لم تتبلور بعد اية حلول جاهزة لانهاء الخلافات السياسية في العراق ولاتعدو التصريحات التي تنطلق من هنا وهناك لممثلي الاحزاب والمكونات في العراق سوى كونها محاولات لتهدئة الاجواء وهناك من يراها رسائل لطمأنة الرأي العام من اجل الانتقال الى مرحلة اخرى تختلف فيها الوسائل والاهداف ويبدو ان العراقيين باتوا يدركون عدم مصداقية الكثير من هذه التصريحات والتطمينات لانهم ايقنوا ان مايتحدث به هؤلاء امام وسائل الاعلام شيء ومايجري الحديث عنه في الغرف السياسية المغلقة شيء آخر فثمة اتفاقات غير معلنة يتم حسمها في هذه الاجتماعات من دون ان يتم الاعلان عنها امام الرأي العام لغايات سياسية مما افقد الكثير من نقاط الالتقاء بين الشارع وبين المجموعات السياسية التي تتحرك وتأخذ على عاتقها ادارة الازمة في العراق ..وعلى وفق هذه الرؤية وفي ظل هذه المساحة المشوشة تخرج علينا بين حين وحين آخر مشاريع متعددة تتبناها دول وعواصم بغطاء اقليمي وعلى وفق مصالح دولية او مذهبية فهناك اليوم من يتحدث عن مؤتمر في جنيف لطيف واحد من اطياف الشعب العراقي يريد سحب البساط واستباق مايجري الاعداد له في الداخل منذ شهور طويلة ونعني به مشروع التسوية الوطنية او التاريخية المتبنى من قبل التحالف الوطني فيما يتحدث آخرون عن رؤية اميركية جديدة في المنطقة مع مجيء ترامب الى السلطة لابد من انتظار تبلورها قبل الحديث عن اية تسوية جديدة في العراق ووسط هذا القلق وهذا التعدد في المشاريع سيدرك القادة في العراق اجلا او عاجلا ان ابقاء الخيارات مفتوحة الى مالانهاية سيكلف العراق كثيرًا من التضحيات وسيسهم في هدر الوقت وتمديد الحقب الزمنية لحسم الكثير من الملفات وكان يمكن للفرقاء ان يجتمعوا على موائد الحوار والتحضير لمؤتمر عام وموسع يبعدون فيه التأثيرات الاقليمية والدولية قدر المستطاع ويستحضرون فيه الاستحقاقات الوطنية بكل صراحة وشفافية من اجل الخروج بنتائج ايجابية تطمئن الشارع العراقي وتضمن حلولا داخلية سريعة تخفف من معاناة شرائح مختلفة من الشعب العراقي تتلظى كل يوم بالاثار الكارثية للارهاب والفساد من نزوح وتهجير وتفجير وفقر وتهميش وفقدان للامال في تغيير واقع العراق وهكذا يبدو مشهد التسوية في العراق مشهداً مبعثراً تتقاذفه مصالح الداخل والخارج من دون أي تحضير او تحديد لاهم المشكلات التي يجب تضمينها بارادات وطنية لا ارادات خارجية تريد خلط الاوراق والعودة الى المربع الاول ومصادرة التضحيات ومنح الفرصة من جديد للمجرمين والقتلة في تقرير مستقبل العراق.
د.علي شمخي
مشاريع التسوية!
التعليقات مغلقة