البصرة _ سعدي السند :
قالت الدكتورة رسمية المذحجي مديرة مستشفى البصرة للنسائية والأطفال ان عدة أسباب وراء ازدياد نسبة الولادات القيصرية للأعوام الماضية والعام الحالي والتي تحدث في جميع المستشفيات .
سبب الولادة القيصرية
وأوضحت مديرة المستشفى ان الكثير من حالات الولادات القيصرية يعود سببها الى وجود عمليات قيصرية سابقة قد أجريت للحامل خلال حملها الأول أو الثاني أو لوجود عقم لدى المرأة ومضت عدة سنوات على عدم انجابها وان غالبية هذه الحالات تحتاج الى عمليات قيصرية لغرض الأنجاب ، وهذا الذي يحدث عندنا الآن اذ لابد من اجراء هذه العمليات القيصرية لهذه الحامل أو تلك ممن تأخر انجابهن .
الولادات القيصرية خلال العامين الماضيين والعام الحالي
وأكدت ان هذه الأسباب جعلت من مستشفانا يشهد اجراء ( 7970) عملية قيصرية خلال عام 2017 واجراء ( 7611) عملية قيصرية أيضا في عام 2018 ومن 550 – 600 عملية قيصرية خلال الشهر الواحد من العام الحالي وبأشراف ملاكنا الطبي المتخصص ، اذ يضم مستشفانا 13 طبيبا استشاريا أختصاصيا وان أقل خدمة للملاك الطبي هي 8 سنوات من العمل التخصصي في المستشفى وهناك متابعة جدية ودقيقة لحالات الولادات القيصرية ولاتتم الا بعد أن يستنفد الملاك الطبي كل الحالات الأخرى ليصل الى حالة الولادة القيصرية بعد أن يجد أن لابد من أجرائها .
مشاريع جديدة في المستشفى
وبينت مديرة مستشفى البصرة للنسائية الأطفال ان مستشفانا شهد اضافة ملحقات أو أجنحة جديدة تعزز من خدماته المطلوبة وتحقق لمراجعيه من النساء والأطفال ماهو مطلوب من تلك المراجعة وعلى سبيل المثال تم انشاء جناح خاص للعناية المركزة وبأرقى المواصفات المطلوبة بعد أن عملنا وبجهود معروفة على الغاء المكان السابق لكافتيريا الأطباء والأستعلامات وأنشأنا على هذه المساحة جناحا مميزا ضم غرفا وقاعة مع عمليات تأثيث هذا الجناح بما يحتاجه من أجهزة ومعدات ليكون متكاملا وهو الآن في أحسن حالاته في تقديم الخدمات الطبية لمن يحتاجه وحصلنا على الدعم من ديوان محافظة البصرة ومن دائرة صحة البصرة ومن الشركة العامة لموانئ العراق من خلال تخصيصاتها من مبالغ المنافع الأجتماعية كما أنشأنا صالة عمليات جديدة مميزة ولدينا الآن خدمة متكاملة للأؤكسجين – الغازات الطبية ، وطورنا ردهات الأطفال والطوارئ وصالات العمليات وجعلناها مشابهة للأجنحة الخاصة كما طورنا جناح الثلاسيميا في مستشفانا و هو مرض وراثي يصاب به الأبناء من كلا الجنسين لأبوين يحملان مورثتين لخلل جيني يتسبب باعتلال إنتاج الهيموكلوبين ويكون احتمال انجاب مواليد مصابين بالثلاسيميا بنسبة 25% لابوين يحملان سمة الثلاسيميا و تزداد النسبة الى 50% اذا كان احد الابوين مصاباً بالثلاسيمياالكبرى و الاخر يحمل سمة الثلاسميا وقد أعطينا أهتماما كبيرا لهذا الجناح ليقدم خدماته بشكل مميز أيضا ولدينا مشاريع أخرى لتطوير مستشفانا .
معدل الولادات القيصرية في أنحاء العالم
وفي متابعة لمعدل الولادات القيصرية في أنحاء العالم تؤكد التقارير التي تنشرها وسائل الأعلام انها تصل إلى مستويات مثيرة للقلق في بعض الدول.
فبحسب دراسة حديثة ارتفعت عمليات الولادات القيصرية بشكل كبير في العديد من دول العالم ويقول أطباء مختصون بهذا الصدد إن اللجوء إلى التدخل الجراحي يكون غير مبرر في كثير من الأحيان وحتى فترة قريبة ، وكانت إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى ان ارتفاع نسبة الجراحة القيصرية بين حالات الولادة عن 15 في المئة يُعد استعمالا مفرطا للجراحة.
وقالت الدراسة إن هناك اعتمادا أكثر من المطلوب على الجراحة القيصرية التي من المفترض اللجوء إليها حال تعثر الولادة الطبيعية ، في أكثر من نصف دول العالم .
وحثت الدراسة مسؤولي الرعاية الصحية والنساء وأسرهم على اختيار الولادة القيصرية عندما تكون هناك حاجة إليها فقط ولأسباب طبية كما طالبت بمزيد من التعليم والتدريب من أجل التعامل مع المخاوف المتعلقة بعملية الولادة بصفة عامة.
وعن مخاطر الولادة القيصرية
الولادة القيصرية يمكن أن تنقذ حياة الأم والمولود على السواء إذا كان الجنين، على سبيل المثال، في وضع غريب داخل الرحم، أو إذا حدث تعثر في المخاض.
وقالت جين سوندول، أستاذة العلوم الاجتماعية وصحة المرأة في جامعة كينغز كوليدج لندن وأحد المشاركين في إعداد هذه الدراسة، إن المخاطر التي تواجه الأم والجنين من الولادة القيصرية تنقسم إلى نوعين؛ مخاطر قصيرة الأجل وأخرى طويلة الأجل.
وأضافت ان عملية التعافي من آثار الولادة القيصرية تتسم بالتعقيد بالنسبة للأم، وتؤدي إلى تشوهات في الرحم، وهو ما يرتبط بالنزيف، والنمو غير الطبيعي للمشيمة، والحمل خارج الرحم، وموت الجنين، والولادة المبكرة، وذلك في مرات الحمل التالية للولادة القيصرية.
وشددت على أهمية ضرورة الانتباه لهذه المخاطر التي برغم ضآلتها، قد تشكل خطرا كبيرا على الأم والجنين في مرات الحمل التالية.
وأشارت إلى أن تعرض الأم والجنين لهذه المخاطر يزداد كلما تكرر خضوع الأم لولادة قيصرية جديدة وقالت إن هناك أدلة ظهرت في الفترة الأخيرة على أن هناك مخاطر صحية تتعلق بالهرمونات، والحالة البدنية، والبكتيريا، والإجراءات الطبية المتبعة التي قد تنتج عن الولادة القيصرية، والتي قد تقلب الحالة الصحية للأم والجنين رأسا على عقب.
وأكدت أنه برغم عدم نيل المخاطر طويلة الأجل لهذا الإجراء الطبي فإن مخاطر المدى القصير تتضمن تغيرات في تطور الجهاز المناعي قد تؤدي إلى الإصابة بأنماط من الحساسية والربو وتغيير أنواع البكتيريا الموجودة في المعدة .