لاعادة النظر في التزامات الدول الصناعية البيئية
متابعة ــ الصباح الجديد :
بدعوة من الأمم المتحدة، إجتمع العديد من قادة العالم امس الاثنين في نيويورك في قمة خاصة حول المناخ غاب عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويشارك في القمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، فيما تغيب عنها كل من الولايات المتحدة والبرازيل وأستراليا.
ويترأس القمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. والهدف من ذلك الضغط على الدول الصناعية لإعادة النظر في التزاماتها البيئية.
وتعتبر الولايات المتحدة أكبر الغائبين عن هذه القمة، إذ قررت في نفس اليوم عقد لقاء في نفس مبنى الأمم المتحدة حول الحرية الدينية. كما غاب عن هذه القمة أيضا كل من البرازيل وأستراليا في الوقت الذي تحضر الصين التي تعتبر أكبر مستهلك للكربون، وتنفث ضعف ما تلقي به الولايات المتحدة في الهواء من غازات دفيئة، وسيمثلها رئيس دبلوماسيتها وانغ يي.
وتأتي هذه القمة التي ينخرط فيها الأمين العام للأمم المتحدة بهاجس أن تعقب أقوال المسؤولين بخصوص البيئة تجسيد على أرض الواقع لها، في أعقاب نشر المنظمة الدولية تقريرا يحذر من الاستمرار في التعاطي غير الجدي مع الملف البيئي.
صورة قاتمة
وقال التقرير إنه من المتوقع أن تشكل السنوات الخمس الأخيرة من 2015 إلى 2019 الفترة الأشد حرا منذ البدء بتدوين درجات الحرارة في السجلات بشكل منهجي.
وتوقع العلماء أن متوسط الحرارة للفترة 2015-2019 أعلى بـ1,1 درجة مئوية بالمقارنة مع ذاك الذي كان سائدا في الفترة 1850-1900، بحسب التقرير الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والذي يتضمّن أحدث البيانات بشأن حرارة الأرض.
ويعطي هذا التقرير صورة قاتمة عن الوضع الناجم عن تقاعس الدول عن تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة، والتي أصبحت تجلياتها بادية في المحيطات، حيث ارتفع مستواها في العقد الأخير إلى 4 ميليمترات في السنة، بدلا من ثلاثة، بسبب الذوبان المتسارع للغطاء الجليدي في القطبين الشمالي والجنوبي.
وفي حال بقيت التزامات البلدان بشأن تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة على حالها، فإن حرارة الكوكب ستزداد بواقع 2,9 إلى 3,4 درجات مئوية بحلول 2100.
وبغية حصر ارتفاع الحرارة بـ1,5 درجة مئوية، كما هو منصوص عليه في اتفاق باريس من أجل المناخ، وهو هدف يرى الكثير من الخبراء أن بلوغه بات مستبعدا، لا بدّ من تكثيف جهود الحدّ من الانبعاثات الكربونية خمسة أضعاف أو ثلاثة على الأقل كي لا يزيد الاحترار عن درجتين مئويتين.
وبالنسبة لمواضيع الساعة، شكلت غابات الأمازون موضوع الاجتماع الذي نظمته تشيلي وكولومبيا وفرنسا مباشرة في قمة المناخ صباح امس الإثنين ، مع ترقب إعلان مبادرة لحماية الغابات الاستوائية.
وتعتري الموضوع حساسية كبيرة بعدما ندد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو الذي تدور مواجهة حادة بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،
بتعدّ على سيادة البرازيل التي تضم القسم الأكبر من غابات الأمازون.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان سعيا للطمأنة أن الاجتماع سيجري «في ظل احترام سيادة الجميع».
وستلقى خطابات القادة في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء.