زيباري: الاستفتاء ورقة سياسية للضغط على الحكومة الاتحادية

خبراء يعدّونه مخططاً تركياً لاستعادة ولاية الموصل
السليمانية ـ عباس كاريزي:

اكاديميون وخبراء كرد لم يخفوا في تصريحات للصباح الجديد تخوفهم من اصرار بعض الاحزاب والقوى الكردية على اجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم، وهو ما عدّوه ركوباً لموجة قومية تغذيها مطامح ومصالح اقليمية، بعيدة عن المصالح العليا لشعب كردستان، الذي يعيش منذ اكثر من سنتين اسوأ فتراته بعد الفشل الذي اصاب مؤسسات الاقليم تعطلت معه اغلب الادارات،عجزت حكومة الاقليم عن منح رواتب موظفيها في اوقاتها المحددة.
استاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية البروفيسور الدكتور محمد رؤوف سعيد عد في حديث للصباح الجديد هذا الطرح الذي يتبناه الحزب الديمقراطي الكردستاني، هو تجسيد لمخطط تركي يهدف الى اعادة ولاية الموصل الى الدولة التركية، من خلال الدولة الكردية المزعومة، وهو مسعى لاستقدام قوات تركية الى داخل العراق، بحجة حماية الدولة الكردية بعد تفجير الاوضاع بين الاقليم والحكومة الفدرالية مستقبلاً.
سعيد اضاف ان هذا المخطط يتضمن كذلك سلخ الاقليم عن العراق بمخطط اعد بين الديمقراطي وتركيا وضمه لاحقاً الى الدولة التركية، مؤكداً انه من الناحية العملية سياسياً واقتصادياً، فأن تشكيل دولة كردية غير عملي واجراء غير مدروس في الوقت الراهن.
واوضح سعيد ان اثارة الديمقراطي هذا الامر في الوقت الراهن، يأتي كذلك للتغطية على تجاوزه على الشرعية وسيادة القانون في الاقليم، ومصادرة الحريات العامة والخاصة، وقال «ان الاستفتاء يهدف الى نسيان ما يحصل الان من انتهاكات وفشل اداري في الاقليم».
ولفت استاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية الى ان ما يحدث الان من تحشيد باتجاه اجراء الاستفتاء، تنفيذ لاوامر انقرة باحداث أزمة مع العراق لتحقيق الحلم التركي باستعادة ولاية الموصل من خلال الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يقايض الدولة التركية على اعادة ولاية الموصل مقابل بقائه وتثبيت اركانه وبقائه في السلطة، وتابع ان مايحصل لايصب في مصلحة شعب كردستان، وان بقاء كردستان ضمن العراق افضل خيار في الوقت الراهن، وهو افضل بكثير من تأسيس دولة ريعية دكتاتورية يحكمها حزب واحد.
في غضون ذلك وفي حين اعلن عضو المجلس القيادي في الحزب الديمقراطي علي عوني ان القوى الكردستانية وبعد حصول نوع من الاجماع حول مسألة الاستفتاء سيبدأون بالاجراءات المطلوبة لتحديد موعد وآلية اجراء الاستفتاء، جدد هوشيار زيباري عضو المكتب السياسي للديمقراطي الكردستاني تأكيد حزبه على اجراء الاستفتاء خلال العام الحالي لتحديد مصير الاقليم.
واضاف زيباري في تصريح لرويترز تابعته الصباح الجديد ان النتيجة التي سيخرج بها الاستفتاء لاتعني بالضرورة استقلال الاقليم عن العراق في الوقت الراهن، مشيراً الى ان حزبي الديمقراطي الكردستاني والاتحاد اتفقا خلال اجتماعهما الأخير على إجراء الاستفتاء خلال العام الحالي.
واضاف زيباري ان نتيجة الاستفتاء ستكون بمنزلة ورقة ضغط للكرد على الحكومة الاتحادية، متوقعاً ان يصوت غالبية شعب كردستان بنعم في الاستفتاء لصالح تأسيس دولة كردستان، نافياً وجود معارضة لهذا الطرح داخل البيت الكردي في الوقت الراهن.
من جهته وجه عضو المجلس القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني عدّ عضو مجلس النواب اريز عبد الله تفرد الديمقراطي والاتحاد الوطني بتمثيل الاقليم لدى العراق في ظل تعطيل برلمان ومؤسسات الاقليم بمنزلة افلاس للمؤسسات الوطنية واستخفاف والاستهانة بالشرعية.
عبد الله وجه في تصريح للصباح الجديد انتقادات شديدة اللهجة الى الآلية التي اعتمدت في تشكيل وزيارة الوفد الكردي الى بغداد، وفيما يعاني الاقليم من تعطيل برلمانه وفقدان رئيسه لشرعيته القانونية وغياب عدد من الوزراء عن حكومة الاقليم فاننا نجد ان وفدًا حزبياً يزور بغداد مدعياً تمثل شعب كردستان.
وتابع ان ذلك يأتي في الوقت الذي يمتلك الاتحاد والديمقراطي كتلتين كبيرتين في مجلس النواب العراق، اضافة الى الكتل الكردستانية الأخرى التي تعد الممثل الحقيقي لشعب كردستان في العراق، معرباً عن استغرابه لعدم استشارة او اشراك ممثلي الكرد في بغداد، في برنامج او موعد او الاجتماعات التي اجراها الوفد الكردي في بغداد، مؤكداً ان الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني بهذا الاسلوب من العمل السياسي اثبتوا للاطراف العراقية ان ممثلي الكرد في بغداد لاقيمة او اهمية لهم، وهو ما يفسر على انه محاولة للاستهانة بالممثلين الحقيقيين للكرد في بغداد والاستخفاف بالشرعية كما هو حاصل في الاقليم.
وكان الوفد الكردي المفاوض قد زار العاصمة بغداد الاربعاء المنصرم وتباحث مع المسؤولين والطيف السياسي بخصوص نزع فتيل الازمة التي ولدها رفع علم الاقليم فوق المباني الحكومية بكركوك الى جانب العلم العراقي، فضلا عن التباحث في مسألة الاستفتاء.
وفي حين قال اعضاء الوفد الكردي ان رئيس الوزراء حيدر العبادي قدم مقترحاً جديداً لمعالجة ازمة علم كركوك والخلافات التي تلته بين بغداد واربيل، علمت الصباح الجديد من مصادر موثوقة ان المقترح الذي قدمه العبادي يتمثل بالابقاء على العلم مرفوعاً على مباني المؤسسات التابعة للحكومة المحلية في كركوك وانزاله من على الابنية والمؤسسات الفدرالية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة