ارتفاع نسب العنف الأسري الذي تمارسه النساء في إقليم كردستان

ينتحر ويقتل بسببه عشرات الرجال سنوياً

السليمانية ـ عباس كاريزي:

تعنيف الرجال من زوجاتهم او عائلاتهم ظاهرة اجتماعية جديدة يعاني منها إقليم كردستان، خلفته بروز العديد من المشكلات الاسرية في مقدمتها الازمات الاقتصادية وسوء الاستفادة من التقدم التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول احدث الاحصاءات الرسمية، ان عشرات الرجال انتحروا او قتلوا في اقليم كردستان، جراء ارتفاع حدة عنف زوجاتهم ضدهم، فضلا عن بروز المشكلات والخلافات العائلية.
وتضيف الاحصائية، ان العنف الاسري بات لا يميز بين الجنسين، وان اربعة رجال قتلوا منذ بداية العام الحالي 2019 من زوجاتهم فضلا عن اقدام 13 اخرين على الانتحار نتيجة للمشكلات والخلافات العائلية.
ويشير اتحاد الرجال في الاقليم، الى انه منذ بداية عام 2018 ولغاية الان سجل 691 رجلاً شكاوى لدى الجهات المختصة، على استخدام العنف المفرط ضدهم وتعنيف زوجاتهم لهم، اضافة الى انتحار عشرات الرجال للاسباب ذاتها.
واضاف برهان علي سكرتير اتحاد الرجال في الاقليم الى، ان الاتحاد سجل خلال الفترة الماضية مقتل اربعة رجال من زوجاتهم، وانتحار 13 اخرين جراء ارتفاع العنف الاسري والمشكلات العائلية، اضافة الى تسجيل 136 شكوى من قبل رجال ضد زوجاتهم جراء طردهم من منازلهم او ضرب زوجاتهم لهم ومصادرة اموالهم واملاكهم.
ويقول برهان علي، ان تفكير الرجل بالانفصال عن زوجته لاينبغي ان يكون دافعا للقتل ويجب ان يفهم الزوجان بان اللجوء الى القضاء السبيل الوحيد لحل خلافتهما العائلية.
من جانبه اشار سركوت عمر مدير دائرة مناهضة العنف ضد النساء، ان دائرته تسجل شكاوي لرجال جراء تعرضهم تعنيف زوجاتهم لهم، واردف «الا ان اغلب الشكاوي التي تسجل لدينا هي من قبل نساء ضد ازواجهن نتيجة لتعرضهن لعنف مفرط او التجاوز على حقوقهن الاسرية من الرجال.
واضاف انه فقط بمحافظة السليمانية سجل العام الماضي 8 حالات قتل اسري، اضافة الى تسجيل 1700 شكوى سجلت من قبل زوجات ضد ازواجهن.
الصباح الجديد التقت رجلا عنفته زوجته وشكا لنا حاله وكيف اضطر الى ترك منزله، والسكن في فندق بعد ان سئم استمرار تعنيف زوجته له.
ويقول ياسين صالح الذي ترك منزله في حي المعلمين وسط مدينة السليمانية، واختار السكن في احد الفنادق المتواضعة في شارع السراي، وسط المدينة لقد تركت المنزل واخترت العيش في الهوتيل لأنني لم اعد احتمل الطبيعة الصعبة لزوجتي رغم ان لدي منها ثلاثة اطفال.
وتابع لقد قدمت شكوى ضد تعاملها السيء معي لانها تتجاوز على كل الاعراف والعادات والتقاليد العشائرية والدينية، وتحرض الاطفال ضدي لا لشيء سوى انني لا املك عملا دائما، واسعى للحصول على لقمة العيش من خلال العمل كحمال في سوق الخضار.
وكان اتحاد رجال كردستان فرع السليمانية قد اصدر، إحصائية بخصوص العنف الذي يمارس ضد الرجال في إقليم كردستان للعام المنصرم 2018، مشيراً إلى مقتل 5 رجال على ايدي زوجاتهم خلال العام الماضي.
وقال الاتحاد في بيان حصلت الصباح الجديد على نسخة منه، إن «الإحصائية التي سجلت بخصوص العنف ضد الرجال نحن نرفضها لأنها خجولة»، وأضاف أن «الإحصائيات التي سجلت خلال السنة الماضية كانت على الشكل الآتي: 29 حالة لطرد الرجال من بيوتهم، و57 حالة سجلت للخيانة الزوجية.
وتابع البيان، «سُجلت 115 حالة انتحار للرجال، أما بخصوص حالات التعدي الجسدي على الرجال وردت 9 حالات بها، مردفاً «أن 23حالة انتحار سجلت في أربيل، و45 في محافظة السليمانية، و16 في محافظة دهوك، و18 حالة انتحار في كركوك، وفي حلبجة 13 حالة».
وأظهرت الاحصائية التي نشرها المركز لعام 2018 ارتفاعاً مطرداً مقارنة بالسنوات السابقة، وبحسب اتحاد الرجال في اقليم كردستان، فإن 65 رجلاً قد انتحروا في عام 2014 مع قتل خمسة آخرين على ايدي زوجاتهم أو اقاربهم، بينما ارتفعت نسب الانتحار لتصل الى 69 حالة بينما قتل ستة رجال على ايدي زوجاتهم عام 2015.
ووصل العدد إلى 70 و74 حالة انتحار، بين عامي 2016 و2017 على التوالي.
وبين أن «هذه الإحصائيات فقط التي وصلت إلى مركز المنظمة في السليمانية وأطرافها لكن هناك آلاف الحالات الأخرى لاتصل إلى المنظمة.
وعبر اعضاء اتحاد الرجال في اقليم كردستان عن اسفهم لارتفاع معدل العنف ضد الرجال، وطالبوا بوضع حد لهذا الارتفاع، وقالوا إن الإحصاءات لا تمثل سوى الحالات التي تم توثيقها من قبل الاتحاد، في الوقت الذي لم تفتح فيه حكومة الإقليم تحقيقا في تلك الحالات والأرقام المفزعة لارتفاع حالات العنف الاسري التي باتت تهدد النسيج الاجتماعي وتهدد بناء الاسرة وتماسكها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة