اليونسكو تضم بابل الحضارة والعلوم الى لائحة التراث العالمي

للعراق اصلا خمسة مواقع مسجلة في المنظمة الدولية

متابعة الصباح الجديد:
بات للعراق ستة مواقع اثرية على لائحة التراث العالمي، بعد موافقة اليونسكو امس الأول الجمعة على ادراجها ضمن لائحة التراث العالمي.
ومن بين هذه المواقع، قلعة أربيل التي أدرجت في العام 2013، والاهوار في العام 2016. واعلنت لجنة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (يونيسكو) اثناء اجتماع في باكو الجمعة الماضي، موافقتها على إدراج موقع بابل الأثري التاريخي لبلاد ما بين النهرين على لائحتها بعد ثلاثة عقود من المثابرة صوب هذا الاتجاه.
وبذلت سلطات الآثار العراقية جهوداً كبيرة لإعداد هذا الملف، الذي جرى طرحه خمس مرات منذ العام 1983، بهدف تسجيل الموقع الذي يمتد على مساحة عشرة كيلومترات جنوبي بغداد.
وقال ممثل العراق لدى لجنة اليونيسكو خلال النقاشات في العاصمة الأذربيجانية، “ما هي لائحة التراث العالمي من دون بابل؟ كيف سنخبر تاريخ الإنسانية من دون أول فصولها، بابل؟”
وعد ممثل تونس إدراج بابل “يملأ فجوة واضحة في القائمة، وبالفعل، هذا نوع من المواقع يمكننا أن نقول إن هذه الاتفاقية وجدت لحمايته”.
وأشارت لجنة اليونيسكو إلى أن موقع بابل في “حالة محفوفة بالمخاطر، وبحاجة ماسة للحفاظ عليه ومنعه من الانهيار”.
وكانت اللجنة قد بدأت اجتماعاتها في باكو للتصويت على إدراج بابل و34 موقعا أثرياً آخر، بعضها في البرازيل وبوركينا فاسو، على لائحة التراث العالمي.
وطوال السنوات العشر الماضية، قامت السلطات الأثرية العراقية وصندوق الآثار العالمي، بعملية مسح وتنظيف وتحديد مسار الزائرين وتدريب الموظفين.
من جهته، قال مدير آثار البصرة قحطان العبيد الذي قدم ملف بابل إلى اليونسكو، إن بابل التي يزيد عمرها على أربعة آلاف سنة “أكبر مدينة مأهولة بالسكان في التاريخ القديم”.
وأضاف: كانت بابل شاهدة على التقلبات السياسية وعمليات النهب والتخريب التي قام بها الجنود الأميركيون والبولنديون الذين اتخذوا المكان مقرا لهم بين عامي 2003 و2005″.
وتابع العبيد “لقد تركوا أطناناً من النفايات العسكرية، وأعادوا حتى طلاء بوابة عشتار عند المدخل باللون الأسود”.
وقال إن “البابليين حضارة الكتابة والإدارة والعلوم”، ويفخر العراق بكونه أول بلد عرف الكتابة وعثر فيه على أول لوح مسماري يعود تأريخه إلى 5500 عام.
ويرى العبيد أن إدراج بابل على لائحة التراث العالمي “سيشجع البحث والتطوير في الموقع” اضافة إلى “الدعاية السياحية المجانية”.
وتحتل مدينة بابل الأثرية مكانة خاصة في التاريخ والأساطير العالمية، مع بوابة عشتار الشهيرة وحدائقها المعلقة وبرج بابل، وكلها معالم بارزة في التاريخ والأديان والفن.
ومن بين المواقع الخمسة أيضا، مدينة الحضر، شمال غربي العراق، المهدد بالخطر بحسب اليونسكو، وتم تسجيله عام 2005، وتعرض خلال سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية لـ”تطهير ثقافي” تمثل بعمليات تدمير وسرقة على يد داعش.
وهناك أيضا مدينة سامراء الأثرية التي أدرجت في العام 2007 على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر بحسب المنظمة، بسبب العنف الطائفي الذي أعقب تفجير مراقد الائمة.
وموقع مدينة أشور سجل في العام 2003 معرضاً للخطر أيضا بسبب مشروع بناء سد مائي.
وبعد سنوات من العنف الطائفي ، يسعى العراق -الذي يقول إن لديه ما لا يقل عن سبعة آلاف موقع أثري-للعودة إلى الساحة الثقافية والسياحية.
يذكر ان تمويل المشاريع الثقافية غير ملحوظ في موازنة العراق بسبب تخصيص مبالغ ضخمة للعمليات العسكرية طوال سنوات عدة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة