الجوامع “كبّرت” والكنائس دقت نواقيسها في استقبال جثمان امير الايزيدية

تكريمًا للفقيد الراحل في قضاء شيخان
نينوى ـ خدر خلات:

شارك الآلاف من أهالي قضاء شيخان والمناطق المجاورة له من شتى المكونات والأديان، في استقبال جثمان أمير الإيزيدية في العراق والعالم، تحسين علي بك، الذي توفي يوم الإثنين الماضي، 28-1-2019، في أحد مستشفيات مدينة هانوفر الألمانية عن 86 عاماً بعد صراع مع المرض.
ومنذ ساعات الصباح الأولى اكتظت شوارع بلدة عين سفني (مركز قضاء الشيخان) بالمواطنين من أبناء القضاء ومن ومناطق أخرى ومن شتى المكونات والانتماءات الدينية والقومية والمذهبية، وكانت لافتات النعي والحزن بهذا المصاب يمكن رؤيتها في اغلب الأماكن بشوارع البلدة، فيما المئات من المواطنين وضعوا بطاقات ملونة تحمل صورة للأمير مع عبارات توديعية على كتفهم الأيسر للتعبير عن حزنهم.
وكان مريوان نقشبندي مدير العلاقات في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كردستان، قد أعلن على أن ممثلي ثمانية مكونات دينية يشاركون في مراسم استقبال جثمان أمير الإيزيديين تحسين بك، لدى وصوله إلى مطار أربيل الدولي.
وقال في تصريح صحفي إن “التعايش المشترك بين الأديان في نمو مستمر، ويشارك ممثلو ثمانية مكونات دينية يشاركون في مراسم استقبال جثمان أمير الإيزيديين حيث يرتدي كل منهم الأزياء التقليدية”.
وأشار نقشبندي إلى أن المكونات الدينية في إقليم كردستان تتبادل المشاركة في أغلب المناسبات والمراسم، مبيناً أن “هذا الاحترام لمعتقدات الآخرين في كردستان موضع سرور وفخر لنا”.
الصحفي والناشط الإيزيدي لقمان سليمان محمود قال لـ “الصباح الجديد” إن “خسارة الإيزيديين لا يمكن تعويضها بفقدان سمو الأمير تحسين بك، كما انه خسارة لكل أبناء المكونات الأخرى المحيطة بالإيزيديين سواء قضاء شيخان أو على مستوى كردستان والعراق”.
وأضاف “هذه الحشود التي لا يمكن معرفة عددها وربما تزيد عن 7 آلاف شخص وهي تنتظر وصول جثمان الأمير الراحل تؤكد انه كان شخصية يحظى بحب واحترام الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية”.
وأشار محمود إلى انه “على طول طريق نقل جثمان الأمير، من مطار أربيل وصولا للشيخان (مركز الإمارة الإيزيدية) كان هنالك حشود وتجمعات لاستقبال الجثمان الشريف”.
وأقيمت مراسيم رسمية في مطار أربيل لاستقبال جثمان الأمير تحسين بك، وحضرها رئيس وزراء إقليم كردستان السيد نيجيرفان بارزاني، وممثل عن الرئيس العراقي برهم صالح فضلا عن شخصيات رسمية وحزبية وإدارية من أربيل وبغداد، إضافة لممثلي اغلب القناصل في عاصمة إقليم كردستان أربيل، وممثلين عن شتى المكونات، وشخصيات إيزيدية رسمية واجتماعية.
ونوه محمود في حديثه إلى إن “بعض الجوامع في قضاء شيخان أطلقت صيحات التكبير من مكبرات الصوت لدى وصول جثمان الأمير الراحل، كما إن الكنيستين الموجودتين في شيخان قرعت نواقيسها لدى مرور جثمانه، وهذه الإجراءات هي للتعبير عن الاحترام والتضامن في هذه الأوقات، وهي دليل على مدى التماسك الاجتماعي بين مختلف المكونات من إيزيديين ومسلمين ومسيحيين”.
مبينا إن “الكثير من الذين شاركوا في استقبال جثمان الأمير هم ليسوا إيزيديين، لكنهم إخوة لنا في العيش المشترك، ونحن نعتز بمواقفهم ونقدر عاليا مشاركتهم لنا بهذا المصاب”.
وخلال المسير مشيا على الاقدام لمسافة تناهز 2 كليومترات، من بوابة مدينة عين سفني الى قصر الامارة الايزيدية، كان هنالك الالاف ممن ساروا برفقة الجثمان، فيما كانت النساء والفتيات يرمين بالورود على الجثمان، مع اصوات زغارد للتعبير عن الحزن والاحترام للفقيد الكبير، فيما كان يتقدم الجثمان جوقة من القوالين (رتبة دينية ايزيدية)، ثلاثة منهم يعزفون بالشبّابات (تشبه آلة الناي) ومثلهم يقرعون على الدفوف تقرع، فيما حاملات البخور يسبقن الجميع، ويحرقن بعض البخور بين الفينة والاخرى، وهذه احدى العادات الايزيدية في تكريم المتوفين من ذوي الشأن الكبير، علما ان الايزيديين يدفنون عامة الموتى منهم باستخدام عازف واحد للشبّاب ومثله لقرع الدف في اثناء نقل الميت الى المقبرة.
ومن المؤمل ان يتم ـ اليوم الثلاثاء ـ دفن جثمان الامير في احدى الباحات بقصر الامارة الايزيدية بمركز قضاء شيخان، على وفق وصيته قبل مماته.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة