قمة عراقيةـ مصرية ـ أردنية في القاهرة لتحقيق طفرات اقتصادية

بغداد – الصباح الجديد :

يشهد مقر رئاسة الجمهورية المصرية (قصر الاتحادية)، اليوم الأحد، جلسة مباحثات مصرية أردنية عراقية، بين كل من الرئيس  عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف، في تصريح صحفي، إن “في صدارة الملفات التي تطرح على طاولة النقاش في القمة الثلاثية دعم التعاون الاقتصادي بين دول العراق ومصر والأردن”.

وأضاف، أن “الملفات التي ستطرح في هذه الزيارة تأتي في سياق البرنامج الحكومي الذي يعمل ويركز على إعادة الإعمار والاستثمار في عموم العراق”.

من جانبه، بين عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية فرات التميمي أن “مصر والأردن لهما دور كبير في المنطقة العربية والإقليمي والدولي الذي يحتم على العراق بناء علاقات ثنائية قوية بين هذين البلدين”، معتبرا ان “القمة الثلاثية مهمة للعراق في المرحلة الحالية”.

وبشأن استكمال المحادثات بين هذه الدول الثلاث لمد أنبوب النفط من العراق إلى الأردن ومن ثم إلى مصر أكد التميمي، أن “هذه القضايا تتعلق بأمور فنية بين اللجان المشتركة بين البلدين لرسم وتحديد آلية العمل بهذا المشروع”.

وأشار التميمي، إلى أن “مصر صاحبة فكرة عقد قمة ثلاثية تجمع العراق ومصر والأردن في القاهرة لتقوية العلاقات الاقتصادية ومحاربة ومكافحة الإرهاب والتطرف، فضلاً عن الجوانب السياسية بما يعزز تواصل العراق مع محيطه العربي والعمل على تقويته بشكل أكثر”.

ووقعت الحكومتان العراقية والأردنية في شهر شباط الماضي 14 اتفاقاً اقتصادياً بين البلدين بحضور رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ونظيره عمر الرزاز في منطقة حدودية بين معبر الكرامة الأردني، وطريبيل العراقي.

واتفق الطرفان على ان يتم البدء بالدراسات اللازمة لمد مشروع أنبوب النفط العراقي- الأردني؛ الذي يمتّد من البصرة مروراً بمنطقة حديثة ومن ثم إلى ميناء العقبة، وذلك لتمكين العراق من تنوع منافذ تصدير النفط لديه.

كما نصت الاتفاقية على تزويد العراق الأردن بـ(10) آلاف برميل يومياً من نفط كركوك.

وكانت وزارتا النفط والطاقة في كل من العراق والأردن قد وقعتا في 15 تشرين الثاني للعام 2015 مذكرة تفاهم للتعاون في مجال النفط والغاز الطبيعي واتفقتا في الثاني من نيسان 2017 على إقامة مشروع أنبوب النفط البصرة – العقبة الأردنية بتكلفة نحو 5.6 مليار دولار.

ويقدر خبراء في مجال النفط أن المسافة تقدر بـ 1700 كيلو متر لمد هذا الأنبوب الذي يمر عبر مرحلتين، الأولى تمتد من البصرة إلى حديثة في غرب العراق، والثانية تمتد إلى ميناء العقبة لتصدير النفط إلى باقي دول العالم.

وتعود هذه المفاوضات إلى عام 2013 بين العراق والأردن بعدما أعلن رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية عن عقد اجتماع أردني-عراقي بمدينة العقبة، لمناقشة التفاصيل النهائية لمشروع مد خط أنبوب النفط من حقل الرميلة من جنوب العراق إلى العقبة.

وكانت مصر قد اتفقت مع العراق في شباط 2017 على استيراد مليون برميل من النفط الخام شهرياً لمدة عام لكن الاتفاق لم ينفذ.

وكان وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا قد أعلن في الخامس من شهر شباط الماضي أن بلاده جددت اتفاقية استيراد النفط الخام من العراق بواقع مليون برميل شهرياً خلال 2019.

وبينما أكد الديوان الملكي الأردني، أمس، مشاركة الملك عبد الله الثاني، نوّه إلى أن “القمة ستركز على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الأردن، ومصر، والعراق، إضافة إلى بحث آخر المستجدات التي تشهدها المنطقة”. وكذلك أعرب رئيس وزراء العراق عن تطلعه إلى أن تسهم القمة في “تنظيم العلاقات وتعميقها”.

والتقى السيسي، عبد المهدي، أمس، في القاهرة في لقاء ثنائي، واستهلّ مؤتمراً صحافياً مشتركاً بينهما بتوجيه “العزاء للشعب العراقي والحكومة العراقية في حادث غرق عبارة الموصل”.

وأشاد السيسي باختيار عبد المهدي لمصر “لتكون أولى زياراته الخارجية، الأمر الذي يعبر عن المكانة الغالية التي تحتلها مصر لدى العراق، ويعكس بالمثل الاهتمام البالغ الذي توليه مصر لعلاقاتها المتميزة مع العراق”.

كما عدّ السيسي اللقاء فرصةً للاحتفال “بما حققه العراق حتى الآن بسواعد أبنائه من مختلف فئاته وأطيافه من إنجازات في سبيل تحقيق أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وتحرير المدن العراقية من سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي بعد سنوات طويلة واجه العراق خلالها تحديات جسيمة وظروفاً بالغة الصعوبة”.

ودعا الرئيس المصري إلى “ضرورة استكمال الجهود العربية والدولية لمحاربة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله”، وقال إنه “لا سبيل للقضاء على هذا الوباء اللعين إلا بالمواجهة الشاملة، بما في ذلك التصدي بحزم لكل من يدعم الإرهاب والتطرف بالمال أو السلاح أو بتوفير الملاذ الآمن له أو حتى التعاطف معه… كما أدعو المجتمع الدولي لوضع آلية فعالة للتعامل مع ظاهرة انتقال المقاتلين الإرهابيين الأجانب من مناطق النزاع وانتشارهم في باقي دول المنطقة، باعتبارها إحدى توابع ظاهرة الإرهاب، التي باتت تؤرقنا جميعاً بعد النجاح في دحر (داعش)”.

وأشار السيسي، إلى أنه لمس من رئيس الوزراء العراقي رغبة في “استكمال جهود بناء عراق جديد قوي وواعد يفتح ذراعيه لأبناء الوطن كافة، ولتحقيق مزيد من الانفتاح تجاه تعزيز العلاقات مع مصر وكل الأشقاء العرب، وتطوير علاقات التعاون والتكامل الاقتصادي فيما بينهم”.

وأكد أن “موضوعات التعاون الاقتصادي تحظى بأولوية متقدمة، انطلاقاً مما لدى البلدين من قدرات، ورغبة في الاستفادة من الإمكانيات والخبرات المتاحة على الجانبين في مختلف المجالات، ولا سيما الإسهام في إعادة إعمار المناطق العراقية المحررة في ظل وجود العديد من الشركات ورجال الأعمال المصريين الذين سبق لهم العمل بالسوق العراقية، إلى جانب تجربة مصر في إقامة مشروعات قومية كبرى في الآونة الأخيرة”.

من جهته أعلن رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي، أن بلاده “تتطلع إلى تنفيذ حزمة من المشروعات القادمة مع مصر في مختلف المجالات على رأسها التعاون في مجالات الإسكان والثقافة والتعليم والنقل، مبدياً أمله في تطور العلاقات بين البلدين إلى الأفضل دائماً”.

وقال عبد المهدي، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس المصري، عقب مباحثاتهما، أمس، إن هناك “رغبة وإرادة مشتركة لقيادتي وشعبي البلدين للمضي قدماً في تعزيز العلاقات وتطويرها في المجالات كافة”

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة