بارقة أمل

اثار قرار اسقاط الدعاوى القضائية المقامة بحق القاضي رحيم العكيلي رئيس هيئة النزاهة السابق ومن ثم تعبيد الطريق امام عودته الى البلاد اثار ردود افعال ايجابية بين اوساط الرأي العام العراقي ودلل على وجود توجهات جديدة في تفكير السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية تأخذ بنظر الاعتبار اهمية تطبيق القيم والشعارات التي رفعها دعاة الاصلاح والتغيير على مدى الاربع سنوات الماضية وكان الجميع محتاجا الى خطوات عملية كي يرى تجسيدا فعليا لما نادى وينادي به زعماء واحزاب وكيانات لهذه الدعوات وفي الوقت الذي مثلت فيه عودة القاضي رحيم العكيلي شجاعة في القرار بغض النظر عمن وقف وراء هذا القرار فان الاهم برأينا المتواضع ان تكون هناك دراسة مستفيضة لحالات اخرى مماثلة جرى فيها ممارسات تعسفية بحق اشخاص اخرين خدموا الدولة العراقية وكانت لهم مواقف منصفة وعادلة وشجاعة رفضوا فيها محاولات الابتزاز والخضوع للتهديد تم اقصاؤهم واجبارهم على ترك مناصبهم ومغادرة البلاد ولسنا هنا بصدد ذكر اسمائهم او اعدادهم ولكننا نبحث عن آليات جديدة تتحكم بمثل هذه التوجهات يمكنها ان تشكل نهجا جديدا في ادارة المؤسسات العراقية تعيد الحقوق لاصحابها وتكرم الشجعان والمتميزين وتطارد اللصوص والسراق وتخيف رؤوس الفساد الذين تكفلوا بحماية الفاسدين الاخرين او مارسوا دور الراعي والحامي لمظاهر الفساد في زوايا مختلفة ولابد هنا ان نطالب الجهات المعنية وعلى راسها السيد رئيس الوزراء التي تريد خلق وتوفير بيئة جديدة آمنة للمؤسسة العدلية بعيدة عن الضغوطات ان تعمل في الوقت نفسه على مراجعة جميع الملفات القضائية التي اثارت جدلا واسعا واتهامات لجهات سياسية بالوقوف وراءها والتعامل معها وفقا للمصالح السياسية والكشف عن محاولات تطويع القضاء لاغراض سياسية بالتعاون مع متنفذين تخلوا عن نزاهتهم واخلاصهم للشعب وللدولة العراقية وتعاملوا مع قضايا مهمة ومصيرية وفقا لرغبات احزاب وزعماء ودول اخرى تدخلت بشكل خفي في مسارات اصدار القرارات القضائية وتسببت في حرف العدالة عن مسارها والحاق الضرر بسمعة القضاء والحكم على ابرياء بالعقوبة والافراج عن متورطين بجرائم ثبتت ادانتهم ومساءلة هؤلاء ومحاسبتهم ومحاكمتهم ويمكن القول ان عودة القاضي رحيم العكيلي الى وطنه تشكل بارقة امل للعراقيين جميعا من اجل الخلاص من حقبة الغبن والتهميش والاقصاء والظلم والتطلع الى آفاق العدالة الحقيقية التي تؤسس للدولة القوية بكل عناوينها .

د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة