القوات الإماراتية تسلم مثيلتها اليمنية الحكومية جزيرة زقر الستراتيجية قرب باب المندب

الأمم المتحدة تنتقد التحالف الذي تقوده السعودية وإسرائيل بشأن قتل الأطفال

متابعة ـ الصباح الجديد :

أعلنت قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، تسلم خفر السواحل التابع لها جزيرة زقر الواقعة جنوب البحر الأحمر قرب مضيق باب المندب من القوات الإماراتية.
وأكد المتحدث باسم القوات المشتركة الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، العقيد وضاح الدبيش، لوكالة «الأناضول» التركية امس السبت، أن قوات خفر السواحل تسلمت خلال الأيام الماضية أكبر جزيرة في أرخبيل حنيش الواقع بين سواحل اليمن وإريتريا من القوات الإماراتية التي كانت متواجدة فيها.
وقال المسؤول إن هذه العملية جاءت ضمن إطار جهود قيادة قوات الحكومة اليمنية والتحالف العربي الذي تقوده السعودية ولعبت الإمارات دورا محوريا فيه «لمكافحة الإرهاب وإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة»، موضحا أن قوات التحالف دربت وجهزت أكثر من ستة آلاف مقاتل من عموم المحافظات اليمنية لغرض «حماية وتأمين السواحل اليمنية ومنع كافة أنواع التهريب ومكافحة الإرهاب».
وتابع أن هؤلاء المقاتلين تلقوا دورات في عمليات التفتيش والتدقيق ومكافحة جرائم القرصنة البحرية، علاوة على إمدادهم بزوارق مزودة بأسلحة وأجهزة اتصالات ورادارات متطورة، بغية تأمين وحراسة «الممرين الهامين»، أي البحر الأحمر ومضيق باب المندب الذي يصله بخليج عدن.
وأكد الدبيش أن قوات خفر السواحل التابعة للحكومة المعترف بها دوليا تتولى حاليا تأمين كافة الجزر والسواحل والموانئ اليمنية «من المهرة شرقا حتى الحديدة غربا».
وتعد جزيرة زقر وأرخبيل حنيش على وجه العموم موقعا استراتيجيا يسيطر على الممرين الدوليين المهمين الآسيوي من ناحية الشرق والإفريقي من الغرب، وسبق أن كانت هذه الجزء محل نزاع بين اليمن وإريتريا وضعت محكمة التحكيم الدولية حدا له عام 1998 عندما أقرت بتبعيتها لليمن.
ويأتي ذلك على خلفية قرار الإمارات خفض مستوى تواجدها العسكري في اليمن بشكل ملحوظ وسحب معظم قواتها من البلاد، في خطوة استدعت ترجيحات مختلفة لدى وسائل الإعلام والمحللين بخصوص مدى تأثيرها على مواقع التحالف وقوات هادي في حربهما ضد جماعة «أنصار الله» (الحوثيين).
بالمقابل قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في تقرير لمجلس الأمن الدولي امس الاول الجمعة إن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن قتل أو أصاب 729 طفلا خلال 2018 فيما يمثل نحو نصف إجمالي عدد الضحايا من الأطفال.
وذكر جوتيريش أيضا في التقرير الذي أدرج التحالف ضمن قائمة سوداء للعام الثالث أن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا‭ ‬أو جُرحوا العام الماضي على يد القوات الإسرائيلية بشكل أساسي كان الأعلى منذ 2014 على الرغم من عدم إدراج أي طرف في القائمة السوداء في ملحق التقرير السنوي الخاص بالأطفال في الصراعات المسلحة.‬‬‬ ولا يفرض التقرير اجراءات ضد الأطراف التي يتم إدراجها في القائمة السوداء ولكنه يفضح أطراف الصراع على أمل دفعها لتنفيذ إجراءات لحماية الأطفال ويعد التقرير محل جدال منذ فترة طويلة حيث يقول دبلوماسيون إن كلا من السعودية وإسرائيل مارست ضغوطا في السنوات الأخيرة في محاولة لعدم إدراجها في القائمة السوداء.
ولم ترد بعثة إسرائيل في الأمم المتحدة على طلب للتعليق على أحدث تقرير. وفي عام 2015 استبعدت الأمم المتحدة إسرائيل وحركة حماس من القائمة السوداء بعد ضمهما في مسودة أعدت في وقت سابق ولكن انتقدت إسرائيل بسبب عملياتها العسكرية في 2014. ونفت إسرائيل الضغط على بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت بشأن هذه القضية.
وقال عبد الله المعلمي سفير السعودية بالأمم المتحدة إن التقرير يعترف بالخطوات التي اتخذها التحالف لحماية الأطفال مشيرا إلى أن «حياة جميع الأطفال غالية». ولكنه تساءل أيضا عن مصادر التقرير ومدى دقته ووصف الأعداد بأنها ”مبالغ فيها“.
وأضيف التحالف للقائمة السوداء لفترة وجيزة في 2016 ثم استبعده بان لحين إجراء مراجعة. واتهم بان في ذلك الوقت السعودية بممارسة ضغوط ”غير مقبولة» ولا مبرر لها بعد أن قالت مصادر لرويترز إن الرياض هددت بقطع بعض تمويل الأمم المتحدة. ونفت السعودية تهديد بان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة