العلاقات الإسرائيلية ـ الأوروبية تتجه نحو الاستفزاز العلني

في ظل سياسات تل أبيب التوسعية
ترجمة: سناء علي

في دراسة قام بها الجنرال « ليكس ديور « مع عدد من المتابعين تم نشرها على عدد من وسائل الاعلام المقروءة اشار بها الى ان « السلطات الاسرائيلية وبسبب تعنتها المستمر وسياستها التوسعية الجديدة وتجاهلها للقرارات والمواثيق الدولية، ستواجه تحديات كبيرة خصوصاً وانها قد بدأت تفقد الكثير من الحلفاء يضاف الى ذلك التحديات الامنية الخطيرة التي تشهدها المنطقة التي تعيش اليوم حروباً وازمات كبيرة , ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بأن جي مون المستوطنات الإسرائيلية بأنها «أعمال استفزازية» تثير تساؤلات بشأن التزامها بحل الدولتين بعد نحو 50 عاماً من احتلال أراض يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها.»
و اضاف ان « التوترات القائمة بين إسرائيل وعدد من الدول الأوروبية، بسبب استمرار الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها سلطات الاحتلال بحق ابناء الشعب الفلسطيني، ماتزال محط اهتمام واسع خصوصاً وان اسرائيل قد سعت وعلى الرغم من الانتقادات المتواصلة، الى تصعيد حربها الاعلامية والدبلوماسية ضد الدول المنتقدة، و تضاعف التوتر مع الاتحاد الأوروبي على خلفية وسم منتجات المستوطنات، وإعلان أكبر ثاني محكمة بالاتحاد الأوروبي رفع اسم حركة «حماس» من قوائم الإرهاب الأوروبية.»
وفي سياق متصل اشار ديور ان «إسرائيل ردت بغضب على انتقادات أميركية وأوروبية لما تقوم به من إجراءات في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك وصف مسؤول سابق للسفير الأميركي لدى تل أبيب بأنه «صبي يهودي صغير.» وبرغم اللغة الدبلوماسية التي غلفت المخاوف التي عبر عنها أقرب حلفاء إسرائيل فإنها مست وتراً حساساً في إسرائيل التي تتصرف بصرامة في مواجهة ما تعدها محاولات متنامية لعزلها بسبب سياساتها ضد الفلسطينيين.»
ديور يرى ان» الانتقادات التي انهالت على شابيرو لم تختلف عن أخرى وجهت لوزيرة خارجية السويد مارجو ولستروم التي دعت إلى إجراء تحقيق مستقل في مساعي إسرائيل لمواجهة تصاعد أعمال العنف قائلة إن بعض المهاجمين الفلسطينيين قُتلوا في بعض الحالات «خارج إطار القانون.» ووصف وزير الطاقة الإسرائيلي الوزيرة السويدية بأنها «معادية للسامية.. سواء بقصد أو بغير قصد» ولم يتراجع نتنياهو نفسه عن هذا الوصف وقال عما أشارت إليه ولستروم «إنه مشين.. ولا أخلاقي.. وغبي.»
في السياق ذاته دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوجه أكثر «يقظة» في التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وشجب مبادرة السلام الفرنسية قائلا إنه ليس من شأنها إلا تشجيع الفلسطينيين على رفض الحلول الوسط. وكان اقتراح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعقد مؤتمر دولي للسلام أحدث إشارة إلى الاحباط في الغرب جراء غياب التحرك نحو حل الدولتين منذ انهيار مفاوضات توسطت فيها الولايات المتحدة في عام 2014.»
كما اوضح ديور بأن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية. وستثير مثل هذه الخطوة مخاوف في إسرائيل من أن تحذو دول أوروبية أخرى -تعارض أيضاً منذ مدة طويلة بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة- حذو فرنسا. وفي تصريحات عامة لحكومته لم يرفض نتنياهو صراحة فكرة عقد مؤتمر دولي إلا أنه أوضح أن الأخبار التي وردت عن الخطة تجعل من المتعذر البدء فيها. وقال مساعد له إن إسرائيل ستدرس مثل هذا الطلب بمجرد أن يصلها.»
الى جانب ذلك اشار ديور أن « الاتحاد الاوروبي تبنى بصعوبة موقفاً مشتركاً بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط مع سعي دول اعضاء الى التخفيف من التركيز على اعمال العنف التي يمارسها المستوطنون، او الى مسألة وضع ملصقات على السلع المنتجة في المستوطنات. وتبنى وزراء خارجية الدول الـ 28 في الاتحاد الاوروبي النص الطويل بعد يوم من المفاوضات، علماً بأن الموافقة عليه كانت متوقعة من دون مناقشات في مستهل الاجتماع الشهري للوزراء في بروكسل.»
من جانب آخر نوه ديور الى ان « اسرائيل استدعت السفير السويدي لديها لتنقل إليه ما وصفته «بغضبها» من دعوة وزيرة الخارجية السويدية إلى تحقيق لتحديد ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ارتكبت عمليات قتل خارج إطار القانون بحق فلسطينيين. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إنها استدعت السفير السويدي كارل ماجنوس نيسير للاحتجاج على ما قالت إنه «بيان آخر منها (ولستروم) يشهد على انحيازها بل وسلوكها المعادي لإسرائيل».
وقال ديور أن « جماعات أتهمت مدافعة عن حقوق الانسان إسرائيل باستعمال القوة المفرطة لقمع هجمات يشنها فلسطينيون بسبب غضبهم من زيادة زيارات اليهود للحرم القدسي. ونقلت وكالة أنباء تي.تي عن ولستورم قولها خلال مناقشة برلمانية «من المهم أن يكون هناك تحقيق معمق في هذه الوفيات من أجل التوضيح والمساءلة.»
كما بين ديور انه « وفي ظل الخلافات بين حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الاتفاق النووي مع إيران كُشف النقاب خلال الشهور الأخيرة عن معلومات مهمة تزعم أن الحليفين يتجسسان على بعضهما البعض. وتصر إسرائيل على أنها توقفت عن هذه الأنشطة منذ جندت المحلل في البحرية الأميركية جوناثان بولارد عميلا لها في الثمانينيات. وقال شتاينتز «نعرف أن الأميركيين يتجسسون على العالم بأكمله وعلينا أيضاً وعلى أصدقائهم, لكن ما يزال الأمر مخيبا للآمال بنحو عام لأننا منذ عقود لم نتجسس على الولايات المتحدة أو نجمع معلومات أو نفك شفرات هناك.»

* عن موقع الـ «فورين بوليسي»

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة