المدرب الأجنبي كلاكيت للمرة الألف

يبدو ان اتحاد الكرة بات منشغلا فعلا في مهمة البحث عن مدرب اجنبي جديد يمكن ان يقود منتخبنا الوطني خلال المرحلة المقبلة خلفا للكابتن راضي شنيشل، ويبدو ايضا ان قائمة المرشحين لهذه المهمة هي قائمة طويلة وفقا للتسريبات التي اختلط فيها الصواب من عدمه بحيث ضمت اسماء عديدة من البرازيل والارجنتين وايطاليا وهولندا والبرتغال، وفي الحقيقة فان الامور تبدو غامضة فعلا في ما يتعلق بالكيفية التي يتم من خلالها اختيار هذه الاسماء من المرشحين خصوصا ان بين هذه الاسماء مدربين مرتبطين بعقود وليسوا عاطلين حاليا مثلما ورد من خلال تلك التسريبات.
ولا ندري في الحقيقة ان كان التوجه جاد فعلا للتعاقد مع احد هذه الاسماء لاسيما انها اسماء لمدربين بعضهم من اصحاب عقود الملايين “المخيفة” في زمن الشح المالي الذي نعانيه في الوقت الحاضر، ولا ندري ايضا ان كان اتحاد الكرة مقتنعا فعلا بان مثل هؤلاء المدربين مستعدون فعلا للعمل في بغداد لا سيما ان بينهم من رفض ذلك اصلا في مرة سابقة مثلما حدث مع زيكو.
وحتى لو حدث ذلك ووفرنا للمدرب الاجنبي هذا مستحقاته المالية بطريقة او باخرى وحصلنا منه على تعهد يفيد بالموافقة على العمل في بغداد، وذلك امر مستبعد طبعا، فان السؤال الاهم هنا هو، هل سيكون هذا المدرب قادرا على تحقيق ما نصبو اليه على وفق الية العمل المعتمدة حاليا وهي الية تفتقر الى الكثير من مقومات النجاح التي لا يمكن لاي مدرب، مهما سطع اسمه، ان ينجح بدونها؟.
لا نستبق الاحداث ولكننا نتحدث بواقعية بعيدا عن احلام اليقظة التي يسبح فيها بعضهم من اولئك الذين يعتقدون ان مشكلة الكرة العراقية تكمن في غياب المدرب الاجنبي لا اكثر ولا أقل، بينما هي في الواقع اكبر من ذلك بكثير، هي مشكلة متشعبة ترتبط بمنظومة العمل في شكلها العام وبتفاصيلها التي ترتبط بسوء الادارة وغياب التنظيم والافتقار الى الاسس السليمة في بطولاتنا المحلية، وتراجع قاعدة اللعبة مقارنة بما كانت عليه في سنوات خلت، والافتقار ايضا الى البنى التحتية حتى وان كان ذلك على مستوى الملاعب الشعبية البسيطة التي غابت او تلاشت او تم قضمها بطريقة او باخرى، بعد ان كانت حاضرة في كل مدننا وحتى قرانا لتشكل مصدرا مهما جدا من مصادر احتضان المواهب والدفع بها نحو انديتنا الكبيرة ومن ثم منتخباتنا الوطنية لمختلف الاعمار.
نقول ايها السادة، ان مشكلتنا ليست في المدرب الاجنبي لاننا في الواقع نمتلك من المدربين الوطنيين من يفوق او يتفوق على بعض اولئك الاجانب، وقد يكون مناسبا هنا ان نذكركم، على سبيل المثال لا الحصر، بان من اوصل منتخبنا الى كأس العالم عام 1986 ليس المدرب الاجنبي وانما هو المدرب الوطني، وان الاجانب الذين اشرفوا على منتخبنا جاءوا بعد التأهل الرسمي وليس قبله ليحصدوا بذلك ثمار ما زرعه المدرب الوطني.
هذه حقائق لا يمكن نكرانها لان جيلها ما زال حيا مثلما هي تلك الحقائق التي تقول ان لدينا مدربين حققوا للكرة العراقية ما لم يحققه المدرب الاجنبي، ولكم ان تسألوا التاريخ ليحدثكم عن الرجال الذين حققوا رابع المونديال العالمي، ورابع كأس العالم للشباب، وذهبي الاولمبياد الاسيوي، وغيرها من الانجازات الكبيرة التي ارتبطت باسماء لا تنسى من اولئك الذين نتعامل معهم اليوم على طريقة “مطرب الحي لا يُطرب”!.
لن نمنعكم، ولن نوقفكم، اذهبوا وتعاقدوا مع الاجنبي ايا كان هذا الاجنبي وادفعوا له ما تدفعون من اموال العراقيين، لكننا فقط ننقل لكم ما قاله لنا مدرب عربي اردتم التعاقد معه مؤخرا فهمس في اذاننا ليقول “هل لبلد مثل العراق ان يبحث عن مدرب اجنبي او عربي وهو يزخر بكل تلك الاسماء التدريبية التي يتمناها الاخرون؟”.
لن نزيد ولن “نُعلل”، ونترك لكم التعليق!.

* صحفي عراقي/ الدوحة
صفاء العبد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة