صاحب (بوصلةُ القيامة) الفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربي هيثم الشويلي

الروائي هيثم الشويلي الحائز على المركز الثاني في مجال الرواية عن روايته (بوصلةُ القيامة) بجائزة الشارقة للإبداع العربي، الدورة السابعة عشرة 2014

حصل على المركز الأول في مسابقة محمد شمسي لعام 2008 التي أقامتها وزارة الثقافة العراقية عن قصته التي تحمل عنوان (وشمٌ في ذاكرة الأجيال) وصف في احدى لقاءاته موضوعة الكتابة ذاكراً «منذ أن ارتشفت الألم وشاهدتُ أبناء مدينتي يسقطون الواحد تلو الآخر في اتون حرب لا طائل منها على مدى ثمانية أعوام ، أحسست برغبة جامحة تجتاحني تغلي في داخلي وتفورُ كفوران التنور ، لم يكن أمامي سوى الورقة البيضاء لأفرغ عليها كل همي وما في داخلي ، فكنت كلما أختلي بورقتي البيضاء اتذكر تلك المقولة التي تقول لايجتمع اثنان إلا وثالثهما القلم».

التقيناه في قاعة نازك الملائكة فأخذنا من وقته قليلا كي تكون لنا معه وقفة قصيرة يتحدث لنا من خلالها عن روايته الفائزة بجائزة الشارقة وعن امنياته ورياضياته التي رسم معادلاتها على خطوط حياته ومسيرته بأكملها.

وقال في بداية حديثه: في كل سنة هناك اصدارات جديدة تشارك في مهرجان الشارقة وفي المجالات الادبية الست» الرواية والشعر والقصة القصيرة والنقد وادب الاطفال والمسرح» يحصل كل فرع من تلك الفروع على مراكز ثلاثة، انا حصلت على المركز الثاني في مجال الرواية عن روايتي بوصلة القيامة

كيف تمت مشاركتك في المهرجان هذا؟

المشاركات عادة ترسل عن طريق الانترنت تتضمن الاوراق الرسمية للمشارك اضافة الى « CD» بالعمل وبعد ان ترسل يتم تقييمها وفق لجنة مهنية، شارك «317» نصا من كافة الدول العربية تم استبعاد نصف الروايات (فيما يخص الجانب الروائي) ثم توضع امام مجموعة من النقاد من اكثر من دولة عربية منهم من المغرب ومن مصر اضافة الى الناقد العراقي صالح هويدي حيث يكون التقيم وفق مناطق القوى والضعف لكل عمل سواء رواية او قصة او نقد او شعر ..الخ.

هل كنت تتوقع لروايتك هذا الفوز؟ 

كنت متأكدا انها ستحصد المركز الاول فقد كتبتها بحرفية وكانت خالية من الثغرات

هل عرضتها على نقاد عراقيين قبل ان تقرر مشاركتها في المهرجان؟

لم اعرضها على النقاد العراقيين لأن النقاد العراقي يتبنى قضية الهدم لا البناء، لكني عرضتها على نقاد عرب وناقدة جزائرية استشكلت فيها قضية وجدتها تمس بالمفاهيم والمعتقدات الدينية فإحدى الشخصيات عندما تموت تهبط الملائكة عليها بأجنحتها البيضاء لتحملها الى الجنة لكني قلت لها حتى الملحدين يعرفون ان الجنة للخيرين والبطلة في الرواية اخذت الجانب الصالح والخير فأصريت على بقائها وكنت واثقا انها ستأخذ صداها وتحديت النقاد ان يجدوا فيها ثغرة من ناحية السرد لأني كتبتها بحرفية عالية، وكوني احمل شهادة بكالوريوس رياضيات فانا اغلق كل المنافذ الضعيفة لأني اعيب على طلابي اي خطوة فيها خلل يخص بناء معادلة ما، وبالتالي اتخذت هذا مبدأ لبناء السرد الروائي لان الرياضيات تدخل في كل شيء حتى في الجنس الروائي وبوصلة القيامة تتبنى قصة طفل يعاني من السوداوية والمرارة وفيها طبعا احداث ومفارقات كثيرة.

هل ذكرت السبب في سوداوية الطفل هذا؟

نحن العراقيون نؤسس لقيامات جديدة غير قيامة الله فلدينا قيامة المقابر الجماعية وقيامة الحرب العراقية الايرانية وقيامة الحصار الاقتصادي وهذه كلها تمثل قيامات، وانطلقت من هذا المنطلق، اذ تبدا السوداوية منذ رحم الام ويبدا السرد في صراع بينه وبين امه في الرحم، فالقصة فيها شيء من الفلسفة والخيال، واضفت اليها عناصر التشويق والغرابة وقد تكون واقعية في بعض المشاهد ففي وسائل التعذيب مثلا هناك جملة تقول «ثمة شخص يزن مئتي كيلوا فاغلق كل منافذ الهواء وشعرت ان قفصي الصدري يضغط على قلبي» وقد قرات قبلاً قصة بصفحتين كاتبها لم يتناولها بالصورة الصحيحة وقد نشرتها مجلة خالدون وهي عن معاناة ابن شهيد عراقي ووجدت ان هذه القصة تحتاج الى مديات اوسع وان نؤرشف لهذا الالم.

اول رواية هل تذكر متى كانت؟

اول رواية المراهق وقد جذبني العنوان حينها في عام 1999 ، واول مرة كتبت فيها كانت بالطبشور على السبورة في صف الثالث المتوسط وكانت العبارة «الحب عذاب قاتل الذباب» رأيت في عيني الست سعاد وكانت مدرسة لمادة اللغة الانجليزية ووجدت ان العبارة اثارت شيء من السخرية وخفت ان اقول انه انا وانطلقت من هذا، فقد وجدت ان الكتابات تضفي على المتلقي شيء من الامل والجمالية، وكتبت في الصف الرابع الاعدادي والخامس لكنها كتابات بسيطة ذكريات وامزق الورقة لكن الكتابة الفعلية بعد 2003 كانت هناك كتابات متواضعة لكننا كنا نخاف ان نعلن عنها وايضا لم ترتق الى مستوى الطموح بعد الفين وثلاثة هناك شيء من الحرية والمساحات التي يمكن ان تجعلنا نطير من الحرف والكلمة الى ابعد المديات.

ما الذي يمكن ان تصف به رواية بوصلة القيامة؟ 

كنت اقول ان من يود قراءة رواية بوصلة القيامة عليه ان يشحن رصيدا من الدموع كي لا يكون خارج نطاق اللذة لان الرواية مع انها اليمة لكنه الم لذيذ والكتابات العراقية مميزة لأنها نابعة من الالم هناك صديقة اماراتية حصلت على المركز الاول في مجال القصة اسمها لولوة المنصوري قالت لي حرفيا « انتم العراقيون اكتسحتونا في مجال الرواية ولا نستطيع اللحاق بكم» قلت لها ان السبب هو الالم فقلت لها خذوا الالم والابداع واعطونا رفاهيتكم.

هل لديك امنية على الصعيد الشخصي؟

امنيتي انجاز روايتي الباب الخلفي للجنة اجاول ان اربط بين الواقعية والخيال بنيت من خلالها مدينة افتراضية اسمها اسكولاس رفت عليها شعار ادخلوها بسلام امنين فكل شيء فيها مباح لا يوجد فيها محرمات فهي مدينة نموذجية للباحثين عن الحرية بعيدة عن الواقع لكنني سأجعلها حقيقة

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة