نجاح المولى : كرة القدم تستهويني واشجع الزوراء وبرشلونة جائزة موازين اسهمت في تعزيز رصيدي ودفعتني إلى الأفضل

يتحدث لـ «الصباح الجديد»:

بغداد ـ فلاح الناصر:

بين الرياضة والإعلام، تفرض اسماء حضورها الإيجابي، تحرص على تقديم الافضل، سواء في الفعاليات الرياضية، او عبر وسائل الإعلام بتفرعاته، ومذيع الإخبار، نجاح المولى، يطل بمهنية عالية عبر شاشة قناة العراقية، مذيعا لنشرة الأخبار مع رفاقه العاملين.
والمولى، الذي طرق أبواب الإعلام في 2008، كانت له حكايات مع القطاع الرياضي، ولما لحلاوة الحديث عن الرياضة ونشرات الأخبار، وما يتطلبه المذيع من مؤهلات ليكون جديراً بالتعامل مع الشاشة والجمهور المتلقي، التقت «الصباح الجديد»، المولى:

  • ما الذي تفكر فيه حين تقدم نشرة إخبارية إلى مشاهدي القناة باعدادهم الهائلة وتنوع افكارهم؟
    ـ لا يمكنك أن تفصل العمل الإعلامي عن المتعة سواء كنت مراسلاً أو مذيعاً ومقدماً أو محرراً أو اي عمل في فنون الصحافة والإعلام الأخرى .الشعور الممتع في نقل وقراءة الأخبار يقربك كثيراً من المتلقي حينها ستشعر أنك إزاء أمانة لابد من إتقانه حتى تصل كما هي بعيداً عن صياغة الخبر أو سياسته وطريقة طرحه.
    العراقية تمثل النافذة الإعلامية للدولة وبما أن (الحكومة) جزء من الدولة كان جمهورها واسعاً.الحديث هنا عن تناول الأخبار الحكومية من مصادرها الحقة. لذلك قد يختلف بشأنها المتلقي وتتعارض الروئ بما تطرح من أخبار لكن تبقى مصدراً مهماً من مصادر إستحصال المعلومة الدقيقة وشاشة مهمة حتى وأن أستعرضت مادتها الإعلامية على فئات مجتمعية قد لايروق لبعضها ما تطرح مثلما قلت.
  • كيف تجري صناعة المذيع الإخباري المحترف؟
    ـ أن تكون مذيعاً محترفاً عليك أن تعمل في مؤسسة محترفة.العمل الإعلامي بطبيعته عمل تكاملي بوصفه سلسلة حلقات من عاملين تؤدي بالنتيجة إلى منجز إعلامي،وعلى ذكر الإحتراف يحصل لبس في الإصطلاح،لايعني مطلقاً أن تقدم عملاً متميزاً لكنه ملوث وملغوم إخبارياً وحوارياً والشواهد هنا كثيرة سيما في القنوات التي توصف بأنها(محترفة). الإحتراف إكتمال عدة الصحفي أو الإعلامي من لغة وإسلوب حوار وحضور والأهم من ذلك هو كيفية إقناع الآخرين بما تقدمه حتى وأن كانت سياسة القناة تنتهج نهجاً معيناً مؤشر لدى المتلقّى على أنه نهج سلبي عندها تكشف ( إحترافية) المذيع.
  • كيف ترصد نجاحاتك؟
    ـ أن تكون مؤثراً بالآخرين،عارفاً بقدراتك وعطائك.ولابد من قراءة نجاحك من خلال كلام الناس وأراء المتابعين ،أن تعرف نجاحك من خلال نقد بناء لأحد المهتمين،كل هذه مؤشرات نجاح حتى وأن كان بعضها مجاملة.
  • من اين يبدأ نجاح الإعلامي؟
    ـ من إحترام نفسه والمهنة،والبدايات المهمة غالباً ما تنتهي بنهايات أكثر أهمية( نهايات المنجز) والبداية تعلم من تجارب ناضجة سبقته، أن يثق بأدواته وشخصيته لا أن يتعكز على ( الصدفة) التي خلقته!.
  • هل للتراكم المعرفي اثر في بناء شخصية الإعلامي»المذيع»؟
    ـ ليس كل المذيعين بإستطاعتهم إدارة حوار وهذا يعتمد بالأساس على الثقافة والمعرفة والإحاطة بجوانب الموضوع المستهدف حوارياً،وربما الساحة الإعلامية العراقية تفتقر إلى هذا النوع من المذيع إلا البعض المجتهد.سيما وأن الإعلام الحداثوي يعرِّف المذيع على أنه محرر ومقدم برامج في آن واحد.ومثلما تعرف أن النشرة الخبرية تتضمن في طياتها حواراً في مضامين شتى ولابد من إتقاد ذهن المذيع فيها خصوصاً وأن الأحداث الطارئة التي تقتحم النشرة من تغطيات أو أخبار عاجلة يترتب عليها حواراً ما تجعل من المذيع واسع المعرفة وعلى دراية بالأمر وإلا وقع في المحظور!.
  • كم من الشهرة يستطيع ان يحصل عليها المذيع الذي يتعامل مباشرة مع المشاهدين، مقابل ذلك.. هل هنالك ضرائب للشهرة؟
    ـ وربما تكون الشهرة هي أساس دخول البعض في هذا العالم(عالم التلفزيون)، الشهرة قد تكون نتيجة حتمية لكل العاملين في حقل الإعلام المرئي ليس المذيع فحسب، لكن لايمكن إتخاذها على أنها الأساس، البعض لا يدخر جهداً لإتساع رقعة معجبيه، لكنه بخل في تطوير قدراته ومهاراته الإعلامية، ولربما يعود هذا إلى كثرة مواقع التواصل الإجتماعي وإرتباط الإعلاميين بها إرتباطاً وثيقاً.أن تصبح مشهوراً لتحقيقك منجزاً إعلامياً خير لك من إبهار المعجبين بمظاهر شكلية أو تصرفات لا مسؤولة، الشهرة تأخذ منك الكثير إذا جعلتها أساس عملك.
  • كيف هي درجة تفاعلك مع مواقع التواصل الاجتماعي، ماذا استفدت من ردود الجمهور؟
    ـ لا مفر من مواقع التواصل الإجتماعي، سيما وأنها تقرب المسافات كثيراً بين المذيع أو العمل في حقل الإعلام عموماً وبين المتلقين والمتابعين، في هذه المواقع ستتعرف على وجهات نظر متباينة فيما تقدم من مادة إعلامية أو على المستوى الشخصي من أداء وظهور واطلالة. في العالم الإفتراضي نلت الكثير، تعرفت على صداقات مهمة على صعيد المهنة أو من متابعين لا أعرفهم شخصياً ولم التقي بهم، في عام ٢٠١٦ تبنت وكالة موازين الإخبارية إستفتاءً شعبياً لمعرفة الأفضل آنذاك ، في حقل المذيعين كنت أحد الأسماء المطروحة للتصويت عليها(طبعاً الأسماء المطروحة للتصويت في الإستفتاء تم إنتخابها من قبل لجنة تضم في طياتها أسماء مهمة في عالم الصحافة والإعلام)، تكلل التصويت الشعبي لحصولي على أفضل مذيع إخباري لذلك العام، كانت محبة الناس وإهتمامهم وتصويتهم لي ملفتة للنظر،عرفت حينها مدى أهمية هذا العالم الإفتراضي وأن كان البعض لا يعترف بمخرجات آلية التصويت بوصفها آلية شعبية وبالتالي يمكن أن يتحشد الأصدقاء والأقارب للتصويت على أسم معين، لكن على العموم تبقى مكسباً مهماً يكشف محبة الناس ومتابعتهم وتشخيصهم للعمل المميز.
  • ممن كسبت خبرات.. ؟
    ـ الظهور المتواصل على الشاشة بإستمرار والتفاعل مع النشرات والمواقف الطارئة يكسبك خبرة ممكن أن تتراكم بشكل إيجابي إذا ما أحسنا التعامل معها، وعليك أن لا تكتفي بنفسك، تابع كبار المذيعين وتعلم منهم، سيما من تلك القنوات التي تشهد حركة إخبارية على مدار الساعة، لاتتطلب قراءة الأخبار (إذا ما تحدثنا عن السرد الخبري) خبرة بقدر تعلق الأمر في كيفية إدارة الحوار، والتمتع بإمكانية ممكن أن تؤهلك لهذا الغرض.
    فيما يتعلق بالدورات التدريبية فأنها قطعاً مهمة للغاية إذا كانت على إيدي مذيعين ماهرين، اواصل إكتساب الخبرة من متابعة مذيعين عرب معروفين بالتميز أمثال عبد القادر عياش وجمال ريان أيضاً طالب كنعان وآخرين.
  • حدثنا عن قصتك مع عالم التلفزيون، وكيف التحقت بالعمل المرئي، هل تأثرت بمذيع سابق؟
    ـ دخلت عالم الصحافة والإعلام في عام ٢٠٠٨ بدأت مراسلاً في قناة العهد ، حتى أصبحت مذيعاً في إذاعة الجماهير عام ٢٠١١ مع أن عملي كمراسل لم يتوقف، كنت أكمل واجباتي في قسم المراسلين في القناة الواقعة في منطقة الكرادة من ثم أتوجه إلى الإذاعة في حي القادسية، عانيت كثيراً من مشقة العمل والطريق، تجربة الإذاعة كانت مفيدة جداً تعرفت على مذيعين ومذيعات متمرسين.
    إستفدت منهم الكثير، سيما في اللغة والأداء، منهم المذيعة، هناء حسين والمذيع، مصطفى مهدي، أستمريت على هذا الحال حتى عام ٢٠١٢، في ذات يوم كنت عائداً من مبنى البرلمان إلى القناة بعد إنجاز المهام الموكلة لي، وبينما أستمتع بوقت الراحة قبل البدء في كتابة التقرير إتصل بي مسؤول قسم المراسلين في القناة آنذاك الصديق الدكتور ،محمد الواضح، يطلب مني التهيؤ لقراءة نشرة أخبار الرابعة لان مذيع الرابعة، غزوان فيصل، حصل طارئ معه ولا يستطيع المجيء! صعقت من الطلب لم أدخل الإستوديو من قبل إلا للتفرج عليه وعلى معداته، قال لي: أنا واثق أنك ستنجح (كان يعلم أني مذيعاً إذاعياً بسيطاً)، قلت له: دكتور أحرجك وأحرج نفسي، قال: لا عليك ستنجح.
    وفعلاً قام مخرج النشرة آنذاك الاستاذ، علي دانا، بإقناعي إيضاً، نزلت للإستديو وسط تشجيع الزملاء العاملين بالقناة وبدأت قراءة النشرة، بعد كل فاصل أو تقرير يدخل الزملاء للإستوديو ويقولون:عفية عليك .
    بعد نهاية النشرة وقد كان وقتها نصف ساعة، جاءني سكرتير التحرير آنذاك ، حسين الياسري، وقد قال لي: ادعي لغزوان المدير العام الدكتور (مشتاق عباس معن)، اتصل وابلغهم ان اسمي ينزل من الان بجدول المذيعين.
    فرحت كثيراً وكانت إنطلاقة مهمة، بعدها بسنة تقريباً تقدمت للعمل في قناة العراقية، وتم قبولي باشراف الزميل، عباس عبود، الذي فتح الآفاق على مصراعيها وله الفضل الكبير في تنمية قدراتي ومهاراتي المهنية.
  • تخصصك الاكاديمي، ماذا اضاف اليك؟
    ـ تخرجت من كلية الآداب/ قسم الفلسفة سنة ٢٠٠٣،تخصص بعيداً عن الإعلام أكاديمياً برغم أن العمل الإعلامي لا يرتبط من قريب أو بعيد بدراسة الإعلام حصراً،وإذا تفحصت الناجحين في الإعلام أو الذين لديه بصمة مؤثرة ستجد أن أغلبهم ليسوا خريجي إعلام، ممكن أن تكون الفلسفة متداخلة بالإعلام بوصفها أم العلوم وكما تعرف البعض يتخصص بمادة فلسفة الإعلام في الدراسات الإعلامية،إذا كنت إعلامياً أكاديمياً أو إعلامياً لكنك درست الطب أو الهندسة أو الإدارة والإقتصاد لا تضفي عليك شيئاً قدر تعلق الأمر بك شخصياً، الإشتغال على نفسك وقدراتك وموهبتك كفيلة بإضافة ميزات تجعل منك ناجحاً ومؤثراً.
  • هل للقراءة مجالاً في اهتماماتك، واي القراءات تفضل، من كاتبك المفضل؟
    ـ القراءة، لايمكن أن يُحدد لها كاتب مفضل إلا اذا كانت قراءات في أدب معين أو فكر أو دراسة ما، صحيح أن المادة المقروءة تتشكل أهميتها من إسم كاتبها لكن ليس بالضرورة أن تتقولب على قراءة معينة أو إتجاه معرفي بناءً على إسم ذلك المؤلف، القارئ يبحث عن مؤلَـف يتزود منه معرفياً وثقافياً حتى وأن كاتب سطوره ليس من ذائعي الصيت، ولا أعتقد أن مثقفاً ما يقرأ بإتجاه واحد كأن يكون أدبياً أو سياسياً أو إسلامياً، ممكن أن يكون أحد هذه الإتجاهات مهتم بها أكثر من غيرها.
  • هل مارست الالعاب الرياضية، اي الفعاليات الاقرب اليك، هل تتابعها حاليا؟
    ـ كنت ممارساً لكرة القدم على مدى سنوات طوال، فلعب لفريق أشبال نادي الكرخ كلاعب وسط، وفي فريق التحدي الشعبي المعروف في منطقة الشعلة بقيادة المدرب حسن عبود، بعدها أبعدتني إلتزامات العمل والحياة بصورة عامة، بين وفترة وأخرى ممكن أن أستعيد الممارسة لكن ليست بصورة مستمرة. برغم هذا أصنف نفسي واحداً من أهم متابعي كرة القدم، وأحرص على مشاهدة مباريات فريقي المفضل محليا زورائي، أعشق هذا النادي كثيراً، عربياً بصراحة غير مهتم لكن اتابع المباريات الكبيرة سواء في الدوري المصري أو السعودي، على المستوى العالمي( برشلونة الإسباني) هو المفضل ، احرص على نجاحاته ربما أكثر من رئيس النادي ، جوسيب ماريا بارتوميو.
  • مواليد برجك، هل تقرأ ما يقوله يوميا، تؤمن به؟
    ـ أنا من مواليد برج الجوزاء، يقال أن أصحابه مزاجيون ولهم عالمهم الخاص، لكن لا أهتم بمتابعة تفصيلاته على الأغلب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة