إن كنت مدمناً على “السيلفي” عليك أن تراجع طبيباً

أحلام يوسف
مع كل الدراسات التي أثبتت ان المبالغة بالتقاط الصور “السيلفي” مؤشر على الإصابة بأنواع معينة من المشكلات النفسية، لكن، ما زلنا الى اليوم نصر على التقاط الصور بطريقة السيلفي.
يقول العلماء ان هناك ترابطا بين التقاط الصور الشخصية “السيلفي” وبين الظروف الصحية العقلية التي يركز فيها الشخص على مظهره.
واكد الطبيب النفسي الدكتور ديفيد فيل لصحيفة “صنداي ميرور”: يتم استعمال العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة المريض على التعرف على أسباب سلوكه القهري ثم تعلّم كيفية إصلاحه.
اما عبد الله القريشي الباحث بعلم النفس فأوضح قائلا: الإصرار على الظهور بكل صورة يتم التقاطها، يعني ان هناك نوعا من الهوس بالشكل، خاصة إذا استعمل الشخص بعض الفلاتر التي تنقي البشرة، وتجمل الملامح بنحو ما، فيصبح بعدها مهووسا بالتقاط تلك الصور، لأنها ترضي غروره، وتعزز من ثقته بنفسه، التي تسوء كلما نظر الى المرآة التي تعكس شكله الحقيقي من دون أي تجميل او تلاعب، فيعود مرة أخرى لالتقاط الصور بطريقة السيلفي مع الفلاتر.
هناء الشمري طالبة في المرحلة الأخيرة من الدراسة الجامعية تقول: انا اعلم أني مدمنة على التقاط الصور السيلفي، ولا أدري كيف لي ان اتخلص من هذا الإدمان الذي يزعجني أحيانا، في بادئ الامر كنت احرص على توثيق كل لحظة من حياتي، لكن فيما بعد بت أوثق لشكلي والتغييرات التي تطرأ عليه ابتداء من اللحظة التي استيقظ فيها من النوم صباحا وانتهاء بذهابي الى النوم.
عن تلك الحالة تقول نهار طه الباحثة بعلم النفس: الكثير من الفتيات بعمر الشباب او الصبا يكن معجبات بوجوههن وبشرتهن التي عادة تكون صافية خالية من الندوب، وقراءة التعليقات التي تثني على جمالهن تشجعهن على التقاط صور أكثر. اظن ان الموضوع يتعلق بطريقة التربية التي يتلقاها الافراد، فعلى الاهل ان يربوا أبناءهم على ان الروح اهم بكثير من الشكل، وتشجيعهم على القراءة والاطلاع والتثقيف الذاتي، كي يكون هناك توازن بين حب الشكل والمظهر والحرص على تنمية العقل والمواهب.
المبالغة بالتقاط الصور يؤدي أحيانا الى تطورات خطيرة وذلك ما حدث مع اللاعب داني بومان (19 عاما)، اذ كان يقضي عشر ساعات يومياً في التقاط 200 صورة شخصية، ما أدى الى فقدانه الكثير من وزنه، وانقطع عن دراسته، وحين لم يحصل على صورةٍ مرضيةٍ، حاول الانتحار، ولولا أنْ تدخلت والدته بالوقت المناسب وانقاذه لكان ضحية من ضحايا السيلفي.
وقال بومان عن الحادث “كنت أبحث باستمرار عن التقاط صورة سيلفي مثالية وعندما أدركت أنني لا أستطيع ذلك، أردت أن أموت، ولقد فقدت أصدقائي وتعليمي وصحتي وحياتي تقريبًا”.
وكان مسؤولو الصحة العامة في المملكة المتحدة قد أعلنوا أن الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي مثل ” فيس بوك” و “تويتر”، مرض، وأن أكثر من 100 مريض يتقدمون للعلاج كل عام.
وقالت باميلا روتلدج: غالبًا ما تطلق صور السيلفي تصورات عن الانغماس في الذات أو الاعتماد الاجتماعي الذي يسعى إلى الحصول على الاهتمام، ما يزيد من اللامبالاة والنرجسية.
وتم اختيار كلمة “سيلفي” عام 2013 من قاموس أكسفورد الإنجليزي. وعرّفت بأنها “صورة تلتقطها لنفسك، عادة مع الهاتف الذكي أو كاميرا ويب وتحملها على موقع التواصل الاجتماعي”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة