احلام يوسف
بالرغم من ان منظر الطفل وهو يمسك بالهاتف الجوال صار منظرا طبيعيا مع التحذيرات منه، الا ان الاهل وبعد ان يكبر الطفل يبدأون بالقلق والخوف من المحتوى الذي يمكن ان يشاهده غير متعمدا.
كيف نتعامل مع هؤلاء الاطفال كي نجنبهم مشاهدة هذه المقاطع؟ وكيف نتعامل معهم فيما لو حدث هذا؟
يجيب الدكتور الطبيب النفسي حميد يونس:”العديد من الاهل يكتشفون فجأة ان اطفالهم يبحثون عن مقاطع ايحائية على الانترنت في كل المواقع، اذ انه احيانا يفاجأ بمثل هذه المقاطع من خلال الاعلانات التي تظهر لهم خلال ممارستهم لعبة من الالعاب المخصصة للاطفال، وهنا يبدأ الطفل بالكذب على الاهل بحقيقة غايته من استعمال الهاتف او اللابتوب لان الفضول بداخله كبير لمعرفة كل جديد ومختلف”.
ما نوع المشكلات التي يتعرض لها الطفل عند رؤيته لصور او فيديوهات او اعلانات غير لائقة؟
- “الصدمة التي يصابون بها، كونهم غير مستعدين عاطفيا وذهنيا ما يؤثر على دماغهم بشكل او بشكل اخر، ويمكن ان يتحول الطفل بنحو ما الى غير واقعي بسرد خيالاته او يصبح مهووسا بهذه الافكار، ويمكن ان يصبح شخصية مهزوزة وربما يصبح احد المتحرشين، ويمكن ايضا ان يصاب بحالة قلق واكتئاب مستقبلا”. لكن هناك نقطة علينا ان نركز عليها، الطفل يعشق الاستكشاف فقد يكون كذبه ومراوغته للاهل لرؤية مثل هذه المقاطع بدافع الفضول فقط”.
يذكر ان الدراسات التجريبية اثبتت ان 14-25% من الأطفال بين 9-15 سنة تفرجوا على مثل هذه المقاطع بقصد او من خلال الاعلانات، وهناك دراسة استرالية وجدت ان 62% من البنات و93% من الاولاد قبل سن الـ 18 شاهدوا مقاطع إباحية.
ما هي الحلول المتاحة لتجنيب الطفل هذه المقاطع؟
- “لو تحدثنا عن المنع لقلت ان ضرره اكثر من فائدته، فكلما زدنا المنع والرقابة، زادت تساؤلاته وهوسه بالموضوع. ولن تتحقق الفائدة المرجوة. بالنسبة للاطفال فهناك برامج مختصة لفلترة الالعاب ومقاطع الفيديو التي يمكن ان يشاهدوها، لكن هنا توجد مشكلة تتعلق بان الطفل بعد عمر العاشرة يكون على دراية بزوايا التكنلوجيا اكثر من والديه ما يحولهم الى محتالين وكاذبين”.
وتابع: “الأفضل تحذير أطفالكم من هذي المقاطع قبل ان يكتشفوها، وتخبروهم ان هذه المقاطع سيئة، ويجب ان توضحوا لهم السبب من دون ذكر التفاصيل. على الاهل ان يكونوا منفتحين مع اطفالهم وهذه الطريقة الامثل كي يثقوا بهم ويشاركونهم ما يشاهدوه. قد تكون اول محادثة صعبة لكن ما ان تتكامل حتى يكون ما بعدها سهل ويسير”.
هناك مثل مصري يقول “ان كبر ابنك خاويه”، يبدو ان تطبيقه اسلم طريقة لمنح الاطفال الثقة المطلوبة كي يشاركونا تفاصيل حياتهم، ولا يخافوا من اظهار اي تفصيلة في حياتهم وبالتالي سنتعرف على مشكلاتهم اكثر مع البحث والسؤال عن الطريقة الامثل للتعامل معهم في حال عرفنا انهم يمرون بمثل هذه المواقف.