سمير خليل
على انغام موسيقى التراث وفضاء عراقي مفتوح تبدأ الحكاية، ثلاث نساء عراقيات من ثلاثة ازمان، ازمان موجعة لكنها مرتبطة كسلسلة النار، ثلاثة قلوب ملتاعة تناجي ثلاثة احبة طحنتهم الحروب وطحنت ارواح محبيهم، لا تواصل سوى سماعة الهاتف التي لا تأتي بالخبر المفرح، خبر اللقاء المؤطر بالشوق واللوعة، مناجاة رائعة كأغاني العشاق بانتظار الحبيب والزوج والابن، لكن الهاتف لم يكن امينا في نقل رسائل الاثير المنعشة للقلوب، لم ينقل انغام الفرح بل اغاني الفقدان الحزينة، لكن النسوة الموجوعات الثلاث قررن خلع رداء الاحزان والالتحاق بتظاهرات الشباب احياء لأرواح احبتهن الذين ساروا في الدرب نفسه ، تلك هي ثيمة مسرحية “انتظارات مرة” كتابة وتناص الفنانة المبدعة الدكتورة عواطف نعيم عن مسرحية (الصوت الانساني) لجان كوكتو التي احتضنها المعهد الفرنسي في العراق بالتعاون مع محترف بغداد المسرحي، تواصل مبدعتنا عواطف نعيم دابها ونهجها لتأسيس وتأصيل مسرح نسوي عراقي وتضيف في هذا العمل تجربة مضافة لأعمالها السابقة في الاطار نفسها ، تحدثنا نعيم عن فكرة العمل وتقول : نقدم عرضا عراقيا في المعهد الفرنسي الذي نقدم له الشكر لأنه فتح لنا ابوابه ووفر كل مانحتاج كي نقدم عملا يتضامن مع ساحة التحرير وابطالها، العمل يتضامن وينتخي لشباب التحرير في ساحة التحرير، الركيزة الاولى للعمل نص للفنان والكاتب والمخرج الفرنسي جان كوكتو بعنوان الصوت البشري او الصوت الانساني ، تناولت نص كوكتو واعدت قراءته قراءة عراقية خالصة ابتدأت بالحرب العراقية الايرانية ومحنة المرأة العراقية خلالها وبعد ذلك الى حرب الخليج ومحنة المرأة العراقية ايضا وصولا الى محنة جديدة مازالت تحاصر العراق هي الحرب ضد الفساد وضد الاستبداد وضد نهب خيراته وثرواته مع ثورة الشباب الواعي الذي اراد استعادة وطن مخطوف ،هذه هي فكرة العمل”.
*تواصلين العمل لتأسيس مسرح نسوي عراقي، من أين تستمدين هذه الثقة؟
“بنيت علاقات طيبة مع فنانات عراقيات مبدعات ليس فقط من جيل الرواد او الجيل الذي سبقني اومن جيل الوسط، وانما حتى من الاجيال الشابة، عندما قدمت مسرحية “سبايا بغداد” كنا تسع نسوة على خشبة المسرح، قبلها قدمت مسرحية “نساء لوركا” وقبلها مسرحية “بيت الاحزان” وكلها تصب في السياق نفسه ، دائما هناك نسوة مبدعات يعملن معي بثقة واحترام لجهودي وايمانا بما اقدم من عروض مسرحية”. وتضيف” نعم، انا عملت على تأسيس حضور عراقي للمرأة في المسرح العراقي، في عرضنا اليوم سنشاهد ثلاثة من هؤلاء الرائعات، شيماء جعفر من الشابات الرائعات ولها مستقبل كبير، سوسن شكري الفنانة المعتقة الجميلة ابنة الدراما العراقية وسمر محمد التي ابدعت واجادت في عديد الاعمال، نعم، هو اختيار جميل لأنهن جميعا ينتمين الى المسرح العراقي وينتمين لتجربة ابداعية، يتميزن بالالتزام والخلق والفهم والتعاون ثم احترام لطبيعة التجربة، لذلك انا استطعت ان اؤسس نخبة طيبة ليس فقط على مستوى النساء وانما حتى من الرجال والشباب في المسرح العراقي”.
*إذاً، هل سنشهد عملا آخر من هذه الاعمال؟
“نعم انا أهيئ لعمل جديد، التجربة لا تنتهي، عندما تنتهي واتوقف معناها اني مت وانا اعتقد ان الفنان لا يموت حتى عندما يتقاعد، الفنان عليه ان يعمل لآخر لحظات حياته مادام البلد في هذا الاتون، مادام البلد في هذه التحولات والغليان، على الفنان ان يكون واعيا لأنه يحمل ضمير ناسه واهله وشعبه، يعبر عنهم وعن اصواتهم وضمائرهم، انا استعد لتجربة اخرى كي اتواصل في الحركة المسرحية العراقية “.
يذكر ان الطاقم الفني للعمل تألف من ضياء عابد للموسيقى والمؤثرات وعباس قاسم للإضاءة المسرحية ومحمد طه عبد مساعدا للإضاءة وسلام السكيني مديرا للمسرح وايار عزيز للازياء والاكسسوارات والدعاية والاعلام للمعهد الفرنسي في العراق ،والاشراف العام للفنان عزيز خيون.