها مجرد خرافــات، ويبـــقون يرددون (كذب المنجمون ولو صدقوا)، فإذن الحالة تتعلق بنحو مباشر بحالة الفرد النفسية، ولذلك فالمتصالحين مع انفسهم، لا يؤمنون بها ابدا، وهذا عن تجربة وليس مجرد توقعات.
علي الساعدي خريج إدارة واقتصاد، ويعمل موظفا بإحدى دوائر الدولة في محافظة العمارة يقول: لقد تكرر معي أكثر من مرة بأن اقرأ البرج صباحا، ويتحقق كل ما ذكر به خلال اليوم، لذلك فانا لا أستطيع التوجه الـى عمـــلي، او ممارسة حياتي الطبيـعية، قبل ان أقوم بقــراءة برجــي، والاطلاع علـى ما يخبئه القــدر لي.
رغــــد عبد الاله خــريجــة اعـــداديـة التجارة، وتعمل موظفة في مصرف، تقول ان الأبراج وسيلة تسلية وراحة: انا اقرأ الأبراج في حال وقعت بين يدي صحيفة، او في اثناء عملية بحث بشأن موضوع معين، فاجدها قبالتي، لكني لا اسعى ابدا لقراءتها، واخاف أحيانا من ان أصاب بالهوس مثل البعض، الذي يصاب بتوتر ان لم يقم بقراءة برجه ومعرفة ما يحتويه، مع ان الأبراج علم يدور في فلك الفضاء، وعلاقة النجوم بالفرد، وتأثير الكواكب الأخرى على الحالة النفسية والمزاج، لكن لا استطيع ان اصدق، او اؤمن بان كل سكان العالم سيمرون بـ12 تجربة في حياتهم وهو عدد الابراج، سواء كانوا في سويسرا او الصومال!.
الدكتور علي منصور كيالي وهو باحث سوري درس في علم الرياضيات والفيزياء، يقول: علم الأبراج اثبت علميا كم التخلف الذي يحمله المنجمون، فالأبراج وعددها 12 برج، تبدأ ببرج الحمل، مع ان الشمس كانت قبل أكثر من ألف سنة تقع في برج الحمل، اما حاليا فالشمس واقعة في برج الحوت، وهذا ما يجهله المنجمون حاليا، والابراج في الزمن القديم كان عددها سبعة، فانا اليوم في برج يختلف عنه قبل خمسين سنة، او بعد خمسين سنة، لذلك فعلم الأبراج حاليا في علم التنجيم مرفوض من ناحية التوقيت والزمن.
ويبقى الايمان بالأبراج حالة ترتبط ارتباطا مباشرا بالبيئة الاجتماعية، والمستوى الثقافي للفرد، فلا يمكن لاحد يعيش في دولة فقيرة، ويعاني من الجوع، ويخاف الهلاك، ان يؤمن بأن السعادة تقف خلف باب بيته المخلوع، حاملة له هدية من حبيب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة