شيدت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر
متابعة ـ الصباح الجديد :
أعلنت فرق الإطفاء في العاصمة الفرنسية امس الثلاثاء أنّ الحريق الضخم الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام في باريس مساء امس الاول الإثنين ودمّر أجزاء كبيرة منها بات «تحت السيطرة» وتم «إخماده جزئياً».
وقال المتحدث باسم فرق الإطفاء الليفتنانت كولونيل غابريل بلوس لوكالة فرانس برس إنه «تمت السيطرة بالكامل على الحريق. لقد أخمد جزئياً، وهناك بؤر لا تزال مشتعلة نعمل على إخمادها».
والحريق الضخم الذي لم تعرف أسبابه حتى الساعة اندلع قبيل الساعة السابعة مساء في الكاتدرائية الباريسية التاريخية وقد أدّت النيران إلى انهيار برج الكاتدرائية القوطية التي شيدت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر والبالغ ارتفاعه 93 مترا، وسقفها.
وشارك حوالى 400 إطفائي في مكافحة النيران ومحاولة إنقاذ برجيها الأماميين، وهو ما تمكنوا من تحقيقه قبيل منتصف الليل.
وأفادت فرق الإطفاء أنّ الحريق «مرتبط على الأرجح» بورشة الترميم التي تشهدها الكاتدرائية البالغ عمرها 850 عاماً والمدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي منذ العام 1991.
وعاشت باريس امس الاول الاثنين، يومًا أسود بعد احتراق كاتدرائية نوتردام التاريخية، التي تعد أحد أهم معالم المدينة منذ إنشائها قبل 700 عامًا.
وتعتبر كاتدرائية نوتردام، التي تعني «كاتدرائية سيدتنا «مريم العذراء»، من أشهر رموز العاصمة باريس، وتقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة على نهر السين، أي في قلب باريس التاريخي.
ويمثل المبنى الذي تم الانتهاء منه عام 1345 تحفة الفن والعمارة القوطية، الذي ساد القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر، ويُعد من المعالم التاريخية والمعمارية في فرنسا ومثالًا على الأسلوب القوطي الذي عرف باسم «أيل دوزانس».
وأثار احتراق كاتدرائية نوتردام التاريخية في باريس ردود فعل واسعة على الصعيد الدولي، وأعرب العديد من قادة العالم عن صدمتهم وحزنهم وتضامنهم مع الشعب الفرنسي.
وكتب الأمين العام للأمم المتحدة في تغريدة على «تويتر»: «أصبت بصدمة من رؤية الصور من باريس، حيث التهمت النيران كاتدرائية نوتردام»، مضيفًا أنَّ أفكاره مع الشعب والحكومة الفرنسيين».وأما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فكان أول من أبدى رد فعله على الحادث عبر حسابه على «تويتر».
وكتب ترامب أنَّه اتصل بممثلي السلطات الفرنسية، وقال «هذا مفزع ويبدو أنَّها ستحترق كليًا. وهي جزء من ثقافتنا وحياتنا»، مشيرًا إلى أنَّ هذه الكاتدرائية لا مثيل لها في العالم.
وأعرب الفاتيكان أيضًا عن صدمته إزاء الحادث، وقال المتحدث باسم الحبر الأعظم «إن الفاتيكان يشعر بحزن عميق، ويعبر عن تضامنها مع كاثوليك فرنسا ويصلي من أجل رجال الإطفاء الذين يبذلون قصارى جهودهم».
وصدرت ردود فعل مماثلة عن عدد من الزعماء الأوروبيين. وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: «أفكاري مع الشعب الفرنسي اليوم ومع هيئات الإغاثة التي تحارب هذا الحريق المروع في كاتدرائية نوتردام».وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «أفكارنا مع أصدقائنا الفرنسيين»، ووصف كاتدرائية نوتردام بـ «رمز فرنسا وثقافتنا الأوروبية».
ويأتي ذلك بعد أن اندلع حريق في أحد أشهر المعالم التاريخية للعاصمة الفرنسية كاتدرائية نوتردام المدرجة على قائمة التراث الثقافي العالمي لمنظمة اليونيسكو، والتي يعود بناؤها إلى القرن الـ 12.