الفقر في العراق

تشير الانباء الى ان نسبة الفقر في العر اق الذي يعوم على بحيرة من الذهب الاسود هي 30% ، فهل من المعقول ان تكون نسبة الفقر في عراق الخير والثروات بهذا الحجم ؟ ، هذا البلد الذي كانت تمر عبره قوافل تجار العالم القديم وكان يسمى بطريق الحرير يرتدي اطفاله ملابس واسمالا تستورد خصيصا لهم ( البالات ) ؟ بدلا من الحرير ؟ من المحزن ان يكون ربع سكان العراق يعيشون تحت خط الفقر فقد ارتفعت نسبة الفقر في بلدنا الى 30% بعد ان كانت 19% وسبب هذه الزيادة هو اضافة مليوني نازح الى عدد فقراء العراق البالغ خمسة ملايين نسمة ليصبح العدد 7 ملايين نسمة ، كنا نامل ان تتضافر الجهود لتقليل عدد الفقراء في بلدنا فجاء داعش وقلب النسب وزادها لتكون بهذا الحجم .
ولا ندري كم ستصبح نسبة الفقر في بلد الخيرات بعد خمس سنوات ؟ هل ستزداد ام ستقل ، ومع كل ما يتم اكتشافه من آبار نفطية تبشر بتدفق البترول في جنوبي البلاد وشمالها وشرقها وغربها الا ان حالة سكان العراق تدعو الى الاسف وبدلا من انخفاض نسبة الفقر نراها تزداد ، البلد لا يزخر بالنفط فقط فقد اكدت الدراسات وجود كفاءات وعقول اقتصادية تستطيع النهوض باقتصاد العراق المنهارالان وكل ما في الامر ينقصنا اعداد الدراسات والبحوث والخطط والعمل بها لانقاذ الاقتصاد العر اقي من هذه الورطة وهي ارتفاع نسبة الفقر فيه ، هناك عوامل كثيرة أسهمت في هذا الارتفاع وليس داعش وحدها هي السبب نعم قد تكون قد أسهمت بتواجد اكثر من مليوني نازح أس هموا في تضخم عدد العاطلين عن العمل كما أسهموا في تعثر كل من الصناعة الوطنية بشقيها العام والخاص ، الا ان الحلول موجودة لكن لم يتعب البعض نفسه في البحث عنها ، ومن اولى تلك الحلول متوفر لدى الحكومة ومن بعض هذه الحلول معالجتها للملف الامني لبسط الامن لكي تتم بالتالي معالجة الازمات الاخرى ومنها ازمة الكهرباء التي يتوقف عليها نشاط القطاع الخاص والذي سيحد من حجم البطالة بايجاد فرص عمل للعاطلين ، والعمل على معالجة ازمة البنى التحتية المخربة لكي تنهض كل من الصناعة والزراعة في البلد ، ومن الملاحظ ان كل الازمات التي نعيشها لها علاقة كل واحدة بالاخرى فهل بالامكان معالجة الفقر بالالتفات الى حل مشكلاتنا التي نستطيع حلها لكننا لا نرغب .
سهى الشيخلي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة