صدر عن دار «هاشيت_أنطون/نوفل» رواية للكاتب السوري راهيم حسّاوي، بعنوان «الباندا» تقع في 169 صفحة، وتتناول قصة والد يموت منتحرًا، وولد يقتفي هاجسه بعد مماته: جائزة نوبل للسلام لا تصل لمن يستحقها. يصادرها المشهورون والأفّاقون والمزيفون. أبطالها منافقون، بينما البطل الحقيقي هو الإنسان العادي. أي إنسان، لأننا جميعنا نجترح معجزات وبطولات صغيرة كل يوم. ليثبت ذلك، يخلق الولد من امرأة ظالمة جبارة بطلة على مستوى جمعيات حقوق الإنسان. كذبة يجترعها الجميع، ليثبت الولد صوابية أفكار والده المتروكة على ورق والتي أرّقته طوال حياته. إلى جانب الولد والوالد ثمة عمة تجمع زجاجات ومعلبات فارغة، وأخت تربطها علاقة سادية مع سكرتيرتها في عيادتها لطب الأسنان، وامرأة تحتضن في فرنسا ثمرة حبّ جنتها من عشيقها اللبناني الذي شكت حبها له لسيدة الشاشة العربية، في رسائل وقعت بأيدي أفراد من الجيش السوري حين دخلوا لبنان ووصلت في النهاية إلى الوالد ومنه لولده. الولد الذي لا يخلع القميص الأبيض، والذي سيقلب المعادلة ويتخلّى عن هوسه الموروث بعد أن كادت خطته تصل إلى منتهاها. ذلك أنّ أبطال حساوي أكبر من الحبكة والنص، لا يروّضهم مسار ولا تأسرهم نهايات، تصرّفاتهم غير مرتقبة وسلوكهم متحرّر من كل القوالب.
رواية راهيم حساوي رحلة في عالم علم النفس. نصه يحفر حفرًا في النفس البشرية ليقدّم شخصيات ملووثة هستيرية وغاية في الواقعية. تشريح نفسي دقيق ولمّاح في قالب روائي مثير وشيّق.
«الباندا» هي الرواية الثانية للكاتب السوري راهيم حساوي من مواليد 1980، بعد «الشاهدات رأساً على عقب» (2013). عمِل حساوي المقيم في ألمانيا لسنوات عدّة في التدريس، وهو يهوى لعب الشطرنج وكرة البينغ بونغ.
رواية (الباندا) جديد راهيم حساوي
التعليقات مغلقة