كرار ابن نعيمه

قليلاً ما نجد في مواقع التواصل الاجتماعي شيئاً مفرحاً يجذبنا ويشعرنا بالزهو، اذ اخذت بعض الصفحات في موقع «فيس بوك « تحمل أسماء لبعض الشباب لكن باسم « الام « عرفاناً لها بالجميل اخذني الفضول الى الدخول لبعض هذه الصفحات وجدتها تفوح برائحة القرنفل والمسك لا مهات اخذن دور الاب والام في الوقت نفسه.
كرار ابن نعيمة أحد الشباب الذي أطلق اسم امه وهذا لا يعني انه أنكر اسم الاب على العكس، الا انه لم يلتقِ بوالده الذي توفي وترك « نعيمه» تحمل مسؤولية ستة أطفال من دون معيل كما أخبرني كرار بأن اهل والده تخلوا عن امهِ تماماً ولم يقدموا لها أي مساعدة، في الوقت ذاته كان اهل والدتهِ يطالبونهم بأيجار نهاية كل شهر مقابل ان يسكنوا معهم.
ويكمل كرار لقد ذاقت نعيمة الامرين الى ان كبرنا واستطعنا الاعتماد على أنفسنا، وقد استأجرنا بيتاً خاصاً بنا، وعن إطلاق اسم امه في صفحته الخاصة قال انا افخر بأن يطلق عليه ابن نعيمه بل اشعر بالعز والفخر لكون هذه المرأة هي أمي ولا اشعر بالحرج من كشف اسمها على العكس اسمها يزيدني سعادة بحجم المرارة التي ذاقتها امي لحين أصبحنا رجالاً تعتمد علينا.
وكرار لم يكن اول شاب يحمل اسم امه بل هناك الكثير من حاول رد العرفان للقارورة التي انهكتها الازمات المتتالية على بلد لم تنل الأغلبية من أبنائه، سوى مرارة اليتم والفقر.
فهناك علي ابن حليمة وايضاً عباس ابن سنية ومحمد ابن فطم و، و ، غيرها من الأسماء التي تجعلنا نشعر بـ «العافية « كون هذا الجيل فيه من يقدر ويقدس تضحيات الام التي تحملت وعانت الامرين في سبيل ان تحافظ على اطفالها من الضياع في دروب العوز والجهل .
هناك الكثير من الأمهات اللواتي يستحقن الانحناء وتقبيل الاقدام لهن، وذكر اسمها ما هو الا اناقة وجمالا للاسم الذي سبقه.
ان كلمات الشكر كلها لا تسد رمق يوم واحد تقضيه ام وهي في حيرة من آمرها ماذا ستطعم أبناءها غداً؟ ولا تمسح دمعة واحدة لها سقطت على خدها ليلة العيد وهي وحيدة حزينة لأن جيوبها فارغة من فرحة « العيديات « لأطفالها الذين حرموا من الاب وجميع الأشياء الجميلة التي ينعم بها بقية الأطفال.
بل عليهم ان يكونوا سعداء فخورين بأم حملت على اكتافها هموم التربية والمجتمع.
النساء في بلادي هن اعواد الصندل والحناء، هن عطر الكار دينيا الذي يفوح صيفاً، وعطر النرجس الذي يفوح شتاءً.
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة