احلام يوسف
كل واحد منا وعلى مر الزمن يمر باحداث حزينة تصل بالبعض الى حالة اكتئاب، ربما تؤدي الى موت الشخص جراء كتمانه حزنه وجهله بكيفية التعامل معه. وبما اننا في بلد يعاني من ويلات متعددة فلا بد لنا اكثر من غيرنا ان نبحث ونطلع على اساليب التعامل مع حالة الحزن.
يقول عبد الخالق طاهر الباحث بعلم النفس ان تفريغ مشاعر الحزن اهم خطوة، لأنه يشبه الحمل الذي توزعه على من حولك فيصبح اخف عليك. ويضيف: “كبت المشاعر يعني انكارها، هناك اشخاص يتعالون على مشاعر الحزن، وهناك من يضعها في خانة الضعف، والانكار عندما يصل الى ان يكون بيننا وبين انفسنا لا بد ان يؤدي الى مشكلات نفسية وربما امراض”.
هل هناك طرق لتفريغ الحزن غير مشاركة الاخرين به خاصة وان هناك من يأبى اظهارها حرصا على احبته؟
- “مؤكد، هناك عدة طرق خاصة لمن يمتلك موهبة معينة، فالرسام يستطيع ان يمسك بريشته والوانه ويمكن له ان “يشخبط” لا بأس وهذا يعني ان من لا يمتلك موهبة الرسم يستطيع ايضا ان يفعل هذا يمسك بالادوات ويبدأ برسم خطوط عشوائية يمكن من خلالها تفريغ شحنة الحزن، الكتابة كذلك يمكن للكاتب ان يلجأ الى قلمه، وغير الكاتب يمكن ان يكتب عما يحزنه ولا يفكر حتى باسلوب الكتابة، المهم ان يكتب. هناك امر اخر يمكن للكل ان يفعلوه، يتمثل بسماع موسيقى هادئة، وللعلم ايضا هناك موسيقى تؤجج مشاعر الحزن بصورة ايجابية اذ انها تدفع الشخص الى البكاء الذي يعد اهم وسيلة لتفريغ الحزن”.
وتابع: “هناك امر مهم يتعلق بالايمان بالرب وبقدره، فالمؤمن بقدر الله يمكن ان يفسر الحدث الحزين بان به صالحا يجهله، ويبدأ بالبحث عن اية قشة يمسك بها كي يعرف انها سبب بما حدث، وان الرب يريد له الخير من حيث لا يعلم ولا يدرك”.
واضاف: “هناك نقطة اثرتها مهمة تتعلق بالاشخاص الذين يرفضون البوح بمشاعر الحزن لديهم حرصا على احبتهم لئلا يتأثرون ويتألمون! علينا التأكد بان من يحبنا يشعر بحزننا حتى وان لم نبح به، وهذا يؤلمهم اكثر، فعندما نبوح بمشاعرنا ومتاعبنا لمن نحب من الاهل والاصدقاء، اولا سنشعرهم بانهم قريبين منا وثانيا سيطمئنون باننا سنكون بخير لاننا جميعا نخاف على احبتنا من كتم مشاعرهم، ونبحث بكل وسيلة كي نقنعهم بالبوح بها، وان لم يفعلوا فسنصاب بالحزن والقلق، لذا فهذه الفكرة غير مجدية وخطأ اتمنى ان نتجنبها جميعا”.