صندوق النقد الدولي استبعده
الصباح الجديد ـ وكالات:
أقدم البنك المركزي الأوروبي على خفض سعر الفائدة على الإيداع إلى مستوى قياسي كما سن جولة جديدة من مشتريات السندات لتعزيز تيسير أسعار الفائدة، في وقت يقرأ فيه الخبراء إجراءات لمحاولة مواجهة الركود الاقتصادي بسبب تباطؤ التجارة العالمية الناجم عن المواجهة بين الولايات المتحدة والصين والشكوك المحيطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويتساءل بعض المراقبون عن ما الذي يراهن عليه البنك المركزي الأوروبي من وراء خفض أسعار فائدة الإيداع وإعادة إطلاق التيسير الكمي؟، وما حقيقة الصلة بين خطوة البنك المركزي الأوروبي والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة؟، وكيف سينعكس الوضع الاقتصادي الحالي في أوروبا على قدرة الدول الفاعلة على مواصلة دعم الدول الخارجة من الأزمات المالية مثل إيطاليا واليونان.
وقال مسؤول بصندوق النقد الدولي لرويترز إن التوترات التجارية تؤثر على النمو في أرجاء العالم لكن صندوق النقد ”بعيد“ عن توقع ركود عالمي.
وتحدث المسؤول بينما يستعد صندوق النقد لإصدار توقعات اقتصادية جديدة الشهر المقبل.
وقال صندوق النقد يوم الخميس إن الرسوم الجمركية التي فرضتها أو هددت بها الولايات المتحدة والصين قد تقتطع 0.8 بالمئة من الناتج الاقتصادي العالمي في 2020 وتثير خسائر في الأعوام القادمة.
وقال المسؤول، وهو على دراية بعملية إعداد التوقعات ”التوترات التجارية تؤثر على النمو. لكننا فعلا لا نرى ركودا في التقديرات الأساسية الحالية. أعتقد أننا بعيدون عن ذلك“.
وأضاف المسؤول، الذي ليس مخولا بالحديث علنا ”في حين أن نشاط قطاع التصنيع ضعيف إلا أننا نرى أيضا مرونة في قطاع الخدمات كما أن ثقة المستهلكين متماسكة. السؤال هو إلى متى يمكن أن تستمر تلك المرونة.. نحن نراقب بعناية كل المؤشرات“.
ويصدر صندوق النقد توقعات اقتصادية مرتين في العام لتتزامن مع اجتماعاته للربيع والخريف وتشمل توقعات الناتج المحلي الإجمالي العالمي للسنة الحالية والسنة التالية.
وفي آب الماضي، حذّر الأوروبيون الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن الحروب التجارية ستدمر الاقتصاد العالمي.
وفي تصريحات صحفية، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن “التوتر التجاري سيئ للجميع”.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن “الحروب التجارية ستؤدي إلى انكماش (اقتصادي)، في حين أن الاتفاقات التجارية تقوّي الاقتصاد”.
وبرغم أن ذلك لم يكن متوقعاً، فإن رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون هاجم أيضا الرئيس الأميركي، الذي يطمح إلى التوصل إلى اتفاق تجاري كبير معه بعد تنفيذ بريكست.
وقال جونسون إنه سيبلغ ترامب بضرورة التراجع عن طريق الحرب التجارية التي تزعزع بالفعل النمو الاقتصادي في أنحاء العالم.
وأضاف: “ليست تلك الطريقة التي يجب اتباعها… وبغض النظر عن كل شيء آخر فسيتحمل من يدعمون فرض الرسوم الجمركية مسؤولية تراجع الاقتصاد العالمي، حتى وإن لم يكن ذلك صحيحا”.