” لا يوجد أي بلد أوروبي يشتري النفط ”
الصباح الجديد – متابعة:
اعتبر وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، أن العقوبات الأمريكية المفروضة حاليا على طهران أقسى من الحرب، التي خاضتها إيران مع العراق ثماني سنوات في الثمانينات.
وقال الوزير إن طهران لن تسمح للولايات المتحدة بوقف صادراتها النفطية، منتقدا موقف اليونان وإيطاليا لعدم شرائهما النفط من بلاده رغم حصولهما على استثناءات من واشنطن.
وقال زنغنه في تصريحات بثتها وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء امس: “لا يوجد أي بلد أوروبي يشتري النفط من إيران باستثناء تركيا”.
وعن عقد مقايضة النفط بالسلع الذي وقع بين روسيا وإيران، أوضح الوزير أنه “حسب العقد الموقع تحصل إيران على 50% من العائدات نقدا و50% على شكل بضائع من بلدان الاتحاد الاقتصادي الأورواسي” الذي تتزعمه روسيا.
ورفض زنغنه تقديم توضيحات في ما إذا كان عقد المقايضة مع موسكو لا يزال ساري المفعول.
وكان اعترف الرئيس الإيراني حسن روحاني، في اليوم الأخير من الشهر الماضي، أن بلاده تواجه أصعب وضع اقتصادي منذ 40 عاما، محملا العقوبات الأمريكية المسؤولية.
وقال إن مشكلة بلاده “تـَرجع بشكل أساسي إلى الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية”.، على حد تعبيره. ووجه الرئيس روحاني انتقادات لاذعة لمعارضي الاتفاق النووي، وقال إن سبب المشاكل التي تواجهها البلاد، بشکل رئيسي، هي “ضغوط الولايات المتحدة”، ودعا معارضي الحكومة إلى توجيه اللوم والإدانة للولايات المتحدة، بدلاً من إلقاء اللوم على الحكومة أو على النظام في إيران.
وأضاف: “لدى الحكومة حاليا مهمة صعبة لمواجهة مؤامرات الأعداء كي تستطيع مواجهة الضغوط الاقتصادية الكبيرة ضد الثورة الإسلامية”.
يشار إلى أن الرئيس حسن روحاني وأعضاء الحكومة يعتبرون أن الولايات المتحدة الأميركية هي السبب الأول والأخير وراء تدهور الأوضاع الحالية في إيران.
وكان نائب رئيس الجمهورية، محمود باقر نوبخت، قد صرح، قبل أسبوعين، بأن إيران “تواجه مشكلة کبيرة في صادرات النفط”، عازياً السبب إلى ما وصفه بـ”ظاهرة الشر الأميركية”، مشيراً بشكل خاص إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وعلى الرغم من إعلانه أن بلاده تواجه أصعب أزمة اقتصادية منذ 40 عاماً، زعم روحاني أن الولايات المتحدة تكبدت هزائم متلاحقة على المستوى السياسي والقانوني والنفسي فيما يتصل بالمواجهات التي بدأت منذ شهر يناير /كانون الثاني 2018، مشيراً بذلك إلى الاحتجاجات التي اندلعت في عموم المدن الإيرانية في ديسمبر (كانون الأول) 2017، ويناير (كانون الثاني) 2018.
كما أشار إلى انسحاب الإدارة الأميركية من الاتفاق النووي واستئناف العقوبات ضد إيران، والتضحيات التي قدمها الشعب الإيراني، مؤكدًا أن الولايات المتحدة “ستفشل في هذه الحرب وستلحق بها الهزائم، خاصة على المستوى الاقتصادي”.
وفيما يتصل بالعلاقة بين مؤسسة الرئاسة والحكومة من جهة والمرشد الأعلى من جهة ثانية، أكد روحاني أن اتباع سياسات المرشد الأعلى علي خامنئي ، هو ما يحمي البلاد في المواجهات الدولية التي تستهدف الإضرار بالنظام”.
وانسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران وأعاد فرض العقوبات عليها، سعيا لتغير السلوك الإيراني ووقف دعمها للميليشيات.
وهوت قيمة الريال الإيراني في الأشهر الأخيرة مما جعل من الصعب على المواطن العادي تلبية احتياجاته، مما تسبب بموجات احتجاجية عديدة ضد النظام الإيراني.
وقدم روحاني في وقت سابق، ميزانية الحكومة للعام الجديد 2019 إلى البرلمان، بعد فترة من المماطلة والتضارب في موعد تقديمها، وعزت الحكومة هذا التأخير إلى وضع تعديلات وإضفاء اللمسات الأخيرة على مشروع القانون.
ويبلغ حجم الميزانية 4700 تريليون ريال إيراني، وهو أعلى من الرقم الذي اقترحه روحاني في السابق، وهو 3700 تريليون ريال، لكن الميزانية الجديدة تبلغ فعليا أقل من نصف هذا المبلغ نظرا لضعف قيمة العملة المحلية.
وقال روحاني في ذلك الوقت، إن العقوبات الأمريكية سيكون لها تأثير على معيشة المواطنين والنمو الاقتصادي للبلاد
وزير النفط الإيراني: أثر العقوبات الأمريكية أشد من الحرب مع العراق
التعليقات مغلقة