الأعراف والتقاليد والشغب أبرز الأسباب .. ودعوات إلى تبني حملات تثقيفية

عزوف الأسر العراقية عن المدرجات
بغداد ـ حيدر عبد الجليل

تشهد المدرجات في الملاعب المحلية غياب تام عن حضور الأسر والعنصر النسوي لمتابعة مباريات فرق الدوري المحلي او المنتخبات الوطنية التي عادت للعب على الارض العراقية بعد قرار رفع الحظر عن ملاعبنا ، في وقت نجد حضور لافت للنظر للأسر العراقية في الملاعب الخليجية او الاسيوية في أي استحقاق للمنتخبات او الفرق العراقية ، هذا الامر ولد عدد من التساؤلات لدى اهل الشأن الرياضي والكروي ، الامر الذي دفعنا الى توجيه هذه التساؤلات الى عدد من المواطنين الذين لديهم اهتمامات رياضية وكروية فكانت معهم المحصلة التالية ، علنا نشخص السلبيات ونجد الحلول لكسب ثقة العوائل والعنصر النسوي للعودة الى المدرجات من جديد:

ضغط المجتمع
الامين المالي في الاتحاد المركزي للبولينغ عصماء عبد الحسين واحدى مشجعات نادي الطلبة اوضحت ان سبب عزوف العنصر النسوي عن ارتياد الملاعب هو الضغط الاجتماعي ، لاسيما من بعض المحسوبين على المشجعين ممن يطلقون العبارات المسيئة على اللاعبين او الحكام ، الى جانب النظرة السيئة التي ينظرون بها الى الأسر التي ترتاد الملاعب ، بأنهم متحررين ولا يبالون بالاعراف والتقاليد ، بعد ان كونوا فكرة خاطئة عن هذا الموضوع ، فالمدرجات ليست حكرا على الرجال فقط بل ان للعنصر النسوي الحق بالمؤازرة والتشجيع داخل الملعب كما هو الحال في اغلب بلدان العالم.

النظرة الاجتماعية
الموظفة في وزارة الشباب والرياضة منتهى عبد الرزاق، ابدت رأيها بهذا الموضوع قائلة : طالما كنت اتمنى ان اكون حاضرة على المدرجات لمتابعة المباريات خصوصا للمنتخب الوطني وفريقي المفضل نادي الطلبة ورؤية اللاعبين بصورة مباشرة بأجواء جميلة من البهجة والحماسة ، لكن العادات والتقاليد لعائلتي منعتني من هذا الامر ، اذ يرون انه من المعيب ذهاب المرأة الى الملاعب ومخالطة الرجال ، او الاستماع الى الكلمات النابية من بعض المحسوبين على المشجعين خصوصا وانه لايوجد مكان خاص للأسر في الملعب ويكون الجلوس مشترك بين الجماهير.

الظروف الاستثنائية
الاعلامية نبراس خضر ارجعت السبب الى الظروف الغير مستقرة التي حلت بالمجتمع العراقي خلال العقود الثلاثة الماضية ، اضف اليه ثقافة المشجع العراقي الذي لم يعد يتقبل وجود النساء في الملاعب و احتكار الامر على الرجال فقط و نظرة المشجعين للمرأة تشوبها الكثير من النظرات السيئة ، كذلك اطلاق العبارات السيئة والبعيدة عن الاخلاق من سب وشتائم وطرق التشجيع غير المتحضرة من البعض كل هذه الامور تدفع المرأة على العزوف عن حضور المباريات ، داعية الى التثقيف تجاه هذا الموضوع بدأ من العائلة التي لابد ان تفهم اولادها من كل الجنسين بأن حضور المباريات والتشجيع لايقتصر على حضور الذكور فقط ، ولابد من التأكيد على الاحترام والتصرف السليم على المدرجات ، كذلك لابد ان يكون هناك دور للاعلام بأخذ دوره في هذا الجانب مع المؤوسسات الرسمية ذات العلاقة بتبني واطلاق حملات توعية و القضاء على الشغب في الملاعب و الشعارات المسيئة.

* إعلام الشباب والرياضة

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة