أرامكو وعلي بابا تنجدان أسواق الأسهم العالمية في 2019

مؤشرات أوروبا قرب ذروة قياسية للتفاؤل حيال الخروج البريطاني

الصباح الجديد ـ وكالات:

أنقذ إدراجان ضخمان لأرامكو السعودية وعلي بابا عاما اتسم بالتباطؤ بالنسبة لأسواق الأسهم العالمية في 2019 بعد سلسلة من الطروح العامة الأولية التي لم تجري وتراجعات الأسعار.
وبحسب بيانات رفينيتيف، تراجعت حصيلة أسواق الأسهم العالمية 4.7 بالمئة إلى 659 مليار دولار في 2019، وهو الرقم الذي عززه الطرح الأولي القياسي لعملاق النفط المملوك للدولة أرامكو والذي جمع 25.6 مليار دولار والإدراج الثانوي لعملاق التجارة الإلكترونية الصيني علي بابا في هونج كونج وجمع 13.5 مليار دولار.
وأسهمت الصفقتان بستة بالمئة من الإجمالي، وشكلت أرامكو وحدها 15 بالمئة من أحجام الطروح العامة الأولية عالميا.
وكانت الخسارة الأكبر خلال العام لشركة وي ورك الأمريكية للمساحات الإدارية بعد أن هوى تقييمها من 47 مليار دولار خلال جولة خاصة لجمع التمويل في كانون الثاني إلى ما بين عشرة مليارات و12 مليار دولار لطرحها الأولي الذي كان مقترحا ثم أُلغي لاحقا.
ومن أبرز الإلغاءات الأخرى ري.أشور ـ ذراع مجموعة إعادة التأمين سويس ري في بريطانيا ـ وفريتي الإيطالية لصناعة اليخوت الفارهة.
وسلطت عمليات إلغاء الطروح الضوء على تراجع الاقتصاد العالمي والتقلبات السياسية، إذ تأثرت صفقات آسيوية سلبا جراء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في هونج كونج.
وقال مصرفيون إنه يبدو أيضا أن السوق تخضع لتغير هيكلي، إذ تجمع شركات عديدة، لا سيما شركات التكنولوجيا، مبالغ أكبر من المال من مستثمري رأس المال المخاطر والاستثمار المباشر.
وجمعت شركات الاستثمار المباشر مبالغ قياسية في السنوات الأخيرة، بينما يزداد نشاط صناديق الثروة السيادية في أسواق الأسهم العالمية. ولشركة الاستثمار اليابانية سوفت بنك وحدها أكثر من 100 مليار دولار في صندوقها رؤية، وتعكف على جمع 100 مليار أخرى لصندوق ثان.
على صعيد ذي صلة، اقتربت الأسهم الأوروبية من مستوى قياسي مرتفع مع شراء المستثمرين في الأسواق بعد تأكيد جديد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني عقب عدم تيقن لأكثر من ثلاث سنوات. فقد فاز رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الجمعة بموافقة البرلمان على اتفاقه للخروج من الاتحاد الأوروبي، مما أقنع الأسواق بدرجة أكبر بأن الأغلبية الكبيرة لحزب المحافظين ستفضي على الأرجح إلى خروج سلس.
وتدفع التطورات الإيجابية على صعيد الخروج البريطاني وانحسار التوترات التجارية الصينية الأمريكية المؤشر ستوكس 600 الأوروبي صوب أفضل ربع رابع له منذ 2011.
ويتوقع المحللون أيضا أداء أقوى نسبيا في 2020 على خلفية تعافي النمو الاقتصادي في المنطقة.
وقالت إيفي كوماناكوس، مديرة كونكورد فايننشال جروب: ”سبب التفاؤل هو أننا نعرف من خلال كريستين لاجارد أن السياسة النقدية في الاتحاد الأوروبي ستواصل الاضطلاع بالعبء الأكبر، برغم أن آثارها تضآلت. ”إجمالا، 2020 قد يصبح عاما جيدا لأوروبا… ليس عام تسارع – النمو سيظل خافتا للغاية – (لكن) بدأنا نلحظ بعض التحسن.
وأضافت: «نأمل في رؤية تضخم أعلى بعض الشيء.. أنا متفائلة بحذر».
وصعد ستوكس 600 بنسبة 0.7 بالمئة يوم الجمعة، ليقف على مسافة بضع نقاط فحسب عن ذروته القياسية التي لامسها في وقت سابق من الأسبوع.
وفي الأسبوع الماضي، سجلت الأسهم الأوروبية تحركات محدودة، إذ انكمشت أحجام التداول بسبب اقتراب عطلة عيد الميلاد، بالرغم من أن الأسهم الإيطالية سجلت أداء فاق سائر الأسهم بفضل بعض الإعلانات الإيجابية للشركات.
وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1% فقط، لكنه ما زال متجها لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني ليبعد نحو 1% دون أعلى مستوياته على الإطلاق.
وبينما استقرت بقية المؤشرات في المنطقة، ربحت الأسهم المدرجة في ميلانو 0.7% بقيادة مجموعة نيكسي للمدفوعات التي ارتفعت أسهمها 2.8% بعد أن قال انتيسا سان باولو إنه سيبيع أنشطته لمدفوعات الأفراد إلى نيكسي في صفقة بقيمة مليار يورو (1.1 مليار دولار).
ومن بين الشركات التي سجلت تحركات كبيرة رويال داتش شل التي انخفض سهمها 0.8% بعد أن قالت إنها تتوقع أن تسجل تكاليف لانخفاض القيمة تصل إلى 2.3 مليار دولار في الربع الأخير من العام وقلصت توقعاتها لمبيعات إنتاجها الفصلي من النفط.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة