لم يكن الخميس الماضي يوما عاديا، ليس لجمهور الكرة العراقية فقط بل لكل الشعب العراقي، ولم يكن لقاء منتخبنا الوطني بنظيره الايراني ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر مباراة عادية، بل كانت ومضة فرح عراقية توهجت باصرار لاعبي منتخبنا في ملعب عمان الدولي الذين حققوا فوزا لامعا اثلج الصدور واجج المشاعر وادمع الاعين المتلهفة فرحا واطمئنانا بان منتخبنا الوطني يمرض ولايموت.
لعب منتخبنا المباراة بطريقة 1-5-4-1 و وضحت خطة مدربنا السلوفيني كاتانيتش بتأمين الجانب الدفاعي لمعرفته بامكانات لاعب ايران الهجومية ونجح الدفاع في مهمته وخاصة محور هذا الخط المؤلف من احمد ابراهيم وسعد ناطق وريبين سولاقا الذي قدم مباراة العمر، مع عودة لاعبي خط الوسط امجد عطوان وهمام طارق وصفاء هادي وبشار رسن لمساندة الدفاع وبقي مهاجمنا ميمي يتحرك بطريقة اقلقت الدفاع الايراني،كما لعب فريقنا بطريقة الضغط على حامل الكرة ومحاولة الاحتفاظ بها وبرغم ماتطلبته الخطة من مجهود بدني مرهق الا ان المطاولة كانت شعار لاعبينا الذين نجحوا بارباك خصومهم الذين سلموا مفاتيح المباراة مبكرا.
كان بامكان منتخبنا الخروج بنتيجة اكبر لو تم تأمين ايصال الكرة الى لاعبنا المبدع ميمي لكن زميله الدؤوب بشار رسن استلم كرة في منتصف الملعب الايراني عند الدقيقة العاشرة من عمر المباراة وعرج بها يمينا ليرفعها امام المرمى فتجد قدم علي عدنان بكرة قوية ارتدت من الحارس ليكملها ميمي في سقف المرمى الايراني معلنا تقدم منتخبنا ويشعل الفرحة في مدرجات الملعب الاردني الذي غص بجمهور عراقي وفي زحف الى الملعب ليقف خلف منتخبنا ولاعبينا وتمتد الفرحة لتغطي فضاء العراق برمته ، لكن غلطة الشاطر بالف كما يقولون عندما تباطأ علي عدنان عند الدقيقة الرابعة والعشرين بابعاد الكرة التي كانت بمتناوله ليخطفها منه لاعب ايران محمد محبي ويناولها لزميله احمد نور اللاهي الذي سددها يمين حارسنا محمد حميد معلنا هذف التعديل للمنتخب الايراني، السيطرة العراقية تجلت في اغلب دقائق الشوط الثاني بعد عجزلاعبي ايران من تنظيم هجمات خطرة وفقدو ابرز اسلحتهم القائد مسعود شجاعي الذي طرد عند الدقيقة 82 بعد ان خاض المباراة باعصابه اكثر من قدميه كما استبدل المهاجم الخطير سردارازمون في الدقيقة 89، ولان الكرة تعطي لمن يعطيها فقد فجر البديل علي عباس الفرحة العراقية حين خطف هدف الفوز القاتل عند الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع للمباراة .
ويبدو ان الاتحاد الآسيوي اراد ان يذكرنا بمأساة التحكيم التي لازمت مباريات منتخبنا الوطني سنوات متعاقبة عندما اناط مهمة قيادة المباراة للحكم السريلانكي ديلان والذي لم يكن بمستوى المباراة واهميتها وحساسيتها فجانبت اغلب قرارته الصواب وخاصة اغفاله ضربة جزاء واضحة لمنتخبنا في الدقيقة 59 وكان من المقرر ان يديرها الحكم الاردني ادهم مخادمة لكنه استبدل بعد نقل المباراة من البصرة لعمان.
سمير خليل