فاقد الحب يعطيه غالبا بسخاء

احلام يوسف
هناك مقولة مفادها “فاقد الشيء لا يعطيه” كم تحمل هذه المقولة من الحقيقة؟ وهل فعلا من يفتقر الى الحنان مثلا لا يستطيع ان يكون حنونا على غيره؟ او من يفتقر الى الحب بحياته لن يستطيع منح الحب لاحد ما؟
عادل كريم يجد ان فاقد الشيء اقدر الناس على منحه للاخرين ومن هنا يقول: “انا اتحدث من منطلق ذاتي، فانا عندما افتقر الى الحب ممن حولي، اشعر بوقع هذا الامر على النفس اكثر من غيري وبالتالي احاول بكل ما اوتيت من قوة ان امنحه للاخرين كي لا يشعروا بالسوء مثلي”.
اما نوال عبد الله فقالت “اظن ان الموضوع يتعلق بطبيعة الشخصية، فالشخص الطيب المتسامح يمكن ان ينسى ما مر به في حياته من الام بسبب افتقاره لشيء معين كالحب والاهتمام وغيرها من المشاعر، وبالتالي فسيتعامل على النقيض مما عومل به، اما اللئيم فسيحاول ايذاء الاخرين بقدر ما تعرض له من الاذى”.
ويجد فاروق حداد ان “المقولة صحيحة في الغالب، ولا يتعلق الامر بلؤم الشخص او طبيته، بل بزاوية اخرى يمكن بها ان نعذر الشخص عندما يعجز عن منح ما فقده بحياته، فمن افتقر الى الحنان مع عائلته، لا يعرف اهمية الشعور هذا ولا اهمية منحه للاخرين، وقد يتحول الى شخص صلب او قاس بتعامله مع الاخرين لانه لا يدرك تأثير الحالة على النفس، فهو لا يدرك اصلا انه شخص ينقصه الكثير من الاحساس بطعم الحياة الجميلة التي يملؤها الحب والحنان”.
واكد سرمد احمد ان فاقد الشيء سيعطيه بسخاء وقال: “هناك نماذج اثبتت نقيض هذه المقولة، نساء يفتقرن الى التعامل بحب واحترام من اهاليهن، عوضن حرمانهن بان اغدقن على ابنائهن وبناتهن بحب ربما فيه مبالغة. هناك رجال عانوا بسبب فقدانهم للاب، فعوضوا ابناءهم وكأنهم يريدون تعويض انفسهم معهم وبهم، فصاروا اباء مثاليين من حيث مشاركتهم اولادهم كل تفاصيل حياتهم”.
ونختم مع رنا التي قالت: “هناك اشخاص عاشوا في الفقر وعندما فتح الله ابواب الفرج لهم واغتنوا صاروا يكرمون الفقراء ويجودون عليهم ويساعدونهم بكل وسيلة. وهناك مرضى في دول عدة قاموا بحملات لمساعدة المصابين بالمرض نفسه كي يحصلوا على المساعدة والدعم التي لم يمنحها احد لهم، فالمقولة احيانا تنطبق حرفيا على بعض الاشخاص وفي احيان اخرى يتصرف الشخص بطريقة مغايرة تماما”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة