يعترف بسلسلة من الأخطاء القاتلة
الصباح الجديد ـ نينوى:
فيما انظار العالم تتجه الى منطقة الباغوز السورية، وتترقب الاعلان الرسمي عن القضاء المبرم عسكريا على ما كان يسمى بـ “الدولة الاسلامية في العراق والشام” كشف تنظيم داعش الارهابي اسباب هزيمته التي يرى انها اتت نتيجة سلسلة من الاخطاء القاتلة، بضمنها فتح النار على الجميع والقسوة المفرطة ضد خصومه وطرد المسيحيين وسبي الايزيديين وغيرها.
في هذا الجزء وهو الثاني يواصل الاعلاامي الداعشي سرد مماراسات التنظيم الإرهابي.
يقول “أرسل التنظيم رسالة إلى قساوسة النصارى يطلب منهم الحضور لاجتماع تتم فيه مناقشة وضع النصارى (حسب تسميته) داخل أراضي “الدولة الإسلامية”، لكن القساوسة رفضوا حضور الاجتماع، فأصدر التنظيم إعماما في اليوم التالي يدعو فيه النصارى للخروج من الموصل فوراً حيث خيرهم بين الجزية أو القتل أو الخروج، و أحدث هذا الحدث ضجة عالمية وبدأ الإعلام بكل أشكاله يتحدث عن المظلومية التي تتعرض لها أقلية المسيحيين”.
واضاف “لقد كان الأولى بالتنظيم عدم التسرع في تهجيرهم ومراعاة مآلات الأمور واعتباراتها واستغلال بقاء النصارى وعدم هربهم من الموصل بعد دخولها، حيث كان بالإمكان التواصل مع العائلات أنفسها (بعد رفض القساوسة) لمناقشة دفع الجزية وما لهم وما عليهم وإمكانية عيشهم في الواقع الجديد، لكن التنظيم قام بتهجيرهم ثم نصب سيارات على الطرق الخارجة من الموصل وجردهم من الأموال والذهب والسيارات وتركهم في الشارع”.
وتابع بالقول “احتجز التنظيم القنصل التركي مع موظفيه وكان عددهم ما يقارب 45 فرداً، حصلت خلال فترة احتجازهم مفاوضات بين التنظيم والحكومة التركية لم تفض إلى نتائج”.
منوها الى انه “بعدما أعلنت عديد من الدول على رأسها أميركا تشكيل تحالف ضد داعش، رفضت تركيا المشاركة فيه حسب ما صرح أردوغان في حينها، لكن التنظيم استعجل بعد موقف تركيا إلى إطلاق سراح المحتجزين مقابل أن تسمح تركيا بعبور ما يقارب 200 عنصر من المهاجرين إلى أراضي التنظيم فتمت الصفقة، فأعلنت تركيا بعدما اطمأنت على رعاياها مشاركتها في التحالف الدولي ووضع رقابة شديدة على الحدود لمنع عبور الإرهابيين”، عادا ان “مسألة المحتجزين الأتراك، كانت أول اختبار حقيقي للتنظيم في تعامله مع قضايا خارجية”.
ويرى الاعلامي الداعش ان “التنظيم بدا بعدها وكأنه اسْتُغْبِيَ من قبل تركيا وأنه فشل في إدارة هذا الملف الذي كان يمكنه استغلاله بطرق كثيرة، فحصلت بعدها ملامات بين قادة التنظيم عن كيفية إدارة القضية”.
ومضى بالقول “عمل التنظيم في أكثر من مرة على تبادل أسرى مع (المرتدين حسب تصنيف التنظيم) من قوات سوريا الديمقراطية لكنه وجد حرجا شرعيا في مبادلة الأسرى مع (مرتدي الشيعة)، علماً أن أسراه لدى حكومة بغداد أهم بكثير من أولئك الذين بادلهم مع أكراد سوريا، ولو استغل آلاف الأسرى من سبايكر و بادوش ومن بقي في الموصل لحرر بهم الآلاف من معتقلي السنة، وهذا خطأ في مراعاة الأوليات”.
مشيرا الى ان “قتل أسرى سبايكر وغيرها علنا، كان له أثر كبير في شحذ همم الشيعة للقتال وليس العكس، فما الفائدة من قتلهم إن لم يتحقق هدف بث الرعب أو غيره”.
ولفت الى ان “سبي الايزيديين اعترض عليه وبشدة (أبو علاء الأنباري وتركي البنعلي) وقيادات أخرى كـ «بسام سينا» مراعاةً لمآلات الأمور واعتباراتها، لكن الوضع المهمش الذي كان فيه (الأنباري) آنذاك بسبب تحميله مسؤولية الفتنة في الشام جعلت أحداً لم يصغ إليه، والتهميش نفسه تعرض له البنعلي، و لم يفكر التنظيم بالعواقب وهو حسب رأيي من أكبر الأخطاء كون الأيزيديين بعد عودتهم مع البيشمركة بدعم التحالف إلى المناطق العربية التي تركها التنظيم ارتكبوا فظاعات وأخذوا نساء ردا على ما حصل لهم، ولولا تدخل البشمرگة لمنع الايزيديين من سبي المسلمات لحصلت كوارث (وفق مزاعمه) فمن يتحمل هذه العواقب المترتبة على تلك الأفعال!؟”.
ولفت الى ان “المشهد الدموي الذي كان يستحوذ على إعلام التنظيم أفقده قوة الرسالة (بث الرعب) التي كان يروم إيصالها للداخل والخارج، لانه لم يستسغ عامة الناس كيفية وكمية مشاهد القتل و الذبح بطرق مختلفة التي كان يبثها التنظيم، حيث صار لها مردود سلبي على الداخل من حيث ملل الناس من التكرار وعلى الخارج من حيث فقدان إعلام التنظيم سمة الإرهاب وتخويف الأعداء، كما أن الحماس لمشاهدة الإصدارات بات ضعيفا”.
ومضى بالقول “أضف إلى ذلك أن قناة البيان ومجلة النبأ وبقية نوافذ التنظيم الإعلامية لم تكن على قدر المسؤولية بحيث تحدث تأثيرا كبيرا بين الناس، بل كان أغلب الناس يستمعون خلسة إلى قناة الكذب الموصلية، كما كانت قناة البيان لا تتعامل مع أي قضايا اجتماعية كالبطالة والفقر وشؤون الناس وغيرها، وتركيزها فقط على الشؤون الدينية وأخبار التنظيم مما جعلها مملة بالنسبة لعامة الناس”.
عادا ان ” فرض شعائر الدين بالقوة على مجتمع حديث عهدٍ بأحكام الدين كان له أثر سلبي في المجتمع، حيث كانت الحسبة تتبع أسلوب الغلظة لمن يخالف شعائر الدين، وصار الناس يطلقون لحاهم ويقصرون ثيابهم ويخمرون نسائهم خوفاً من الحسبة وليس اقتناعا بفرضية الفعل، والسبب يعود إلى الدعوة الضعيفة لرجال الحسبة والفشل الذريع لديواني المساجد والتعليم في أداء الأدوار المنوطة بهما”.
.. يُتبع بالجزء الثالث والاخير