اكتناز الاشياء غير الضرورية حالة مرضية تستوجب العلاج

احلام يوسف
نلاحظ ان بعض الاطفال يكونون متعلقين بالعابهم الى درجة كبيرة ولا يشاركون احد اللعب بها، ويتأزمون في حال ضاعت احدى هذه الالعاب. والتعلق بالاشياء ليس حصرا على الاطفال وربما هو امتداد، أي صفة ينشأ بها الفرد وتعززها او تقضي عليها طبيعة التربية والمحيط الذي يعيش فيه.
هناك اشخاص يكتنزون التحف الاثرية القديمة والانتيكات، وهناك من يكون مهووسا بالساعات الغريبة، فنجد في بيته عشرات الساعات بشتى الاشكال والانواع والماركات، والبعض يكتنز الكتب حتى وان حفظها عن ظهر قلب.
د. حميد يونس الطبيب النفسي يقول: “غالبيتنا يعشق شراء الأشياء والاحتفاظ بها، حتى غير الضرورية. وفي حالات نادرة جداً، تتحول عادة جمع الأشياء والاحتفاظ بها إلى اكتناز مرضي مفرط، وهي حالة غير مفهومة جيداً، تجعل الشخص يستصعب الاستغناء عن أشيائه، حتى لو كانت تافهة أو غير ضرورية، وكأن هناك دافعا او قوة خفية تجبره على الاحتفاظ بها ويشعر بالقلق من خسارتها. لذلك تجد منزله يمتليء بالنفايات ومكان عمله قذر فوضوي”.
وتابع: “بقيت الحالة مبهمة حتى 1993، حين ذكرها عالم النفس راندي فروست Randy Frost. ثم بدأت تتوالى الأفلام الوثائقية التي تتناول الموضوع مثل برنامج المكتنزون Hoarders، ومسلسل بيت نظيف Clean House. لكن، لو أردنا الحقيقة كاملة، فأن الكثير منا يعشق (أو كان يعشق) اكتناز شيءٍ ما في حياته، وكان يشعر أن هذه الأشياء كما يقول غوغول “حياته تعتمد على وجودها”.
بحسب الدراسات، يُعد اضطراب الاكتناز الأكثر انتشاراً بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، مثل الوسواس القهري والاكتئاب واضطراب القلق، وبالتالي يتطلب التشخيص الدقيق من أخصائي الصحة النفسية، ويتم طرح بعض الأسئلة لمعرفة ما إذا كان المريض يُعاني من أعراض اضطرابات الصحة العقلية والنفسية الأُخرى.
يقول هشام النقاش الباحث بالطب النفسي: “الكثيرون لا يُدركون الأثر السلبي لاكتناز وتكديس الأشياء المبالغ فيه على حياتهم، فهم لا يعترفون أنهم بحاجة إلى علاج. خاصة وان الاحتفاظ بممتلكاتهم أو بالحيوانات الأليفة الخاصة بهم، يُوفر لهم الشعور بالراحة. لكن يمكن التأكد من حاجتهم للعلاج عندما يقدم احد على التخلص منها، فتظهر لديهم ردة فعل مباشرة تتمثل بجمع أشياء أُخرى من النوع نفسه بسرعة لاسترجاع الاحساس بالراحة النفسية لتعويض ما فقدوه”.
وعن طرق العلاج لمثل هذه الحالات يقول: “هناك نوعين من العلاجات، علاج نفسي وعلاج دوائي. يمكن إدراج العلاج السلوكي المعرفي ضمن طرق العلاج الأساسية والأكثر شيوعاً لهذا الاضطراب، حيث يقوم المُعالج بالسؤال عن السبب الرئيس الذي يُجبره على تكديس كل تلك الأشياء، إضافة إلى مساعدته بتعلّم أساليب ترتيب وتصنيف الأشياء لتجنب شغلها مساحات كبيرة، وكيفية اتخاذ القرارت ومهارات التعامل مع الآخرين. ومن مهام المعالج أيضاً، زيارة منزل المريض بشكل دوري والمساعدة في إزالة الفوضى منه، وضمان تعلّم المريض أساليب الحفاظ على العادات الصحية المعروفة وتوجيهه لممارسة مهارات الاسترخاء”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة