اعداد – زينب الحسني:
يعتقد الكثيرون أن الملابس الجديدة التي تم شراؤها تصلح للارتداء فوراً وليس هناك ضرورة لغسلها، ولكن الأطباء يرون عكس ذلك.
اذ حذرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية من ارتداء الملابس الجديدة بنحو مباشر قبل غسلها، تفادياً للإصابة بمتاعب صحية، نتيجة فيروسات وبكتريا تنقلها.
ونقلت الصحيفة عن الطبيب فيليب تييرنو قوله: إن «عشرات الجراثيم قد تصيب الإنسان وتسبب تعفنا في جسده، جراء ارتداء ثياب جديدة».
وقد تنتقل عشرات الجراثيم إلى الإنسان عبر الثياب الجديدة، ومرد ذلك أن قطعة اللباس الواحدة يقيسها عدد كبير من الزبائن قبل أن تباع لواحد منهم.
وعند إخضاع قميص للتجربة، اكتشف الباحث وجود إفرازات تنفسية، وسبب ذلك أن بعض الملابس التي وقعت تجربتها تحتك بأعضاء حساسة للإنسان.
ويطمئن الناس في الغالب إلى الثياب الجديدة بسبب كونها جافة ومحفوظة في محال أنيقة، إلا أن الأطباء يرجحون انتقال فيروسات تسبب مشكلات صحية مثل الإسهال ومتاعب المعدة وما يعرف بالبكتيريا الكروية والتي عادة ما يتم محاربتها عبر المضادات الحيوية.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذّرت في العام الماضي من أن البشرية تتجه صَوْب حقبة ما بعد المضادات الحيوية، التي يمكن فيها أن تؤدي الأمراض المعدية الشائعة والإصابات البسيطة مجدداً إلى الوفاة.
وذكرت المنظمة أن سبب ذلك راجع إلى أن المضادات الحيوية ستصبح أقل فاعلية في قتل العدوى البكتيرية، فيما يعرف باسم مقاومة المضادات الحيوية، وذلك بسبب زيادة جرعات استعمال المضادات الحيوية أو انخفاضها أو سوء استعمالها.
وقال فريق بحثي دولي في السابق إنه طور فئة جديدة من المضادات الحيوية، قادرة على علاج العدوى البكتيرية المقاومة للأدوية، والتي يصعب علاجها بالمضادات الحيوية التقليدية.
وقد كشفت خبيرة صناعة ملابس بحسب مجلة «إيلي» لانا هوج : أن غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها ضروري جداً حتى مع الملابس غير القابلة للتجربة كالملابس الداخلية والجوارب وملابس السباحة.
وقالت لانا هوج، إن الملابس التي تحتك بالجلد مباشرة أو التي ستتعرق بها مثل الملابس الرياضية والملابس الصيفية لأن التعرق يفتح مسام الجلد ومن ثم يمتص الجسم المواد الكيميائية، يجب غسلها لاحتوائها على الجراثيم من جراء الصباغة والعمليات الكيميائية التي يتعرض لها النسيج في أثناء الصناعة، ذلك لأن معظم الملابس تحتاج إلى إضافة مواد كيميائية في أثناء الغزل والقص والحياكة.
وأشارت إلى أن إضافة تلك المواد إلى الملابس تتسبب في تهيج الجلد واحمراره، ولا تستثنى من هذا حتى قطع الملابس القطنية أو الطبيعية 100%.
ولفتت هوج إلى أن «الصبغات تحتوي على الفورمالدهايد المسرطنة، والتي لا تدوم طويلاً على الملابس لذلك يصبح غسيل قطع الملابس هو الحل للتخلص من خطرها».
من جهة أخرى شددت ليندسي بوردون، طبيبة الأمراض الجلدية في المركز الطبي لجامعة كولومبيا على أهمية غسل الملابس قبيل ارتدائها، وأوضحت: «في أثناء عملية الشحن، يتم رش الملابس الجديدة بمواد حافظة، لتجنب ظهور العفن عليها وهذه المواد الحافظة تؤثر سلباً على صحة الجلد».
يعد الفورمالدهيد أحد المواد الحافظة التي يتم رشها على الملابس الجديدة لمنع ظهور العفن عليها وكذلك يسهم في جعلها مكوية.
نصائح لملابس أكثر اماناً
حاول البحث عن الملابس المصنوعة من القطن العضوي فهي بداية ممتازة لإيجاد ملابس أكثر أمناً وغير سامة، يمكنك أيضاً البحث عن الملابس OEKO-TEX بمعدل 100 موجودة علي الملصق لأنها تشير إلي اختبار هذه الملابس في مختبر مستقل وجدوا أنها خالية من المواد الضارة والأصباغ المسببة للحساسية .
ويشير الخبراء إلي ضرورة غسل الملابس الجديدة مرتين قبل ارتدائها ووضعها في دورة المجفف الساخن .
قد تحتاج أيضاً للحفاظ على صحتك عند تجربة الملابس الجديدة في المتجر إلى غسل اليدين بعد التسوق فهي فكرة جيدة عند التعامل مع الملابس الجديدة وذلك لغسل اي مواد كيميائية وملوثات أخرى.