صوم الجوارح غاية رمضان الأهم

أحلام يوسف
يهل علينا رمضان هذا العام ونحن نعيش فترة هدنة “ان صح التعبير” من الإرهاب ومشكلات السياسيين، لكن هل هناك هدنة بيننا وبين من حولنا سواء كانوا من العائلة ام الأقارب ام الجيران؟ هل هناك من بادر لإقامة صلح بينه وبين أحد آخر او بين اثنين من ذوي القربى؟
العديد من الأفعال الخيرة التي ننادي بها طوال أيام السنة ونؤكد عليها في هذا الشهر الذي نصفه دوما بالكريم، فما معنى ان يكون شهر من شهور السنة كريما؟ يعني اننا نكرم بعضنا بالعطاء. والعطاء لا ينحصر مفهومه بحالة واحدة بل يعني ان كل ما نقدمه للآخر وان كان كلمة طيبة نثني بها عليه او نشجعه بها على فعل معين.
العطاء يعني ان نكرم من حولنا بمحبتنا وتسامحنا وتجاوزنا لبعض الخلافات والاختلافات، ومن هنا تقول بدور عبد الاله مدرسة متقاعدة انها طوال أيام السنة تحاول ان تأخذ جانب الخير لتعزز جانبها الملائكي، بكل كلمة او فعل لكنها أحيانا تفقد صبرها وتوازنها فتنفعل وقد تخطيء بحق أحد ما لكنها في هذا الشهر تروض نفسها على لجم انفعالاتها قدر المستطاع.
وأضافت: عندما نؤكد على صفات الخير وفعل الخير في هذا الشهر فهذا لا يعني اننا نمارسها في هذا الشهر حصرا، بل تعني اننا نتجاوز بعض الأخطاء التي ترتكب بحقنا سواء كان ظلما ام بلفظ معين، قد نرد عليه بعنف غالبا لكن في هذا الشهر علينا ان نحجم المشكلات باي شكل من الاشكال، فما معنى ان اصوم عن الطعام وانا اظل على ممارساتي الخاطئة التي أقوم بها طوال السنة؟ فصوم الجوارح، الغاية الأولى من فرض الصيام.
صوم الجوارح، أي الامتناع عن الكذب والنفاق والغش وغيرها من الأفعال السيئة التي يحثنا الرب على الابتعاد عنها، لكن هل هذا ما يحدث؟ هل الموظف المرتشي يمتنع عن اخذ الرشوة في هذا الشهر؟ ومن يفعلها ويمتنع هل سيعود الى عادته القديمة بعد انتهاء الشهر؟ وهل سيكون مقتنعا بانه أدى واجبه تجاه ربه ودينه؟
محمد لطيف السراي موظف يقول: لا اظن ان من يمارس فعل الرشوة والنفاق سيبطل تلك العادة في رمضان، فانا اعرف ان هناك موظفين في بعض المؤسسات ودوائر الدولة يعتمدون اقتصاديا على الرشوة التي تصل أحيانا الى مبالغ لا تصدق، لكن مثله يصر على الصوم يصوم لأنه يظن ان الصوم والصلاة وسيلتان للعفو عنه من الرب، ومن ينافق ويستغيب يظل على حاله لكن تتغير مواضيع الغيبة والنفاق، على كل أئمة الجوامع التأكيد على ان صوم الجوارح هو الأهم، عسى ان يقوموا بعضا من سلوكياتنا فالفقير لا أحد يشعر بمعاناته الا الفقير مثله.
الفقير لا أحد يشعر بمعاناته مثلما ذكر السراي، لأن من يصوم ويفطر على رغيف خبز وبصلة لا يشعر به الصائم الذي ينتظر أشهى الموائد تنصب امامه وقت الإفطار. فان نويت الصيام، صم بنية صافية، والا فانت تقوم بتجويع نفسك عبثا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة