من بين اهم الاسباب التي أدت الى تداعي هيبة الدولة العراقية هو التعامل الخاطئ للكثير من المسؤولين الذين تم استيزارهم أو اناطة المناصب بهم مع العنوان او المنصب الذي شغلوه وثمة فهم قاصر يلتقي مع ثقافة مشوهة يحيط بالكثير من طلاب المناصب الذين يشغلون أنفسهم كثيرا بالترويج لشخوصهم من أجل الفوز بمقعد نيابي أو الحصول على عنوان وظيفي قيادي في إحدى المؤسسات والوزارات.
وخلال السنوات الماضية اسهمت هذه المجموعات (الجائعة ) بانحدار وانحطاط القيمة الاعتبارية للمناصب حتى يكاد عنوان رئيس الوزراء يفقد بريقه في هذه البلاد وثمة اشخاص آخرون تبوؤا مناصب قيادية لم يكن الشعب يملك عنهم سوى معلومات ضئيلة أو أنهم استطاعوا خداع الجمهور بتسويق أنفسهم عبر وسائل الإعلام وتدبيج المقالات والتنظير لأفكارهم وميولهم وسجاياهم الانسانية وما ان حانت لحظة القرار والتنفيذ والكشف عن القدرات والمهارات حتى كشروا عن انيابهم وبانت بشكل واضح نوازعهم الشريرة حيث لم يترددوا في إصدار القرارات القمعية بحق شعبهم وتتعدد الامثلة عن عاشقي الكراسي وطلاب الولاية من دون ان يحظى العراقيون بزعامات وقيادات تؤمن بأن المناصب هي تكليف لا تشريف وان اختيار الناس لهم هو من اجل ان يكونوا خدام لا مخدومين مثلما تشيع ثقافة المسؤولية في الدول المتقدمة حيث يمنح الرئيس أو رئيس الوزراء أو الوزير أو المدير للمنصب أو العنوان القيمة الحقيقية وليس العكس.
اكتب هذه السطور وانا اقرأ قرارات اصدرها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون منع فيها المسؤولين من استخدام السيارات الفارهة أو السير في مواكب خلال زياراتهم الميدانية وطلب منهم أن يستقلوا حافلات النقل العام في اداء مهامهم كما أقدم على إلغاء جميع امتيازات الوزراء وغيرها من القرارات التي تعطي دفقا وحيوية للدولة وتزيد من احترام الشعب لها وتعزز هيبتها فلا قيمة لعنوان أو منصب مادام المسؤول الذي يشغله يفتقد الثقة والاحترام ويتخذ من المنصب وسيلة للتشريف والتباهي وقد قيل في الامثال (المكان بالمكين).
د. علي شمخي