دور التواصل والدعم الفعال في تخفيف القلق لدى المصابات بالتصلب اللويحي المتعدد

عند التخطيط لتكوين أسرة

حسن الحمداني *

يصيب التصلب اللويحي أكثر من 2.3 مليون شخص حول العالم، وسط ارتفاع مستمر في حالات الإصابة. وتُسجل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مستويات خطر تتراوح بين المعتدلة والمرتفعة من حيث معدلات الإصابة بهذا المرض. كما يُعتبر التصلب اللويحي من بين الأمراض العصبية الأكثر تسبباً للإعاقة لدى الشباب؛ حيث تتراوح أعمار غالبية الأشخاص المُصابين بهذا المرض بين 20 و50 عاماً. في العراق، أظهرت إحدى الدراسات أن نسبة الإناث إلى الذكور في العراق بلغت 1.2:1، كما أبانت بأن كان هناك زيادة تدريجية في انتشار مرض التصلب المتعدد عند فئة الإناث خاصةً خلال العقدين المنصرمين.
وقد اقترن الانتشار المتزايد للمرض مع تنامي الحاجة لنشر التوعية والمساعدة على إدارة وعلاج حالات الإصابة. ونتيجة لذلك، نشأت منظمات وروابط الدعم والمرضى، الذين يقومون بتقديم المشورة للمتأثرين بمرض التصلب اللويحي. وتلعب هذه المنظومة دوراً هاماً في تعزيز أساليب الرعاية الذاتية وإمكانية التأقلم مع هذه الحالة الصحية، وتشجيع القطاع الطبي على تقديم خدمات أفضل وعلاجات أكثر فعالية للمرضى. وترتبط هذه الأهداف مع موضوع اليوم العالمي للتصلب اللويحي المتعدد لعامي – 2020-2022 ، والذي يتمحور حول تعزيز التواصل المجتمعي والتواصل الذاتي، والتوعية حول جودة الرعاية الصحية.
وتُعاني الكثير من النساء المصابات بالتصلب اللوحي ضمن هذه الفئة العمرية من اضطرابات القلق والخوف، خاصةً حينما يفكرن في الزواج وتكوين أسرة. وقد تُعزى هذه الاضطرابات لعدة عوامل، ولكنها عادة ما تقترن بمدى قدرة هؤلاء النساء على الحمل واضطرارهن إثر ذلك لإيقاف المُعالجة الدوائية، مما يتسبب بتراجع حالتهن الصحية وعدم القدرة على الاستعانة بأي تدخلات علاجية. وحينما يتعلق الأمر بالتعايش مع مرض التصلب اللويحي، قد تصيب المرضى حالة مزمنة من القلق تدفعهم للتساؤل عما قد يخبئه لهم المستقبل.
وقد أوصت الوكالة الأوروبية للأدوية بإزالة موانع استعمال دواء الإنترفيرون بيتا أثناء الحمل وخلال الرضاعة الطبيعية. ويعتبر هذا التحديث بغاية الأهمية، حيث بات للأطباء الآن خيارات لعلاج النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد في بداية فترة الحمل، وسريرياً أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية إن لزم الأمر، ويعد اختيار خطة علاجية تسمح للنساء مواصلة أو بدء علاج للتصلب المتعدد أثناء فترات الحمل والرضاعة خطوة إيجابية. وقد تمت الموافقة على العلاج بالإنترفيرون بيتا لأكثر من 20 عامًا، وفي ذلك الوقت، تم جمع البيانات الحيوية التي توفر للمرضى والأطباء الثقة وراحة البال في اختيار الإنترفيرون بيتا.
علاوةً على ذلك، يمكن لمنظمات الدعم التي تسمح بمشاركة القصص والمشاعر والتجارب مع الأشخاص الآخرين المصابين بالمرض أن تلعب دوراً كبيراً في التخفيف من مشاعر العزلة والوحدة لدى المرضى. ومن الجدير بالذكر أن تطبيق نهج الدعم والتفاعل الاجتماعي يحقق منافع كبيرة في التخفيف من الأعباء المُترتبة على مُقدمي الرعاية . وإلى جانب الدور الهام لمجموعات الدعم، تلتزم الكثير من المؤسسات المهتمة بمرضى التصلب اللويحي بتقديم خدمات الرعاية إلى الأفراد والأسر والأزواج؛ بما يشمل تقديم الموارد التعليمية ومسُاعدة المصابين بالتصلب اللويحي على التكيف مع نمط حياتهم اليومية لضمان حياة طبيعية قدر الإمكان.

• بروفسور في كلية الطب / جامعة النهرين

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة