الكبرياء بكتم الحزن يعني الابقاء على طاقته فينا

احلام يوسف
تقول الروائية الانجليزية جورج اليوت “نحن بنو البشر رجالٌ ونساء نلتهم الكثيرَ من الخِذلان ما بين الإفطارِ ووقت العَشاء، ونُمسِكُ دموعَنا شاحبي الشفاه، وحين نردُ على الإستفسارات نقول: لا شيء بِنَا، الكبرياء مفيدٌ، فهو ليس بهذا السوء عندما يحثُنا على أن نُخفيَ آلامنا حتى لا نؤلم الآخرين”.
كلنا نمر خلال اليوم بصعاب واحزان والام لسبب او اخر، لكن ليس كلنا لديه القدرة على كتم حزنه وافتعال الابتسامة امام الاخرين ولكل منا اسبابه.
مهدي الحلي يقول انه غالبا لا يشرك الاخرين باحزانه ويقول: “بطبعي لا احب الكدر، اميل الى الضحك والمزاح والشقاوة، وقد عرفت بمرور الوقت بين اصدقائي واهلي ومعارفي على اني مصدر ضحكهم وبهجتهم، فصرت اشعر بالمسؤولية تجاههم، وعلي ان احافظ على صورتي معهم، صورة المتفائل المبتهج الذي ينتصر على احزانه بغض النظر عن حجمها، ولا يعرف احدا منهم، اني اضعف منهم، وان بداخلي احزان لا يقوى على حملها جبل، لكني من اجلهم هم اولا ومن اجل ان اظل بذاكرتهم الرجل المرح، اكابر وابتسم ولو على حساب مشاعري”.
وتمر علا عبد العزيز بازمة مع زوجها اذ قالت: “مذ تزوجت وانا اعيش مأساة، لا اود ان اتطرق اليها، لكن النتيجة اني الان في بيت اهلي، اعاني مع ابنتي من احساسنا باننا ضيوف ولا ندري الى متى. اذكر مرة كنت ابكي وانا اعد طعام العشاء ونادتني والدتي لاشاهد معها موقفا كوميديا في التلفزيون، اضطررت الى مسح دموعي قبل الذهاب اليها، وشاركتها الضحك مجبرة، لاني اعلم انها تعاني من اجلي اكثر مني فلا اريد ان ازيد من معاناتها. عدت الى المطبخ وانهرت من البكاء، لاني شعرت حتى حزني لا استطيع ان اجهر به، لكن بالنهاية وبعد ان غسل دمعي حزني وازاح الثقل عن صدري، حمدت الله على قدرتي على الصبر”.
يقول عبد الخالق طاهر الباحث بالطب النفسي: “كتم الحزن امر غير صحي بتاتا، ويمكن ان نلاحظ تأثيره في مجتمعنا الشرقي الذي يعيب على الرجل البكاء، وبالنتيجة فان الرجل غالبا يكون عمره اقصر من عمر المرأة فالبكاء بالنسبة الى المرأة يعده البعض ميزة ودليل على رقة مشاعر، لكنه بالحقيقة لا يعدو كونه افراغ للطاقة السلبية او طاقة الحزن من القلب، في اشارة من الجهاز المناعي، كي يظل الشخص بصحة جيدة”.
وحذر طاهر من الضغط الذي يمارسه الشخص على مشاعره لكتم حزنه او دموعه، وقال: “عند الاحساس بالالم النفسي والحزن، واصرار الشخص على كتمه، فهو بذلك يعرض جسمه لاضطرابات عدة، خاصة بجهازه العصبي، وبالتالي يكون اكثر عرضة لجلطات القلب. اضافة الى الاحساس بالصداع والارهاق، فجهازه المناعي يشعر بالضعف بسب الابقاء على الطاقة والشحنات السلبية”.
وتابع: “هناك وسيلة سهلة للتنفيس عن الحزن من دون اعلام الاخرين، ومن دون الاحساس بالحرج بالنسبة للاغلبية من الرجال تتمثل بالبكاء والتنفيس عن الحزن في غرفته الخاصة، هناك من يبكي وينفس عن الامه النفسية قبل النوم، ما يشعر الشخص بالارتياح والهدوء بعد افراغ الطاقة السلبية والتخلص منها المهم ان لا نكتم مشاعرنا تحت اي ظرف فالصحة هي الاهم”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة