جدار بشري لإبقاء الاحتجاجات داخل منطقة التظاهر وحشود مساندة تتوافد عليها

تحت لافتة “دمك غالي لا تعبر الجسر، التحرير للعراقيين، والخضراء للفاسدين”

بغداد ـ الصباح الجديد:
توافدت حشود بشرية منذ صباح يوم امس الثلاثاء على ساحة التحرير “معقل التظاهرات والاحتجاجات في وسط بغداد” ، فيما شهدت العاصمة العراقية منذ ليلة اول أمس انتشارًا أمنيًا واسعًا شمل المناطق والمرافق الحساسة بخاصة في محيط المنطقة الخضراء ومقترباتها تحسبًا لأي طارئ.
ولوحظ عدم وجود أي احتكاك بين المتظاهرين من جهة وبين القوات الأمنية من جهة أخرى, سواءً في ساحة التحرير أو في الساحات والمواقع القريبة منها, بخاصة ساحتي الخلاني والوثبة ومقتربات جسري السنك والأحرار التي تشهد في العادة مواجهات واحتكاكات شبه يومية. وتوزعت القوات الأمنية على شكل أطواق حول ساحات الاحتجاجات في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق, فيما تقوم بعمليات تفتيش دقيقة للراجلة والسيارات التي تروم الدخول إلى الساحات للمشاركة في التظاهرات الشعبية الواسعة التي دخلت شهرها الثالث على التوالي.

وتأتي هذه التدابير الاحترازية على إثر ما تردد عن نية متظاهري وسط وجنوب البلاد التوجه إلى بغداد اليوم للمشاركة في تظاهرة وصفت بالمليونية للضغط باتجاه تنفيذ المطالب المتمثلة بإجراء إصلاحات شاملة وتغيير الدستور وقانون ومفوضية الانتخابات وإجراء انتخابات مبكرة, فضلًا عن تحسين الخدمات وتوفير فرص العمل.
ومع اقبال الحشود، نفت قيادات التظاهر في ساحة التحرير عبر مكبرات الصوت وجود وجود توجه لاقتحام المنطقة الخضراء، داعيةً إلى التظاهر في ساحات المحافظات وعدم التوجه إلى بغداد لتفويت الفرصة على من وصفتهم بالمندسين.
وشكلت مجموعات من المتظاهرين جدارا بشريا لحصر الاحتجاجات داخل الساحة بعد دعوات وصفت بأنها “مجهولة المصدر” لاقتحام المنطقة الخضراء التي تضم المباني الحكومية وعدد من السفارات.
وانتشر أصحاب القبعات الزرق على جسر الجمهورية الفاصل بين المنطقة الخضراء والساحة لمنع محاولات عبوره خوفا على سلامة المتظاهرين، حسب ما أشار ناشطون.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت على نطاق واسع صور لافتات تحض المحتجين على عدم التوجه إلى المنطقة كي لا تستباح دماؤهم.
وكتب على لافتة “دمك غالي لا تعبر الجسر، التحرير للعراقيين، والخضراء للفاسدين” في إشارة إلى المقرات الحكومية بالمنطقة ، وحذر مغرد من الانجراف خلف الدعوات التي تطالب المتظاهرين باقتحام المنطقة الخضراء.
وحذر من أن أي تصعيد خارج مسار الثورة السلمية معناه منح الأحزاب “الفاسدة” فرصة قتلهم وقتل أحلام كل شباب العراق.
وكانت دعوات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعت لاقتحام المنطقة الخضراء بعد تزايد عمليات الاختطاف والعنف على أيدي المسلحين المرتبطين بالمليشيات المدعومة من الخارج، غير أن ناشطين حذروا من أن الأمر قد يكون فخا لاستدراج المتظاهرين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة